كهربا يقترب من العودة للدوري المصري.. الغندور يكشف التفاصيل    تامر أمين: حادث سيارة الفتيات بالواحات يكشف عن أزمة أخلاقية عميقة في المجتمع    إنقاذ سيدة حاولت إلقاء نفسها أمام القطار بمحطة مترو الدقى    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    أمينة الفتوى توضح علامات طهر المرأة وأحكام الإفرازات بعد الحيض    جراحة دقيقة تنقذ أنف طفلة من تشوه دائم ب"قها التخصصي"    مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه    الهباش: قرار وقف الحرب بيد الإدارة الأمريكية وإسرائيل تهدد استقرار المنطقة    ربع مليون متظاهر في تل أبيب يطالبون بوقف الحرب على غزة والإفراج عن المحتجزين    الزمالك يعلن تفاصيل إصابة دونجا    سكك حديد مصر تسيّر القطار الخامس لتسهيل العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    4 ملايين خدمة صحية مجانية لأهالي الإسكندرية حملة 100 يوم صحة    4 ملايين خدمة صحية مجانية لأهالى الإسكندرية ضمن حملة 100 يوم صحة    مقتل شخص في انفجار حزام ناسف يرتديه في حلب    وزيرا خارجية السعودية والإمارات يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية    محمود سعد عن حالة أنغام الصحية: قد تحتاج لتدخل غير جراحي    صور | «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف بالأردن في مجالات الزراعة    إطلاق حملة «إحنا مصر» لترويج وتعزيز الوعى السياحى لدى المواطنين    جامعة بورسعيد تطلق مبادرة كن مستعدا لإعداد الشباب لسوق العمل    الدقهلية: إغلاق مطعم عز المنوفي بالمنصورة لممارسة نشاط بدون ترخيص ومخالفة الاشتراطات الصحية    الرئيس.. من «جمهورية الخوف» إلى «وطن الاستقرار»    تحصين 41.829 من رؤوس الماشية ضد الحمى القلاعية بالإسماعيلية    إغلاق 8 مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان والطب النفسي بالجيزة (تفاصيل)    بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب اليوم الأحد 17-8-2025 وعيار 21 الآن في الصاغة    جولات تفقدية لرئيس مياه الشرب والصرف بأسوان لمتابعة المحطات والروافع في ظل ارتفاع الحرارة    «البترول» تواصل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر أغسطس 2025    عبد اللطيف منيع يعود للقاهرة بعد معسكر مكثف بالصين استعدادًا لبطولة العالم المقبلة    قبل بدء الفصل التشريعى الثانى لمجلس الشيوخ، تعرف علي مميزات حصانة النواب    جامعة المنصورة تُشارك في مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب والخريجين    حلاوة المولد، طريقة عمل السمسمية في البيت بمكونات بسيطة    التشكيل الرسمي لمواجهة تشيلسي وكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي    وزير السياحة: لن ننقل مومياء توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    المفتي السابق يحسم جدل شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    الثقافة تعلن إطلاق المؤتمر الوطني حول الذكاء الاصطناعي والإبداع    ريال مدريد يخطط لبيع رودريجو لتمويل صفقات كبرى من البريميرليج    رد فعل شتوتغارت على أداء فولتماد أمام بايرن    جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا    محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب    رئيس جامعة الوادي الجديد يتابع سير التقديم بكليات الجامعة الأهلية.. صور    توجيهات حاسمة من السيسي لوزيري الداخلية والاتصالات    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    رجيم صحي سريع لإنقاص الوزن 10 كيلو في شهر بدون حرمان    مقتل 3 وإصابة 8 آخرين في إطلاق نار بحي بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    توافد الفنانين وأحباء تيمور تيمور على مسجد المشير طنطاوي لتشييع جثمانه| صور    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    حقيقة انتقال هاكان للدوري السعودي    قبل انطلاق الدوري.. الزمالك يدعم صفوفه في الكرة النسائية بعدة صفقات جديدة    مصطفى محمد يتصدر غلاف "ليكيب" قبل مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان    متحدث الأوقاف: 998 قافلة دعوية تستهدف الشباب فى مراكزهم لتصحيح المفاهيم    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات حرب غزة ..تجربة ذاتية للحياة تحت قصف إسرائيل (9)


(الجزء الثاني)
مأساة الفرار من الإف 16
فجيعة قريتي بيت حانون وخزاعة .. جثث في الطرقات وكلاب ضالة
مسجد صغير في مجمع ناصر الطبي يذكر عشرات الآلاف انهم على قيد الحياة.
