قال الكاتب الإسرائيلي تسيبي برئيل في مقال له بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أنه في الوقت الذي تعلو فيه المطالب الداخلية بمصر لتغيير السلطة، تسعي السعودية أن تثبت للمصريين أن الرئيس القادم مهما كان لن يستطيع أن التخلي عن التعاون مع المملكة، وان شباب الثورة يستطيعوا الاستمرار في طلب استقلال القرار المصري، ونبذ التأثير الأمريكي الإسرائيلي على الشئون الداخلية، لكن لن يستطيعوا تجاهل الدخل الذي يأتي إلى مصر عن طريق مليونى مصري يعمل بالسعودية. هذا الاعتراف يمكن آن نتبينه بوضوح من خلال مطالب عدد من المتظاهرين أمام السفارة السعودية المطالبين بعودة السفير السعودي من جديد للقاهرة وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن السبب المباشر لغضب السعودية ،جاء مع وصول المحامي المصري أحمد الجيزاوي إلى الأراضي السعودية لأداء العمرة ومتابعة أمور السجناء المصريين في السعودية،موضحا الجيزاوي تعرض بالإهانة لملك السعودية بسبب هؤلاء السجناء ،إلا أن السعودية زعمت انه كان يحمل 21 ألف قرص دواء ممنوع من التداول بالسعودية ،المر الذي ادى إلى وجود مظاهرات أمام السفارة السعودية بالقاهرة ،مع وجود مطالب بطرد السفير وزعم الكاتب الإسرائيلي ان حقيقة الأمر هي أن السعودية لها حساب طويل مع الثوار المصريين ومع السلطة المؤقتة ،فمنذ بداية الثورة تم اتهام السعودية على يد مجموعة من الشباب بأنها تدعم مبارك،كما انها تضغط على الولاياتالمتحدة لندفعها للضغط على الحكومة المؤقتة بمصر حتى توقف محاكمة مبارك ،إلى جانب اتهامها بأنها مولت الإسلاميين السياسيين ،حتى فازوا في الانتخابات البرلمانية كما أشار إلي أن السعودية قد عبرت عن دهشتها من تصريحات نبيل العربي حينما تولى منصب وزير الخارجية المصرية بعد الثورة ،بان إيران ليست عدو لمصر وان سياسة النظام السابق حيال إيران كانت خاطئة . وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن السعودية كانت شريكا لمصر في سياسة الإقصاء مع إيران ،كما عبرت أيضا عن غضبها حيال الموقف المصري الضعيف إزاء الثورة السورية ،وعبرت عن ذلك خلف الأبواب المغلقة مع ممثلين مصريين ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن الحكومة والشعب المصريين يدركون جيدا أن أنه لا غني عن السعودية، وان العلاقات معها ضرورية، فمصر تصدر للسعودية مواد زراعية بما يقرب من 4 مليارات دولار ،وتستورد مواد بترولية منها بما يقرب من 5 مليارات دولار وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أنه على الرغم من اعتماد مصر على السعودية منذ وقت طويل ،إلا أن السعودية لم تستخدم هذا الأمر بسبب علاقات التفاهم والصداقة بين مبارك والملك عبد الله والتي تطورت على علاقات شخصية ،الأمر الذي جعلهم يتبعون نفس السياسية الخارجية بالمنطقة.