بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة الغربية وتستهدف الصحفيين    سر اللون البرتقالي "الخطير" لأنهار ألاسكا    أستاذ قانون دولي: اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين يعكس تراجع دور أمريكا    محللة سياسية: نتنياهو يريد الوصول لنقطة تستلزم انخراط أمريكا وبريطانيا في الميدان    مفاجأة، نيكي هايلي تكشف عن المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الرئاسة الأمريكية    السفيرة الأمريكية السابقة بالأمم المتحدة: بايدن كارثة وسأصوت لترامب في انتخابات الرئاسة    بسبب لاعبي الأهلي وكبار السن، فيتو تكشف سر قائمة منتخب مصر المسربة التي أثارت الجدل    تريزيجيه يكشف حقيقة عودته للنادي الأهلي    لاعبو الأهلي يجهزون مفاجأة غير متوقعة لعلي معلول في نهائي دوري الأبطال    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    "هذا اللاعب سيستمر".. حسين لبيب يُعلن خبرًا سارًا لجماهير الزمالك    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2024 برقم الجلوس والاسم جميع المحافظات    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    رفض يغششه في الامتحان، قرار من النيابة ضد طالب شرع في قتل زميله بالقليوبية    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    الكشف عن القصة الكاملة للمقبرة الفرعونية.. أحداث الحلقة 9 من «البيت بيتي 2»    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    تفاصيل المجلس الوطنى لتطوير التعليم فى حلقة جديدة من "معلومة ع السريع".. فيديو    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    نجوى كرم تتحضر لوقوف تاريخي في رومانيا للمرة الأولى في مسيرتها الفنية    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    متحدث الحكومة: بيع أراضي بالدولار لشركات أجنبية هدفه تعظيم موارد الدولة من العملة    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    حظك اليوم| برج الجدي الخميس 23 مايو.. «تمر بتناقضات»    انتشال 3 جثث جديدة لفتيات ضمن واقعة غرق ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    هل يجوز بيع جلد الأضحية؟.. الإفتاء توضح    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات حرب غزة ..تجربة ذاتية للحياة تحت قصف إسرائيل (9)


(الجزء الثاني)
مأساة الفرار من الإف 16
فجيعة قريتي بيت حانون وخزاعة .. جثث في الطرقات وكلاب ضالة
مسجد صغير في مجمع ناصر الطبي يذكر عشرات الآلاف انهم على قيد الحياة.
وصف تفصيلي لغزة حين تعود الكهرباء لدقائق بعد انقطاع ثلاثة ايام
بطريرك غزة يرد على تحذير الاحتلال: لايمكن إجلاء أطفال شديدي الإعاقة
قراءة فى حجم المأساة (1)
1- إبادة عائلات بالكامل
فى الأيام الأولى من الحرب تم إحصاء أكثر من 68 أسرة فلسطينية فقدت أكثر من ثلاثة أفراد من أسرتها بسب القصف والعدوان الإسرائيلى على غزة، فى حين أن عدد الأسر التى أبيدت وخرجت من السجل المدنى وقتل منها العشرات لم يتم إحصاؤها بعد.
2- البيوت المدمرة
وصلت حصيلة المنازل المدمرة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة قرابة 10 آلاف منزل بين تدمير كلى وجزئى وإضرار متفاوتة، بينما يقدر عدد القرى المدمرة نتيجة العدوان الإسرائيلى عام 1948 ب 551 قرية.
3- النازحين الجدد:
قدرت الأونروا أنه ما يزيد عن 200,000 نازح قد أصبحوا يلتجئون فى 85 مدرسة تابعة للأونروا.
طبعا هذا عدا النازحين فى الطرقات والمساجد والدواوين والمستشفيات وبيوت الأهل والأصدقاء! والذين يقدر عددهم أيضا بحوالى 200 ألف نازح .

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة عام 1949 فإن عدد جميع اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من فلسطين كان 724 ألف فلسطينى ، 24% منهم من هاجر إلى قطاع غزة (أى حوالى 175 ألف لاجئ)، أى أن عدد النازحين من بيوتهم بسبب هذه الحرب يفوق (2.3 ضعف) جميع من هاجر من الفلسطينيين إلى قطاع غزة عام 1948.