وصف تفصيلي لغزة حين تعود الكهرباء لدقائق بعد انقطاع ثلاثة ايام
بطريرك غزة يرد على تحذير الاحتلال: لايمكن إجلاء أطفال شديدي الإعاقة
قراءة فى حجم المأساة (1)
1- إبادة عائلات بالكامل
فى الأيام الأولى من الحرب تم إحصاء أكثر من 68 أسرة فلسطينية فقدت أكثر من ثلاثة أفراد من أسرتها بسب القصف والعدوان الإسرائيلى على غزة، فى حين أن عدد الأسر التى أبيدت وخرجت من السجل المدنى وقتل منها العشرات لم يتم إحصاؤها بعد.
2- البيوت المدمرة
وصلت حصيلة المنازل المدمرة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة قرابة 10 آلاف منزل بين تدمير كلى وجزئى وإضرار متفاوتة، بينما يقدر عدد القرى المدمرة نتيجة العدوان الإسرائيلى عام 1948 ب 551 قرية.
3- النازحين الجدد:
قدرت الأونروا أنه ما يزيد عن 200,000 نازح قد أصبحوا يلتجئون فى 85 مدرسة تابعة للأونروا.
طبعا هذا عدا النازحين فى الطرقات والمساجد والدواوين والمستشفيات وبيوت الأهل والأصدقاء! والذين يقدر عددهم أيضا بحوالى 200 ألف نازح .

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة عام 1949 فإن عدد جميع اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من فلسطين كان 724 ألف فلسطينى ، 24% منهم من هاجر إلى قطاع غزة (أى حوالى 175 ألف لاجئ)، أى أن عدد النازحين من بيوتهم بسبب هذه الحرب يفوق (2.3 ضعف) جميع من هاجر من الفلسطينيين إلى قطاع غزة عام 1948.
فى 1948 هاجر الفلسطينيون إلى قطاع غزة وبه مساحات واسعة وأراضى زراعية خصبة ومياه مازالت متوفرة والبحر يمده بالسمك وعدد السكان الأصليين فى القطاع قليل ويملكون بيوتا واسعة وأراض خصبة وإمكانياتهم جيدة، أما النازحين بسبب هذه الحرب العدوانية الطاحنة فإنهم نزحوا إلى مخيمات اللاجئين فى غرب قطاع غزة، هذه المخيمات المثقلة بهمومها وفقرها وبطالتها واكتظاظها وشح مياهها، ممنوع عليها وصول البحر وصيد السردين الذى كان الغذاء الأساسى للاجئين فى عام 1948، وبياراتها قد جفت بسبب ملوحة مياهها، الأراضى الزراعية قلت وانغرست بالمبانى والسكان والمنازل ضيقة لا تستطيع استيعاب المزيد وووووو......!
يا ويلتاه!!!
-----------
صرخة من أجل العدالة يطلقها غبطة البطريرك من غزة (2)
-----
تلقى راعى الكنيسة الكاثوليكية فى غزة، غبطة البطريرك فؤاد الطويل، رسالة تحذير من جيش الاحتلال الإسرائيلى لإجلاء رعايا الكنيسة والمدنيين الذين نزحوا إليها وآوتهم الكنيسة فيها.
فرض غبطة البطريرك هذا التحذير وكان رد راعى الكنيسة فى الأرض المقدسة: الكنيسة الكاثوليكية فى فلسطين هى كنيسة الجلجلة، لا يمكن إجلاء 29 طفلا شديدى الإعاقة وتسع نساء كبيرات فى السن؟؟؟
ووجه غبطة كذلك سؤالا إلى القيادات الدينية والمدنية والقادة السياسيين فى العالم:
أين أنتم من هذا العدوان ومن هذه الغطرسة الإسرائيلية؟!
فلسطين لا تعرف الطائفية ولن تعرفها!!! كلنا فلسطينيون
-----------------
بيوت المخيم تحت رحمة طائرات الf 16 !!!! (3)
---------
غزة ، خانيونس المخيم
2/08/2014
بيوت المخيم ضيقة ومتلاصقة وضعيفة، حقيرة البنيان، سقوفها من الزينكو والاسبست، تكتظ بالآدميين، ويملأ الأطفال شوارعها حفاة الأقدام، عائلاتهم كثيرة العدد فى الظروف العادية، أما فى زمن الحرب فقد أصبحت هذه البيوت مأوى للأهل والجيران من المناطق الشرقية من خانيونس، ليلا، الساعة الواحدة والنصف:
صاروخ من الأوزان الثقيلة من طائرة الf16 الجبارة يقصف أحد هذه البيوت الرخوة غرب المخيم، تهتز وتتراقص كل البيوت، وتنخلع الأبواب والشبابيك من أماكنها الضعيفة، تتهدم الجدران الرخوة وتتطاير حجارتها على أسطح البيوت المجاورة فتكسر وتجرح من كان فى طريقها، تتطاير أسقف الاسبست والزينكو وتصيب 25 من المدنين الآمنين، هرع سكان الحى للشوارع مذعورين، كل يعتقد أن بيته هو الذى قصف، لماذا هذا الشعور؟!
