أثار اتهام رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني لدولتي السودان وقطر بدعم بعض الفصائل الليبية بالأسلحة، ردود أفعال رافضة ومستنكرة من قبل الدولتين لهذه الاتهامات الصادرة من الحكومة الليبية. كان رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني قد اتهم في وقت سابق حكومتي قطر والسودان، بدعم مليشيات مسلحة داخل ليبيا بالمال والسلاح، قائلا إن "الجيش الوطني الليبي رصد طائرات محملة بالأسلحة قادمة من تلك الدولتين، هبطت داخل مطارات تقع تحت سيطرتهما، وأعرب عن استيائه من تصرفات الحكومتين وتدخلهما السافر في الشأن الليبي. وردا على اتهامات عبدالله الثني للحكومة السودانية، استدعت وزارة الخارجية السودانية، ، القائم بالأعمال الليبي بالإنابة بسبب اتهام رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني السودان بدعم بعض الفصائل الليبية، ونقلت له استنكار السودان الشديد لهذه التصريحات التي لا تتسق ومواقفه الثابتة إزاء ليبيا. وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير عبدالله حمد الأزرق للقائم بالأعمال الليبي حرص بلاده الكامل على أمن واستقرار ليبيا مع شجبه لكل محاولات المساس بأمنها واستقرارها، وإلتزام السودان بمقررات مؤتمر دول الجوار الليبي الذي انعقد في القاهرة في نهاية أغسطس الماضي . وأوضح الازرق أن وزير الخارجية السوداني على أحمد كرتي أوضح -خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الليبي- بشكل صريح موقف السودان في هذا الشأن مع تأكيد حرصه على تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، واستعداد بلاده بذل كافة الجهود لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الليبية المتنازعة. يذكر أن الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب استنكرت دخول طائرة نقل عسكرية سودانية محملة بالأسلحة للمجال الجوي الليبي دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني، واعتبرته خرقا للسيادة الليبية. من جانبها، نفت قطر اتهامات رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بانها ارسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالاسلحة الى مطار في طرابلس تسيطر عليه جماعة معارضة مسلحة. وقال مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي -في بيان- إن هذه المزاعم "مضللة ولا أساس لها من الصحة"، حسب قوله. وأضاف البيان أن "هذه المزاعم والادعاءات مضللة وليس لها أساس من الصحة وان سياسة دولة قطر تقوم على مرتكزات واضحة وثابتة وهي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، مطالبا رئيس الوزراء الليبي ب"تحري الدقة قبل إطلاق مثل هذه التصريحات"، على حد ما جاء بالبيان. كان رئيس الحكومة الليبية قد اتهم قطر بإرسال ثلاث طائرات عسكرية محملة بالسلاح والذخيرة لأحد المطارات الخاضعة لسيطرة جماعة مسلحة معارضة، وقال "إذا استمر التدخل في الشأن الداخلي الليبي سنضطر إلي رفع السقف وقطع العلاقات نهائيا.. كل دولة ستتدخل في الشأن الليبي لسنا في حاجة اليها". من جانبه، ذكر موقع "بوابة الوسط" الليبي أن مسؤولا بارزا بمطار معيتيقة علقً لصحيفة "الحياة "على اتهام عبدالله الثني قطر "بإرسال ثلاث طائرات محملة بالأسلحة إلى مطار معيتيقة: «إن قصة الأسلحة التي أشار إليها الثني قديمة وحصلت قبل أن تنتقل الحكومة لمزاولة أعمالها إلى شرق ليبيا بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على طرابلس». وأوضح الموقع أن المسؤول بمطار معيتيقة أكد أن شحنات أسلحة كانت تأتي بالفعل قبل ثلاثة أشهر من دون علم الحكومة أو إذنها، لكن لم تكن تأتي إلى مطار معيتيقة والقاعدة الملحقة به، بل عبر منافذ أخرى كثيرة، وقال "للأمانة فإن مطار معيتيقة لم يستقبل أي شحنات أسلحة، منذ انتقال الحكومة إلى المنطقة الشرقية قبل نحو أربعين يومًا".