فى 1948 هاجر الفلسطينيون إلى قطاع غزة وبه مساحات واسعة وأراضى زراعية خصبة ومياه مازالت متوفرة والبحر يمده بالسمك وعدد السكان الأصليين فى القطاع قليل ويملكون بيوتا واسعة وأراض خصبة وإمكانياتهم جيدة، أما النازحين بسبب هذه الحرب العدوانية الطاحنة فإنهم نزحوا إلى مخيمات اللاجئين فى غرب قطاع غزة، هذه المخيمات المثقلة بهمومها وفقرها وبطالتها واكتظاظها وشح مياهها، ممنوع عليها وصول البحر وصيد السردين الذى كان الغذاء الأساسى للاجئين فى عام 1948، وبياراتها قد جفت بسبب ملوحة مياهها، الأراضى الزراعية قلت وانغرست بالمبانى والسكان والمنازل ضيقة لا تستطيع استيعاب المزيد وووووو......!
يا ويلتاه!!!
-----------
صرخة من أجل العدالة يطلقها غبطة البطريرك من غزة (2)
-----
تلقى راعى الكنيسة الكاثوليكية فى غزة، غبطة البطريرك فؤاد الطويل، رسالة تحذير من جيش الاحتلال الإسرائيلى لإجلاء رعايا الكنيسة والمدنيين الذين نزحوا إليها وآوتهم الكنيسة فيها.
فرض غبطة البطريرك هذا التحذير وكان رد راعى الكنيسة فى الأرض المقدسة: الكنيسة الكاثوليكية فى فلسطين هى كنيسة الجلجلة، لا يمكن إجلاء 29 طفلا شديدى الإعاقة وتسع نساء كبيرات فى السن؟؟؟
ووجه غبطة كذلك سؤالا إلى القيادات الدينية والمدنية والقادة السياسيين فى العالم:
أين أنتم من هذا العدوان ومن هذه الغطرسة الإسرائيلية؟!
فلسطين لا تعرف الطائفية ولن تعرفها!!! كلنا فلسطينيون
-----------------
بيوت المخيم تحت رحمة طائرات الf 16 !!!! (3)
---------
غزة ، خانيونس المخيم
2/08/2014
بيوت المخيم ضيقة ومتلاصقة وضعيفة، حقيرة البنيان، سقوفها من الزينكو والاسبست، تكتظ بالآدميين، ويملأ الأطفال شوارعها حفاة الأقدام، عائلاتهم كثيرة العدد فى الظروف العادية، أما فى زمن الحرب فقد أصبحت هذه البيوت مأوى للأهل والجيران من المناطق الشرقية من خانيونس، ليلا، الساعة الواحدة والنصف:
صاروخ من الأوزان الثقيلة من طائرة الf16 الجبارة يقصف أحد هذه البيوت الرخوة غرب المخيم، تهتز وتتراقص كل البيوت، وتنخلع الأبواب والشبابيك من أماكنها الضعيفة، تتهدم الجدران الرخوة وتتطاير حجارتها على أسطح البيوت المجاورة فتكسر وتجرح من كان فى طريقها، تتطاير أسقف الاسبست والزينكو وتصيب 25 من المدنين الآمنين، هرع سكان الحى للشوارع مذعورين، كل يعتقد أن بيته هو الذى قصف، لماذا هذا الشعور؟!
الكهرباء مقطوعة والعتمة شديدة والظلمة تملأ المكان وأصوات الأولاد وصيحات الآباء تسمع فى كل أرجاء المنطقة، هرج ومرج وجدال بين الأبناء والآباء والأمهات والبنات، هل نخلى البيت؟ هل نخرج إلى الشوارع؟ هل نبقى فى البيوت؟ كل يدلى برأيه، فى هذه اللحظات المأساوية ، عشرات آخرين من الرجال والأولاد والنساء يهربون من شرق المخيم إلى غربه،
بيت جديد من بيوت المخيم، تم تحذيره من قوات الاحتلال الإسرائيلية، سيقصف بعد ثلاث دقائق فقط!!!
أخلى السكان بيوتهم، هرع الجميع مفزوعين إلى الشوارع، الكل ينادى على الكل ويحذره، عليك التوجه شرقا، لالالا..لالالا ! عليك التوجه غربا ...لالالا..لا لا لا، الأفضل أن نحتمى فى بيت سقفه من باطون، أو نذهب بعيدا إلى الغرب!!!