الكهرباء مقطوعة والعتمة شديدة والظلمة تملأ المكان وأصوات الأولاد وصيحات الآباء تسمع فى كل أرجاء المنطقة، هرج ومرج وجدال بين الأبناء والآباء والأمهات والبنات، هل نخلى البيت؟ هل نخرج إلى الشوارع؟ هل نبقى فى البيوت؟ كل يدلى برأيه، فى هذه اللحظات المأساوية ، عشرات آخرين من الرجال والأولاد والنساء يهربون من شرق المخيم إلى غربه،
بيت جديد من بيوت المخيم، تم تحذيره من قوات الاحتلال الإسرائيلية، سيقصف بعد ثلاث دقائق فقط!!!
أخلى السكان بيوتهم، هرع الجميع مفزوعين إلى الشوارع، الكل ينادى على الكل ويحذره، عليك التوجه شرقا، لالالا..لالالا ! عليك التوجه غربا ...لالالا..لا لا لا، الأفضل أن نحتمى فى بيت سقفه من باطون، أو نذهب بعيدا إلى الغرب!!!
آراء كثيرة وأصوات متداخلة يغلفها الخوف والقلق وعدم اليقين، كيف سنخلى والدتنا المقعدة وعمرها يقترب من ثمانين سنة؟ كيف سندفع كرسيها المتحرك فى رمال شوارع المخيم الضيقة؟
من سيساعد والدنا على الهرب، وعمره تجاوز الثمانين عاما ويعانى من ضعف فى البصر، يمشى الهوينى مستندا على عكازه، يا الله يا الله ، من سمح لهذه الطائرات بأن تقصفنا؟
من سمح لها أن تحلق بصوتها النفاث فوق بيوت المخيم الضعيفة وسكانها الفقراء؟
كيف تترك بيوت المخيم تحت رحمة هذه الطائرات النفاثة؟
رضى سكان المخيم بالغلب والهم والفقر والمرض، والعيش فى هذه البيوت اللزجة، فلماذا تستكثر طائرات ال f16 عليهم هذه البيوت؟
الى أين يهربون وهم لايكادون يملكون قوت يومهم؟
ليس لهم أصدقاء!
وقومهم مشغولون عنهم!
وجيرانهم لايعترفون بمأساتهم !
وعدوهم يستفرد بهم فى اليل والنهار!
من لهم دون الله؟
ليس لهم إلا الصلاة والدعاء والبكاء والصبر والصمود والانتصار!
أوقفوا الحرب!!!
أوقفوا العدوان!!!
----------------
مأساة قريتين فى زمن الحرب (4)
غزة ، خانيونس المخيم
2/8/2014
فى ساعات التهدئة الثلاث، بين الساعة الثامنة والحادية عشرة من صباح يوم الجمعة هرع أهالى قريتى بيت حانون شمال غزة وخزاعة شرق خانيونس إلى بيوتهم ليتفقدوا أبناءهم المفقودين ويتعرفوا على ما تبقى لهم من بيوت، وجدوا بيوتهم مهدمة وشقاء عمرهم كومة من تراب، جثث متحللة تحت ركام المنازل، وجثث متحللة و ملقاة فى الشوارع، مناظر صادمة، امرأة ملقاة فى الحكورة بين الأعشاب وجثتها منتفخة، مجموعة من الأبقار والأغنام نافقة ومبعثرة فى الشوارع قتلها الرصاص والقصف والجوع والعطش، قطط وكلاب ودواجن نفقت أيضا لتلك الأسباب الوجيهة!!!!
لم يرحموا لا الحجر ولا البشر ولا الحيوان، شاب يبكى استطاع أن ينقذ جثة والده من تحت ركام بيتهم، ولم يستطع حتى الآن أن يعثر على جثة أخيه تحت هذا الركام العظيم، مجموعة من الشباب مكتوفى الأيدى تم تعذيبهم وإعدامهم وإلقاء جثثهم فى المرحاض! رغم أن كل الأديان والقيم الإنسانية تحث على إكرام الميت!!
رائحة الموت والبارود والركام تزكم الأنوف وتشل العقول، رصاص جيش الاحتلال الأكثر إنسانية فى الشرق تهدد أرواح المواطنين المنكوبين والمكلومين، صورة الأهالى وهم يبكون ويولولون ويشتمون صادمة لكل ذى عقل أو له بقية من ضمير، فهل يتحرك ضمير الإنسانية لوقف هذه المجزرة ولجم هذا العدوان وتخفيف بعض آلام هذا الشعب الصابر؟
أوقفوا المجزرة!!!!
أوقفوا الحرب!!!
