اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الصراع على النفط بين دولتى السودان وجنوب السودان حوله من أحد الأصول التى تحسد عليها أى دولة إلى أحد أكبر الابتلاءات التى يمكن تصيب المدنيين بهذه الدول. وسلطت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الاربعاء على موقعها الإلكترونى، الضوء على الصراع الذي يواجهه عشرات الآلاف من سكان جنوب السودان حول النفط والأراضي وهو الذي تأجج بين دولتهم المستقلة حديثا وبين جارتهم الشمالية، فعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية قصفت طائرات سودانية مدينة بنتيو مما أسفر عن مقتل خمسة عشر مدنيا وإصابة عشرات آخرين، وذلك وفقا لبيانات الأممالمتحدة. ولفتت الصحيفة إلى أن النفط والمصادر الطبيعية هي نقمة أكثر منها نعمة، خاصة في المناطق من أنجولا إلى تشاد، ومن نيجيريا إلى غينيا الاستوائية، حيث حيث ولد الصراع العرقي والفساد في الوقت ذاته الذي يعاني فيه ملايين الأفارقة من الفقر، رغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن عائدات النفط ستحول دون وقوع صراع آخر مع جنوب السودان الذي يعتمد على خطوط الأنابيب والموانئ السودانية لتصدير النفط الخاص به. وعلقت الصحيفة على ذلك، بأنه وبالرغم من كل هذه الاعتداءات ومن كون كلا البلدين يحشدان القوات على حدودهما المتنازع عليها على بعد 50 ميلا إلى الشمال من بنتيو، فإنهما بذلك يتجهان نحو حرب شاملة من المحتمل أن تزعزع استقرار واحدة من أهم مناطق احتياطي النفط في أفريقيا. وواصلت الصحيفة أن النفط كان حافزا رئيسيا في اتفاقية السلام عام 2005 التي أنهت الحرب الأهلية السودانية التي استمرت لاثنين وعشرين عاما - والتي تعتبر الأطول في أفريقيا، حيث يوجد بجنوب السودان ما يقدر بنحو ثلاثة أرباع احتياطي النفط، واتفق الجانبان على أن تقسم العائدات بالتساوى.