أين هي تلك الحملة الإعلامية الوطنية المصرية الخالصة لوجه الله تعالي و للوطن التي تجهز و تعد الشعب لمقاومة دعاوي الفوضي و التظاهرات التي أعلنت يوماً مضي عن نفسها صراحة أنها تظاهرات مسلحة .. أين الحملة التي تزيل الخوف و القلق من نفوس المواطنين ... أين "المقاومة الإعلامية" التي من المفترض أن تعادل في قوتها النفسية "المقاومة الشعبية" التي كان لها الإسهام الأكبر في هزيمة دول العدوان الثلاثي سنة 1956 علي سبيل المثال ... أستطيع أن أقول بكل أمانة و عن إقتناع ... أن هناك "إعلام مجرم" في حق الوطن ... يستضيف مثيروا الشغب الفكري و الجدل الهزلي ... فيصنع منهم نجوماً يطلون علي ملايين المصريين عبر شاشات فضائياتهم ... بدعوي حرية الرأي ... و النتيجة المؤكدة هي مزيد من الجدل الفارغ نحو المزيد من إضاعة الوقت ... و نتيجة هذا "الإعلام المجرم" ... أن كل واحد عاوز يعمل فيها "بطل" علي حساب مصر ... و "شهيد" علي حساب مصر ... بينما البطل الشهيد الحقيقي يموت في صمت علي أرض شوارع مصر و سيناءها ... للأسف ... لم تكن كل أدوات الإعلام المقروء و المسموع و المرئ ... علي مستوي الحدث الوطني الذي يعيشه شعب مصر من سنة مضت و حتي يومنا هذا ... كان من المفترض وضع خطة عمل إعلامية تقوم علي تشجيع الشعب ... و رفع روحه المعنوية ... و مراعاة حالته النفسية التي قد تكون قلقة بسبب الشحن المعنوي الإرهابي الذي يمارس ضده صباح مساء كل يوم عن طريق القنوات الفضائية و مواقع شبكة الإنترنت و صفحات برامج التواصل الإجتماعي ... كان من المفترض فتح "المكتبة الوطنية" التي علاها التراب و طال الصدأ أقفالها ... نحو إعادة بث الأغاني الوطنية ... و الأفلام التسجيلية ... و الأفلام الدرامية ... التي تذكر الشعب بأمجاده ... و بطولاته ... و إنتصاراته ... و تضع الشعب في صورة كاملة لمراحل الكفاح الوطني الذي خاضتها أجيال العظماء من الآباء و الأجداد ... حتي يكون مهياً مستعداً ... لخوض معركة الدفاع عن وجود كيان الدولة المصرية ... الحقيقة ... أن مصر تعيش في حالة غيبوية إعلامية وطنية من إعلام غير مدرك للحظات التاريخية التي يمر بها الوطن ... يوماً ... فوجئت بمذيع في قناة فضائية يستضيف شيخاً من أستراليا يشكك في صحة كتاب صحيح البخاري الجامع لأحاديث رسول الله صلي الله عليه و سلم ... و قبله شيخ بيشكك في فرضية الحجاب علي السيدات المسلمات ... و قبله مذيع بيسخر من عذاب القبر ... و قبله واحد بيقول لك الإلحاد إنتشر في مصر ... تعجبت و تساءلت ... هو إيه المطالوب بالضبط ... المطلوب التشكيك في صحيح الدين ... طيب بالمرة ما تدخل بقي علي أركان الإسلام ... خدها كده ركن ورا التاني ... و الله العظيم ... سيحاسب حساباً عسيراً كل من يروج لآراء المشككين في العقيدة الذين ينشرون العبث ليصل إلي أسماع الملايين ... الذين يريدون أن يغرق الوطن و شعب الوطن في الجدل و الشقاق و العراك ... و بالمناسبة ليس المعاق جسدياً هو الذي يحتاج المساعدة ... إنما المعاق وطنياً هو من يحتاج الشفقة ... قد أثبتت أزهار المهرجان الرياضي الذي أقيم مؤخراً لذوي الإحتياجات الخاصة أن الإعاقة الحقيقية هي الإعاقة "الوطنية" ... و ليست "الجسدية" ... والأخطر من القناة الفضائية التي تبث برامج المخدرات و تغييب الوعي و الإلهاء عن الفرحة بالقضايا و المشروعات القومية ... و تبعد الناس عن مجهودات الراجل إللي رايح جاي في دول العالم ليؤكد علي أهمية وجود مصر قوية ... الأخطر هو "وكالات الإعلانات" التي تضخ ملايينها و تسعي بكل قوة للسيطرة علي تلك الفضائيات للتحكم فيها و توجيه برامجها حسب ما يوافق هواها وفقاً لما تراه ... السؤال بقي ... إذا كان النشاط الإقتصادي "مضروب" و مافيش إنتاج في أي مجال علشان يتعمل له إعلانات ... ميزانيات الإعلانات دي بتيجي منين ... إفتكر لو سمحت ... لما محمود سعد "إتقمص" و قرر إنه يختفي من الشاشة ... شركة بيبسي كولا العالمية هددت بسحب إعلاناتها من القناة ... إللي بيقدر يدفع الملايين دي كلها هي الشركات العالمية فقط و لا أحد غيرها ... و الشركات العالمية دي كلها لو سمحت ..... " مش بعيدة عن عين " مخابرات بلادها " ... و التحذير واجب من خطر قادم ... حيث سيقوم إتحاد الاذاعة و التليفزيون بالبدء في اجراء مزايدة بين الوكالات الاعلانية الكبري لاستغلال الحقوق الاعلانية لشاشات قطاع التليفزيون من خلال قنواته الثلاثة الاولي و الثانية و الفضائية المصرية ... في الشارع سألني سائق التاكسي في مشوارنا الطويل : هو صحيح يوم 25 يناير هتقوم ثورة فيها دم ... أجبته : لو كان حصل يوم 28 نوفمبر ثورة .. يبقي هيحصل يوم 25 يناير ... هذا السؤال الكارثي يوضح لكم ما سبق و ناديت به ... نحن نعيش في أسوأ و أقذر حرب إعلامية نفسية علي شعب مصر و وطن شعب مصر ... و للأسف إعلامنا الحكومي الرسمي ... لا ينتبه إلي تساؤلات البسطاء من الشعب ليدرك حجم الكارثة التي نحيا فيها كلنا فيواجهها المواجهة الوطنية الناجحة ... نريد إعلام مقاتلين يعيش "حالة حرب" ... نريد "المقاومة" الإعلامية الوطنية . الكاتب مؤنس زهيرى الكاتب مؤنس زهيرى