أحيا ملايين الشيعة في العراق، أمس، مراسم عاشوراء في معظم المحافظاتالعراقية ذات الغالبية الشيعية، كان أكبرها في مدينة كربلاء قرب ضريح الإمام الحسين، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة العراقية والأجهزة الأمنية، حال دون تنفيذ هجمات انتحارية ضد المصلين. الأنبار وفي محافظة الأنبار السنية (غرب وسط)، واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف ب «داعش» هجماته، رغم الحديث عن تحركات للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي والعشائر لبدء معركة تحرير المحافظة. وكشف الشيخ نعيم الكعود، أحد شيوخ عشيرة البونمر أمس، عن قيام «داعش» بإعدام 24 شخصاً جديدا من أبناء عشيرته، ليرتفع بذلك عدد الذين قتلوا من هذه العشيرة المناهضة للتنظيم الى أكثر من 520 شخصاً بينهم أطفال ونساء. في السياق، أفاد مصدر أمني في الأنبار، أمس، بأن القوات الأمنية مدعومة بمقاتلين من عشيرة الجغايفة تمكنت من دحر هجوم لتنظيم «داعش» على مدينة حديثة غرب الرمادي. وأعلنت قيادة شرطة الأنبار أمس، عن وصول أسلحة ثقيلة الى المحافظة لتوضع في الكمائن عند حدود التماس لصد «داعش». وتواصل الحشد العسكري والعشائري في ناحية البغدادي استعدادا لتحرير مدينة قضاء، مركز قضاء هيت الذي يسيطر عليه «داعش» بالكامل. كما أفادت المصادر عن قيام «داعش» بإرسال تعزيزات الى ناحية عامرية الفلوجة، استعدادا لتنفيذ هجوم جديد على هذه المنطقة الاستراتيجية التي تبعد 40 كليومترا عن بغداد. تكريت وفي محافظة صلاح الدين، أفادت مصادر من عشائر الجبور، ومن بينهم آل جبارة، بأن «داعش» اختطف 90 من أبناء العشيرة وأعدم 30 آخرين في تكريت ومناطق الشرقاط والقياة جنوب نينوى. وكانت مصادر أفادت «الجريدة» قبل أيام بقيام «داعش» باحتجاز 200 من أفراد العشيرة. تدريبات في الموصل ونشر «داعش» مساء أمس الأول، تقريرا مصوراً يظهر فيه مقاتلوه وهم يتدربون على المهارات البدنية في شوارع مدينة الموصل. ويوضح التقرير أن «مسلحي التنظيم يسعون إلى رفع مستوى اللياقة البدنية، وإتقان تدريبات حرب الشوارع، والاعتماد على المهارات والفنون القتالية استعداداً لأي ظروف طارئة أو الخوض في معارك تحتاج الى هذه المهارات». تأتي هذه الإجراءات بعد تقدم خطوات الحكومة المحلية لمحافظة نينوى وإقامة معسكرات لإعداد وتدريب مقاتلين من المحافظة، استعدادا لتحرير مدينة الموصل، حيث إن الآلاف من الشباب الموصليين تطوعوا لهذا المشروع، وفق تصريحات رئيس مجلس محافظة نينوى أثيل النجيفي. توتر فرنسي - عراقي الى ذلك، اعتبر مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأخيرة بشأن قدرة الجيش العراقي على مواجهة «داعش» غير صحيحة، ولا تعكس الواقع على الأرض. وقال المتحدث باسم المكتب رافد جبوري، إن هولاند «تجاهل التقدم العسكري والانتصارات المهمة التي حققتها القوات الأمنية في جرف الصخر وديالى وصلاح الدين والأنبار». وأضاف جبوري أن «هناك عملا وتنسيقا متميزا بين القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي في تلك المناطق»، مشيرا الى أن «العبادي التقى القيادات العشائرية في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، من أجل تقديم الدعم والإسناد لأبناء تلك العشائر الذين يقاتلون تنظيم داعش في مناطقهم». واعتبر أن «تصريحات الرئيس الفرنسي تساهم في الحرب النفسية ضد قواتنا وأبناء شعبنا، ولا تخدم إلا العدو»، داعيا إياه الى «تحري الدقة والموضوعية قبل إطلاق مثل هكذا تصريحات». وشدد جبوري على أن «حكومة العبادي هي حكومة وحدة وطنية تضم كل الطوائف»، مبينا أن «وزيري الدفاع والداخلية اللذين يمارسان نشاطا واضحا، ينتمي كل منهما الى مذهب مختلف، وهذا دليل على أن المؤسسة العسكرية تضم كل الطوائف». وأكد المتحدث أن «العراق ينظر الى قوات البيشمركة وانتصاراتها بفخر كبير، إذ إنها جزء من منظومة الدفاع الوطني العراقية». يذكر أن الرئيس الفرنسي دعا في وقت سابق، أمس، الجيش العراقي الى بذل المزيد من الجهد كي يثبت أنه قادر على محاربة تنظيم «داعش»، واعتبر أن الضربات على معاقل التنظيم ليست كافية، ويتحتم أن تقترن بتحركات على الأرض، ولفت الى أن قوات البيشمركة الكردية تفعل ما لم تفعله القوات المسلحة العراقية.