من بورسعيد... أعلنت مصر انتصارها على قوى العدوان الثلاثى سنة 1956... ومن السويس... أعلنت مصر انتصارها فى معركة رد الشرف والكرامة سنة 1973... ومن الإسماعيلية... أحيت مصر شعار يد تبنى ويد تحمل السلاح لينطلق أكبر مشروع قومى مصرى سنة 2014 وسط أشرس معارك الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب... من إحدى مدن خط القناة الباسلة... أطلق رئيس الدولة المشروع المصرى للقرن الواحد والعشرين... حفر قناة سويس جديدة موازية لقناة السويس الأولي... هى المفاجأة فعلاً... فكر مصري... بكوادر مصرية... دراسات مصرية... خبرات مصرية... سواعد مصرية... هذه المرة الحفر بدون سخرة... الحفر بالمصرى صاحب القدرة... و كما كانت سنة 1859 هى سنة حفر قناة السويس الأولي... كانت سنة 2014 هى سنة حفر قناة السويس الجديدة... أما ما لم يتوقعه اشد الناس تفاؤلاً بذلك المشروع أن السيد رئيس الدولة قد إتجه إلى قطاع من أهم قطاعات الدولة و التى لم تأخذ حظها الواجب من الاهتمام و هو قطاع الأطفال... ذلك القطاع الذى يشكل مستقبل الأمة... فقد اعتبر الرئيس اشراك الأطفال الصغار أمراً ضرورياً و جعل قيمة السهم فقط عشرة جنيهات لإشعار الأطفال بأهمية مشاركتهم فى بناء مستقبل وطنهم... تخيل انك طفل عندك عشر سنين و معاك عشرة جنيهات... تحب تشترى كيسين شيبسي... و لا تبقى صاحب سهم فى شركة قناة السويس الجديدة... يعنى تاخد ورقة رسمية من الدولة مكتوب عليها اسمك انك صاحب مِلك و شريك فى الشركة... «السيسي» بيربى أجيالا على عشق الوطن... لكن أكثر الإعلاميين غير منتبهين... الحقيقة هى أول مرة اسمع رئيس دولة يهتم ب«زراعة» مصر فى قلوب أطفال مصر... فقد طلب أيضاً زيارة التلاميذ لمواقع حفر قناة السويس الجديدة لمعايشة بناء مستقبلهم... بل و الاشتراك فى عمليات الحفر بأيديهم الصغيرة... و من قطاع أطفال المستقبل المصري... ننتقل إلى القطاع الأهم فى مشروع القرن الواحد والعشرين... وهو قطاع الإعلام... و نحن نكتب اليوم نشيد بذلك المشروع العملاق الذى يضاهى فى أهميته مشروع السد العالي... أعتبر أن حظنا أسعد كثيراً من أناس يكتبون «التاريخ» هناك بعيداً و لا أحد يقرأه... أناس يكتبون بالحفر سطوراً يضمها كتاب التاريخ المصرى الحديث امتداداً لتاريخ أجدادهم الذين حفروا بجوارهم قناة السويس الأولى قبل أكثر من مائة و ستين عاماً مضت... هناك عند محافظة الإسماعيلية حياة أخرى بدأت ولا أحد يعلم عنها شيئاً واقعياً وفعلياً... هناك الكراكات واللوادر والحفارات... هناك لا ليل و لا نهار... هناك نهار دائم تحيل فيه كشافات الإضاءة الجبارة الليل إلى نهار ليتواصل العمل دون لحظة توقف... هناك لا نوم و إنما راحة فقط... و لطالما أن الإعلام الحكومى مازال مصراً على أن يتعامل مع مشروع مصر القومى الأول فى القرن الواحد و العشرين معاملة موظف ديوان الحكومة الذى يغلق مكتبه الساعة الثانية ظهر كل يوم حتى يلحق بأتوبيس المؤسسة فلن يتحقق أى شىء... ولهذا... فإننى أطلب من السيد رئيس الدولة تخصيص محطة إذاعة و تليفزيون دائمة فى موقع الحفر... تتولى البث 24 ساعة فى اليوم لتنقل حركة الحياة مباشرة على الهواء لأى مواطن يحب أن يرى و يسمع التاريخ الذى تتم كتابته الآن و لا أحد يساعده أن يراه... وبالمناسبة... تجارياً ستكون من أنجح المحطات استقبالاً للمساحات الإعلانية... حيث سيتسابق رجال و لا مؤاخذة الأعمال فى حجز تلك المساحات... إثباتاً للتواجد... و للوطنية... «يا عم... هو الريس بيشوف غيرها»... أقسم لك ستكون تلك هى المقولة المتداولة بينهم... و هذا هو السبب الذى سيجعلهم سيتقاتلون على حجز مساحات البث الإعلانى فى أوقاتها... و ساعتها بيع بالسعر إللى انت عاوزه... فكر الموظفين سيقتل مشروع قناة السويس «إعلامياً»... ذلك فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر أن يلتف كل الشعب حول مشروع عملاق كما سبق و التف حول مشروع السد العالي... وبنائه... إن ذاكرة الوطن تفقد كل ساعة لحظات تاريخية تتم فيها كتابة واحدة من صفحات التاريخ المصرى المجيد... ذلك أن جهاز التليفزيون الرسمى للدولة لا تسجل كاميراته ضربات معاول عمال مصر وهى تحفر فى الصخر قناة السويس الجديدة... قد ضاع دون تسجيل من ذاكرة الوطن أسبوعان من أصل 52 أسبوعا هى مدة حفر القناة... فعلاً الراجل كان عنده حق... جمال عبد الناصر كان له حظ مع الإعلام... ثلاث صحف و إذاعتان وشاعر وملحن ومطرب أدخلوا السد العالى مشروع القرن العشرين المصرى فى قلب كل مواطن... اليوم إمكانات تقنية إعلامية حكومية ميزانيتها بمئات الملايين عاجزة عن دخول قلوب كل مواطنى الشعب المصرى بقناة السويس الجديدة مشروع القرن الواحد و العشرين المصرى كما فعلت من قبل أغنية «حكاية شعب» عن مشروع السد العالي... المطلوب أن يكون لمشروع مصر للقرن الحادى والعشرين قناة تليفزيونية تبث 24 ساعة كل يوم... مطلوب «صوت» لقناة السويس الجديدة يدخل مع الصورة إلى كل بيت مصرى ...