هل النظر المحرم حال اشتغال العبد بالذكر أو القرآن يعد من الاستهزاء بالدين

السؤال:
هل النظر إلى المحرم وأنت معك شيء فيه اسم الله أو تنظر إلى حديث أو تستمع إليه في نفس الوقت أو كنت تقرأ القرآن ورأيت هذا المنظر -هل يكون كفرا أو استهزاء بالدين؟ وجزاكم الله خيرا بمساعدتكم في نشر العلم، ورفع الجهل، وعسى الله أن يوفقكم بالفتاوى، وأن لا تخافوا في الله لومة لائم.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا، ونسأله قبول دعواتك لنا، وأما ما ذكرت: فلا يعتبر من الاستهزاء بالدين، ولا من الأفعال المكفرة، وقد نصحناك مرارًا بالإعراض عن هذه الوساوس، وشغل النفس عنها.
ولكنه لا يجوز النظر في المحرمات حال اشتغال العبد بالقرآن أو سماع الدرس والمحاضرة؛ لما في ذلك من عدم الرعاية لحرمة القرآن الكريم، بل يجب عليه أن يجاهد نفسه في غض البصر عن المناظر المحرمة دائمًا، ويتأكد الأمر عند الاشتغال بالقرآن وبالعلم الشرعي، وينبغي له الحرص على الإنصات، وحضور القلب عند سماع القرآن، لأن من كان كذلك فهو الذي ينتفع بما يسمع؛ لقول الله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {ق:37}، وقوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف:204}
وراجع الفتوى رقم : 118640، وهي فيمن عمل معصية بمكان فيه قرآن.
والله أعلم.