آراء كثيرة وأصوات متداخلة يغلفها الخوف والقلق وعدم اليقين، كيف سنخلى والدتنا المقعدة وعمرها يقترب من ثمانين سنة؟ كيف سندفع كرسيها المتحرك فى رمال شوارع المخيم الضيقة؟
من سيساعد والدنا على الهرب، وعمره تجاوز الثمانين عاما ويعانى من ضعف فى البصر، يمشى الهوينى مستندا على عكازه، يا الله يا الله ، من سمح لهذه الطائرات بأن تقصفنا؟
من سمح لها أن تحلق بصوتها النفاث فوق بيوت المخيم الضعيفة وسكانها الفقراء؟
كيف تترك بيوت المخيم تحت رحمة هذه الطائرات النفاثة؟
رضى سكان المخيم بالغلب والهم والفقر والمرض، والعيش فى هذه البيوت اللزجة، فلماذا تستكثر طائرات ال f16 عليهم هذه البيوت؟
الى أين يهربون وهم لايكادون يملكون قوت يومهم؟
ليس لهم أصدقاء!
وقومهم مشغولون عنهم!
وجيرانهم لايعترفون بمأساتهم !
وعدوهم يستفرد بهم فى اليل والنهار!
من لهم دون الله؟
ليس لهم إلا الصلاة والدعاء والبكاء والصبر والصمود والانتصار!
أوقفوا الحرب!!!
أوقفوا العدوان!!!
----------------
مأساة قريتين فى زمن الحرب (4)
غزة ، خانيونس المخيم
2/8/2014
فى ساعات التهدئة الثلاث، بين الساعة الثامنة والحادية عشرة من صباح يوم الجمعة هرع أهالى قريتى بيت حانون شمال غزة وخزاعة شرق خانيونس إلى بيوتهم ليتفقدوا أبناءهم المفقودين ويتعرفوا على ما تبقى لهم من بيوت، وجدوا بيوتهم مهدمة وشقاء عمرهم كومة من تراب، جثث متحللة تحت ركام المنازل، وجثث متحللة و ملقاة فى الشوارع، مناظر صادمة، امرأة ملقاة فى الحكورة بين الأعشاب وجثتها منتفخة، مجموعة من الأبقار والأغنام نافقة ومبعثرة فى الشوارع قتلها الرصاص والقصف والجوع والعطش، قطط وكلاب ودواجن نفقت أيضا لتلك الأسباب الوجيهة!!!!
لم يرحموا لا الحجر ولا البشر ولا الحيوان، شاب يبكى استطاع أن ينقذ جثة والده من تحت ركام بيتهم، ولم يستطع حتى الآن أن يعثر على جثة أخيه تحت هذا الركام العظيم، مجموعة من الشباب مكتوفى الأيدى تم تعذيبهم وإعدامهم وإلقاء جثثهم فى المرحاض! رغم أن كل الأديان والقيم الإنسانية تحث على إكرام الميت!!
رائحة الموت والبارود والركام تزكم الأنوف وتشل العقول، رصاص جيش الاحتلال الأكثر إنسانية فى الشرق تهدد أرواح المواطنين المنكوبين والمكلومين، صورة الأهالى وهم يبكون ويولولون ويشتمون صادمة لكل ذى عقل أو له بقية من ضمير، فهل يتحرك ضمير الإنسانية لوقف هذه المجزرة ولجم هذا العدوان وتخفيف بعض آلام هذا الشعب الصابر؟
أوقفوا المجزرة!!!!
أوقفوا الحرب!!!
