يدير مجموعته الإرهابية كمدير تنفيذي حقيقي، مع جداول للبيانات، وتوزيع للمهام والاغتيالات والغنائم والأراضي التي حصل عليها في الحرب. وتشير التقارير الواردة من الحكومة العراقية، إلى أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أصيب خلال الضربات الجوية الجمعة الماضية في العراق، رغم عدم إيضاح إذا كان حقاً ضمن الجرحى، وأي الضربات تسببت في إصابته أو في أي جزء من البلاد. وتناولت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، ماذا سيحدث للمجموعة المتطرفة في حال مقتل البغدادي خلال الضربات الجوية على العراق.
داعش لن تنهار تماماً قال الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس ماركس إن "التنظيم سيشهد تحولاً، كما ستظهر قيادات جديدة على الساحة". وأضاف: "علينا أن نضع في الاعتبار أن قيادات داعش نشأت من قوات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وهم مدربون بشكل جيد، ومحترفون للغاية". وبحسب ماركس، فالاحتمال الأغلب أن البغدادي نفسه أو مجلس الشورى، الذي يعالج الشؤون الدينية والعسكرية للتنظيم، خطط لهذا السيناريو مسبقاً.
خط واضح للخلافة بدوره، قال الباحث في معهد دراسات الحرب لورين سكوايرز: إنه "من المرجح أن داعش يملك خطاً واضحاً لسير الخلافة، هذا التنظيم البيروقراطي يملك شخصيات بديلة للمنصب، وربما حدد هذا الخط البغدادي نفسه، أو مجلس الشورى".
اثنان من كبار النواب وشكل البغدادي مجلس الوزراء، الذي يضم كبار المستشارين من قيادات داعش، فضلاً عن اثنين من كبار النواب، هما أبو مسلم التركماني، الذي يشرف على مهمة داعش في العراق، وأبو علي الأنباري، المسؤول عن العمليات في سوريا، وفقاً لمنظمة أبحاث وتحليل التنظيمات الإرهابية. ويعتبر كلا الرجلين من المسؤولين العسكريين العراقيين المخضرمين الذين خدموا في عهد صدام حسين. وأوضح الباحث في كلية كينجر بيتر نيومان أن "التركماني والأنباري، خدما سابقاً في جيش صدام حسين العنيف جداً، لكنهم ورثوا أيضاً التخصصات والمهارات العسكرية التي يستفيد منها داعش الآن في حملته ضد أعدائه". وأضاف "يمتلك التركماني والأنباري الكثير من المؤهلات المتميزة، سواء في المجال السياسي أو العسكري، والتي تجعل منهما مرشحان محتملان لخلافة البغدادي". ويخلف نائب البغدادي في العراقوسوريا، 12 قيادياً، للسيطرة على الشؤون المالية والعسكرية والقانونية والإعلامية والمجالس الاستخبارات وغيرها. والمثير للاهتمام حول التسلسل الهرمي البيروقراطي داعش، بحسب التقرير، أنه يتشابه مع بعض الدول الغربية التي التنظيم يرفض قيّمها، باستثناء عدم وجود ديمقراطية لمشاركة الشعب، والمجلس المكلفة بالنظر بقضايا قطع الرؤوس.
احتمال آخر ومن المرشحين أيضاً لمنصب البغدادي، المتحدث الإعلامي باسم التنظيم أبو محمد العدناني، السوري الأصل، والذي يملك سلطة كبيرة بين قيادات التنظيم. وفي سبتمبر (أيلول)، دعا العدناني أنصار داعش لشن هجمات إرهابية، ويقول محللون إن بعض كبار نواب البغدادي سجنوا مع العدناني في معسكر الاعتقال الذي تديره الولاياتالمتحدةبالعراق، حيث اعتقل البغدادي أيضاً ل4 سنوات على الأقل. وقال سكوايزر: "إن العدناني كان قادراً على اكتساب ثقة هؤلاء العناصر، وتقاسم أيديولوجيته وكراهيته للغرب معهم".
أهمية مجلس الشورى وبحسب التقرير، في حال كان البغدادي قيد الحياة، فإن هناك مجموعة، تستطيع إخراجه من الحكم، حتى دون استخدام الضربات الجوية أو العنف، وهي مجلس الشورى. ويعتبر مجلس الشورى، الرقابة الدينية لداعش، ليس فقط لتكليفه بالتأكد من تمسك جميع المجالس المحلية والمحافظين بتنفيذ "نسخة" داعش المتطرفة من الشريعة الإسلامية، وإنما أيضاً لرصد من يستطيع احتلال موقع البغدادي. وأكدت الباحثة في مركز تحليل وبحوث المنظمات الإرهابية جاسمين أوبرمان، أن من حق مجلس الشورى طرد البغدادي من منصبه، في حال لم يتقيد بالمعايير الدينية للتنظيم، وأضافت: "على الأغلب أن ذلك لن يحدث أبداً، لكن ذلك يقودنا إلى أهمية المجلس". وأوضحت أوبرمان، أن لمجلس الشورى أيضاً القدرة على انتقاد القيادة المخالفة لتفسيرها للشريعة. وختم التقرير، أن ماذا يحدث إذا مات البغدادي حقاً، ما زال مجرد فرضية في الوقت الراهن، وسط تضارب للمعلومات، إذ تؤكد العراق إصابة البغدادي، بينما لا تملك القوات الأمريكية أي معلومات عن موقع "الخليفة المزعوم".