أكد تقرير اقتصادي بعنوان "أزمة الدين الأمريكي تحول الانتباه نحو اليوان الصيني كعملة للاحتياطي الدولي" أنه بالرغم من قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية برفع سقف الدين لتفادي خطر التخلف عن سداد ديونها ونجاحها في ذلك، فإن المشاكل الاقتصادية التي ما زالت تعاني منها الولاياتالمتحدة تدعو للبحث عن عملة احتياطية بديلة للدولار الأمريكي. وأضاف التقرير، أن أزمة الدين الأمريكي ربما تكون قد أعطت الحكومة الصينية دفعة لترويج اليوان كعملة دولية بوصفها طريقة لتقليل اعتماد الصين على قيمة سندات الخزانة الأمريكية.وتوقع التقرير أن هذه الخسارة تزداد إذا ما خفضت وكالات تصنيف الائتمان الرئيسية الثلاث تصنيفها الائتماني للديون السيادية الأمريكية، ولقد كان الدولار الأمريكي عملة احتياطية عالمية مستقرة إلى أن حدثت الأزمة المالية العالمية عام 2008 ، الأمر الذي كان سببا رئيسيا دفع الصين للترويج لاستخدام اليوان كعملة عالمية.وأشار إلى تحذيرات كل من رئيسة صندوق النقد الدولي ووزير مالية الفلبين من احتمالية تراجع مكانة الدولار الأمريكي التي يتمتع بها بكونه العملة الاحتياطية العالمية الرئيسية. وأوضح التقرير أن الصين تبنت برنامجا تجريبيا منذ يوليو 2009 يتيح للشركات إمكانية إجراء تعاملاتها التجارية باليوان، وما زال هذا البرنامج قيد التوسيع بشكل سريع، ووفقا للبيانات المتاحة ارتفع حجم استخدام اليوان كعملة تجارية من 4ر18 مليار يوان خلال الفترة (يناير - مارس) 2010 إلى 360 مليار يوان خلال الفترة ذاتها من العام الحالي. وذكر أنه من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الصين أيضا لزيادة الاعتماد على استخدام اليوان توقيع اتفاقيات لتبادل العملات مع كل من سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا والأرجنتين وغيرها بحيث تسمح للشركات الصينية العاملة في هذه الدول باقتراض مبالغ كبيرة من اليوان بهدف تمويل نشاطاتها. ويعتبر وجود سوق سندات نشطة من الشروط الأساسية الواجب توافرها في العملة الاحتياطية، لذلك اختارت بكين هونج كونج قاعدة رئيسية لتحقيق هذا الشرط حيث تحتفظ مصارف هونج كونج بأكثر من 70 مليار دولار من اليوان، وهي كمية تتزايد باستمرار. وقال التقرير إن العملة الاحتياطية تتمتع بالثقة والإيمان بها وبالاقتصاد الذي يقف وراءها، لذلك على الصين أن تفعل أكثر من مجرد المحافظة على النمو السريع، كذلك يجب أن يستخدم اليوان بشكل موسع في الاستثمار والتمويل، الأمر الذي يتطلب سوق سندات ضخمة ويتطلب الأمر تغييرات جذرية في النظام السياسي أيضا بحيث يتسم بالشفافية في صنع القرار وفي المؤسسات الحكومية وهو أمر أصعب من الإصلاحات الاقتصادية، وعليه ستتطلب عملية تحويل اليوان إلى عملة احتياطية المزيد من الوقت والجهد الذي يصعب التكهن به. جدير بالذكر أن الصين تمتلك احتياطي نقد أجنبي من العملة الأمريكية يبلغ 2ر3 تريليون دولار، لذلك فإن هبوط قيمة الدولار الأمريكي أمام اليوان وغيره من العملات نتيجة الأوضاع الاقتصادية الحالية في الولاياتالمتحدةالأمريكية سيشكل خسارة كبرى للصين.