مجمع ناصر الطبى ومسجده الصغير فى معركة البنيان المرصوص (5)
--------------------------
غزة، خان يونس
3/8/2014
تأسس مستشفى ناصر الطبى فى خان يونس فى عهد الإدارة المصرية ورئيس مصر الخالد جمال عبد الناصر، يقدم هذا المستشفى خدماته الطبية لأهالى جنوب ووسط قطاع غزة، فى التسعينات من القرن الماضي، أضيف له مبنى جديد لخدمات الولادة والأطفال باسم مستشفى مبارك، عرفانا وحبا للشعب المصرى وقيادته، والآن يتم تجهيز مبنى ثالث جديد فى هذا المجمع، كان لهذا المستشفى دور مميز فى إنقاذ الجرحى والمصابين أثناء العدوان الإسرائيلى فى حرب 1967، وكان له دور بطولى فى علاج آلاف المصابين والجرحى فى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، والآن يقف المستشفى شامخا هو وكوادره الطبية والتمريضية وأطباء وفنيى التخدير والعمليات والمختبر وأقسام التصوير الطبى بالإضافة إلى العمال وفنيى الصيانة ورجال أمن المستشفى، يصطف الجميع كالبنيان المرصوص فى استقبال وإسعاف وبلسمة جراح أبنائهم ، بدءا من قسم الطوارئ الذى يقدم الإسعافات الضرورية والسريعة للمصابين من أجل إنقاذ حياتهم، مرورا بأقسام العمليات الجراحية، حيث يستمر الأطباء والفنيون فى العمل دون كلل أو ملل ساعات النهار والليل الطويلة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمصابين رغم ضعف ونقص الإمكانيات والأدوات والمعدات، بالإضافة إلى المجهودات العظيمة التى يقدمها الممرضون ليلا ونهارا لأبنائهم الجرحى والمصابين، يعانى المستشفى من نقص شديد فى جميع المواد الطبية من أدوية ومهمات طبية وخيوط جراحة ومواد تخدير ومختبر، بالإضافة إلى النقص الشديد فى قطع الغيار والصيانة، تزدحم غرف المبيت فى المستشفى بمئات الجرحى والمصابين من خان يونس خاصة بعد أن تم نقل جميع المرضى والمصابين من مستشفى أبو يوسف النجار فى رفح إلى مستشفى ناصر فى خان يونس بعد أن تعرض إلى القصف والاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما تزدحم ردهات المستشفى وساحاته بالآلاف من ذوى الجرحى والمصابين الذين يقضون الليل والنهار بالقرب من فلذات أكبادهم، وفى ظل هذه الحرب المجنونة لجأ آلاف النازحين، واتخذوا من ساحات المستشفى وردهاته وممراته مأوى لهم، وأمام قسم الطوارئ فإن عشرات الشباب والصحفيين وكاميرات التصوير ورجال الأمن والمسعفين تقف تنتظر قدوم سيارات الإسعاف حاملة الجرحى والمصابين، وأما أمام غرفة حفظ الموتى، ستسمع بأذنيك فى كل الأوقات أنين ونواح وبكاء الأمهات الحزانى والأبناء والآباء المكلومين وهم يتجمهرون من أجل التعرف على أبنائهم الذين يصلون فى أغلب الأوقات وقد اختفت معالم وجوههم الأساسية، وليس من المستغرب فى كثير من الأوقات أن تشتم الروائح النتنة تخرج من الجثث المتعفنة التى منعت قوات الاحتلال الإسرائيلى الأهالى وسيارات الإسعاف من نقل جثث الشهداء والجرحى مما أدى إلى تحللها وتعفنها، أما مسجد المستشفى الصغير فقد أصبح المكان الذى تقام فيه الصلاة تلو الصلاة يوميا على جثامين الشهداء، وترفع الإقامة للصلاة الواحدة عدة مرات، حيث تزدحم المستشفى بالنازحين وأهالى الشهداء والجرحى، وهذا المسجد الصغير هو الذى يوفر مياه الشرب الباردة لهذا العدد الهائل من الناس كما يوفر مياه الوضوء والاستحمام وقضاء الحاجة داخل دورات المياه لكثير من النازحين والمقيمين فى الأحياء المجاورة نتيجية النقص الشديد فى مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلى، إنه المكان الوحيد فى المنطقة الذى تستطيع فيه أن تغسل وجهك من لزوجة العرق والتراب، وهو المكان الوحيد الذى يمكن أن تتمتع به بوجود الكهرباء وهواء المراوح البارد، وأيضا تستطيع أن تشحن بطارية جوالك الفارغة بالكهرباء، فى زمن الحرب كل مكونات المستشفى من بشر وحجر وأدوات ومسجد صغير تقف كالبنيان المرصوص فى معركة البنيان المرصوص لبلسمة جراح هذا الشعب الصابر والمغلوب من أجل تعزيز صمود الجبهة الداخلية ومساعدة الناس فى تدبير جزءا من شئون حياتهم، كل التحية لمستشفى ناصر وعماله طواقمه الطبية والفنية.. أوقفوا المجزرة!!!!.. أوقفوا العدوان!!!!!

