حوار بين شخصين يسأل احدهما الاخر عن المرض ويطلب وصف الدوء ...حدد من هم الطرفين فى الحوار واكتب اسم المكان الذى يدور فيه هذا الحوار ....هذا نموذج لأحد الأسئلة فى مادة اللغة الانجليزية للصف الثالث الثانوى . اغلب الاجابات تقول إن المكان هو الصيدلية والحوار بين الصيدلى والشخص الذى يشترى الدواء ... قلة فقط من قالوا ان المكان عيادة والحوار بين الطبيب والمريض وهى الاجابة الصحيحة . وكان تعليق المدرس انه تعود كل عام ان يقابل نفس الموقف بنفس الإجابات المتكررة ...لأن علاج الأمراض عبر الصيدليات ثقافة مصرية ... اعتاد فيها المواطن المصرى الفهلوى بطبعه ان يختصر خطوة مهمة ومكلفة فى ذات الوقت من حيث الوقت والمال ، وهى زيارة الطبيب وهو أمر غير مرغوب فيه من الأغلبية التى تضيق بقصة الحجز مسبقا أو الانتظار الممل فى العيادات ...كما انه قد يكون أمر يتعلق بالبرد الذى يتسبب غالب فى جميع الأمراض والأعراض وهنا يصبح الأمر بسيط لا يستحق إلا قرصين من الادويه سهلة المنال فى الصيدلية ... فى بعض القرى والمناطق الشعبية فطن كثير من أصحاب الصيدليات إلى هذه النقطة ..فهداهم التفكير الى الاستعانه بطبيب صغير السن حديث العهد ...يقوم بوصف الادويه بعد تشخيص كل الاعراض وتحديد المرض ..وكتابة الوصفة وصرفها ..فيبدو الأمر ظاهريا طبيعى وبعيد عن أى مخاطرة... فى مصر يوجد 40 نوعا فقط من الأدوية مسموح شراءها دون وصفة طبية ، إلا أنه فى غياب تام من الرقابة يمكن شراء أى دواء فيما عدا أدوية الصحة النفسيه مثل الترامادول فى بعض الأحيان تحدث مضاعفات يصل بعضها إلى التسمم .. وأحيانا ماهو أخطر بسبب التضارب فى أنواع العلاج التى لا ينتبه اليها الصيدلى وأحيانا البائع غير المتخصص ...ولا يشير إليها المريض هذه الظاهرة الخطيرة لها اسبابها فى ظل غياب التأمين الصحى للمواطن البسيط و غياب العيادات المحترمة التى تناسب شرائح المجتمع المختلفة ومستشفيات حكوميه ترفع شعار الداخل مفقود والخارج مولود ...ومواطن بلغ به الإرهاق المعيشى إلى حد المغامرة بصحته ... عندما بدأت افكر فى كتابه هذا المقال سألت أحد الأطباء من أصدقائى يعمل فى بريطانيا عن سياسه العلاج مقارنه بمصر فقال لى إن فى بريطانيا يوجد مايسمى ادويه الرف " on shelf drugs" وهى عبارة عن مسكنات الصداع وآلام الدورة الشهرية والفيتامينات وأدويه خفيفه لحرقة المعدة وهذه الأدويه متوفرة فى الصيدليات أو فى السوبر ماركت ، ولا يمكن شراء أكثر من علبتين ..أما فى حالات ارتفاع الحرارة مثلا يذهب المريض إلى طبيب الأسرة التابع له ...وهنا يمكنه ان يكتب له وصفات تحتوى على المضادات الحيوية ...أما إذا لاحظ الطبيب ان الحاله تحتاج الى طبيب متخصص مثل الأمراض الجلدية مثلا فيقوم بتحويله إلى الاستشارى المتخصص ويمنع على طبيب الاسرة أن يكتب أى أدوية متخصصة ..كعلاجات السرطان مثلا الصيدليات فى بريطانيا لا يسمح لها ببيع السرنجات أو الحقن ...فإذا كان المريض يحتاج الى حقن يتم تحويله إلى المستشفى يحجز هناك ويتعاطى االسرنجات وإذا كانت حالته لا تستدعى البقاء فى المستشفى يتم إرسال ممرضه إليه تقوم هى باعطاء الحقن بالطبع هذه الطريقة والنظام توفر الكثير لأن العلاج بالتأمين الصحى، فإذا كتب للمريض علاج لمدة خمسة أيام يتم صرف الأقراص بالعدد الذى يكفى هذه الايام فقط .. كما أن وصفه العلاج هناك تكون غالبا بالاسم العلمى للمادة لا الإسم التجارى ...كما يحدث فى مصر مما تسبب في أن بعض شركات الادوية...تحاول استقطاب الأطباء باى طريقه لرفع مكاسبها فى الأسواق دون مراعاة لأحوال المرضى ... إن مثل هذه المشاكل التى يعيشها المواطن المصرى تحتاج إلى تشخيص ..ووصفات علاج لتوعية المريض والإسراع فى توفير مظلة تأمين علاجية تحمينا من الجهل والمرض