الكهرباء والمياه والانترنت فى زمن الحرب (6)
----------------------
3/08/2014
غزة ، خانيونس ، المخيم
ليلا:
فجأة وبعد انقطاع 72 ساعة متواصلة للكهرباء وبالتالى انقطاع المياه والانترنت شرفتنا الكهرباء الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، دبت الحياة فى بيت الوالد، فرح وبهجة، أصوات متداخلة ومناداة وزعيق من هنا وهناك، حركة سريعة فى اتجاهات مختلفة، البيت يأوى 4 عائلات نازحة بالإضافة إلى العائلات الأربعة المقيمة، أبناء أختى تركوا منزلهم أيضا والتجأوا إلى بيت الوالد، بيت الجيران مهدد بالقصف ، تم تحذيرهم بصاروخ من الزنانة ، والدهم لم يترك البيت ، انشغل بقدوم المياه وتعبئة الخزانات الارضية بالمياه ، فرصة تستحق المخاطرة بالحياة!!!
هناك من يسأل عن شواحن الكهرباء لشحن الجوالات .... أين الشاحن الخاص بى ؟ يصرخ آخر، أين سأشبك شاحنى ؟ لا يوجد مخارج كهربائية تكفى كل هذا العدد من الشواحن!!
نساء البيت اهتممن بالمياه ، شغلوا مواتير المياه ، ارفعوا المياه إلى سطح المنزل ، نريد أن ننظف المطبخ ، وضع المطبخ مزرى من قلة المياه، والدى لم يهتم الا بشواحن الكهرباء ، كيف سيرى طريقه إلى المرحاض مرات عديدة فى الليلة الواحدة ، سلس البول احدى مشاكل كبار السن!!!
الشباب مشتاقون للانترنت والتواصل مع الاصدقاء ومعرفة آخر الأخبار وما يخطه المتألمون أمثالهم ، المشكلة فى شحن الكمبيوترات وتشغيل شبكة الانترنت، للاسف شبكة الانترنت بحاجة إلى تحديث ، أهذا وقت التحديثات؟! تبا لك يا شركة الاتصالات ويا شركة حضارة للانترنت!
اتصل الشباب بالشركة ونجحوا فى تحديث الشبكة، الحركة فى البيت تتسارع .....هذا يذهب إلى هناك وهذا يأتى من اتجاه معاكس ، أصوات .... مناوشات وشجار على الشواحن وعلى مخارج الكهرباء ، الكل يريد أن يستغل هذا الصيد الثمين ، إنها الكهرباء!!!
انصب اهتمامى على نقل ما خربشت فى الايام السابقة من خراريف فلسطينية عن واقع غزة المكلوم، استطعت أن أنشر ثلاثة منها على صفحات الانترنت، فجأة والكل منهمك فى عمله وعالمه ، انقطع التيار الكهربائى ، هربت الكهرباء ، أظلمت الدنيا وهبطت العتمة والصدمة على رؤوسنا كالصاعقة وبدأنا ننتبه إلى صوت تحليق الزنانات وقصف الطائرات والمدفعية من بعيد، فقط ساعة وربع من الحياة منحتها لنا الظروف بعد 72 ساعة من الموت والسكون والسكوت!!!
سكتنا وسكننا وحزننا ، لم يستكمل أغلبنا شحن جواله ،شواحن الكهرباء لم تستكمل شحنها، لم نرفع كل المياه المخزنة إلى سطح المنزل، العديد من الشباب لم يصلهم الدور للجلوس ومتابعة صفحات الانترنت ، النساء لم يكملن عملهن، وهكذا لم نجد مناصا من التوجه لفراشنا عسى أن نقتنص سويعات من النوم بعيدا عن القلق والخوف والخشية من أن يرن جرس الهاتف وسماع تحذير لبيت من بيوت الجيران بضرورة اخلاء البيت والهرب فى الشوارع ليلا؟! قلوبلنا متوجسة وخائفة هذه الليلة وكل الليالى ، متى يبزغ نور الصباح ، مازال أمامنا 3 ساعات ، انه وقت طويل زمن الحرب!!!
أوقفوا المجزرة!!!
أوقفوا العدوان!!!
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.