مجمع ناصر الطبى ومسجده الصغير فى معركة البنيان المرصوص (5)
--------------------------
غزة، خان يونس
3/8/2014
تأسس مستشفى ناصر الطبى فى خان يونس فى عهد الإدارة المصرية ورئيس مصر الخالد جمال عبد الناصر، يقدم هذا المستشفى خدماته الطبية لأهالى جنوب ووسط قطاع غزة، فى التسعينات من القرن الماضي، أضيف له مبنى جديد لخدمات الولادة والأطفال باسم مستشفى مبارك، عرفانا وحبا للشعب المصرى وقيادته، والآن يتم تجهيز مبنى ثالث جديد فى هذا المجمع، كان لهذا المستشفى دور مميز فى إنقاذ الجرحى والمصابين أثناء العدوان الإسرائيلى فى حرب 1967، وكان له دور بطولى فى علاج آلاف المصابين والجرحى فى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، والآن يقف المستشفى شامخا هو وكوادره الطبية والتمريضية وأطباء وفنيى التخدير والعمليات والمختبر وأقسام التصوير الطبى بالإضافة إلى العمال وفنيى الصيانة ورجال أمن المستشفى، يصطف الجميع كالبنيان المرصوص فى استقبال وإسعاف وبلسمة جراح أبنائهم ، بدءا من قسم الطوارئ الذى يقدم الإسعافات الضرورية والسريعة للمصابين من أجل إنقاذ حياتهم، مرورا بأقسام العمليات الجراحية، حيث يستمر الأطباء والفنيون فى العمل دون كلل أو ملل ساعات النهار والليل الطويلة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمصابين رغم ضعف ونقص الإمكانيات والأدوات والمعدات، بالإضافة إلى المجهودات العظيمة التى يقدمها الممرضون ليلا ونهارا لأبنائهم الجرحى والمصابين، يعانى المستشفى من نقص شديد فى جميع المواد الطبية من أدوية ومهمات طبية وخيوط جراحة ومواد تخدير ومختبر، بالإضافة إلى النقص الشديد فى قطع الغيار والصيانة، تزدحم غرف المبيت فى المستشفى بمئات الجرحى والمصابين من خان يونس خاصة بعد أن تم نقل جميع المرضى والمصابين من مستشفى أبو يوسف النجار فى رفح إلى مستشفى ناصر فى خان يونس بعد أن تعرض إلى القصف والاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما تزدحم ردهات المستشفى وساحاته بالآلاف من ذوى الجرحى والمصابين الذين يقضون الليل والنهار بالقرب من فلذات أكبادهم، وفى ظل هذه الحرب المجنونة لجأ آلاف النازحين، واتخذوا من ساحات المستشفى وردهاته وممراته مأوى لهم، وأمام قسم الطوارئ فإن عشرات الشباب والصحفيين وكاميرات التصوير ورجال الأمن والمسعفين تقف تنتظر قدوم سيارات الإسعاف حاملة الجرحى والمصابين، وأما أمام غرفة حفظ الموتى، ستسمع بأذنيك فى كل الأوقات أنين ونواح وبكاء الأمهات الحزانى والأبناء والآباء المكلومين وهم يتجمهرون من أجل التعرف على أبنائهم الذين يصلون فى أغلب الأوقات وقد اختفت معالم وجوههم الأساسية، وليس من المستغرب فى كثير من الأوقات أن تشتم الروائح النتنة تخرج من الجثث المتعفنة التى منعت قوات الاحتلال الإسرائيلى الأهالى وسيارات الإسعاف من نقل جثث الشهداء والجرحى مما أدى إلى تحللها وتعفنها، أما مسجد المستشفى الصغير فقد أصبح المكان الذى تقام فيه الصلاة تلو الصلاة يوميا على جثامين الشهداء، وترفع الإقامة للصلاة الواحدة عدة مرات، حيث تزدحم المستشفى بالنازحين وأهالى الشهداء والجرحى، وهذا المسجد الصغير هو الذى يوفر مياه الشرب الباردة لهذا العدد الهائل من الناس كما يوفر مياه الوضوء والاستحمام وقضاء الحاجة داخل دورات المياه لكثير من النازحين والمقيمين فى الأحياء المجاورة نتيجية النقص الشديد فى مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلى، إنه المكان الوحيد فى المنطقة الذى تستطيع فيه أن تغسل وجهك من لزوجة العرق والتراب، وهو المكان الوحيد الذى يمكن أن تتمتع به بوجود الكهرباء وهواء المراوح البارد، وأيضا تستطيع أن تشحن بطارية جوالك الفارغة بالكهرباء، فى زمن الحرب كل مكونات المستشفى من بشر وحجر وأدوات ومسجد صغير تقف كالبنيان المرصوص فى معركة البنيان المرصوص لبلسمة جراح هذا الشعب الصابر والمغلوب من أجل تعزيز صمود الجبهة الداخلية ومساعدة الناس فى تدبير جزءا من شئون حياتهم، كل التحية لمستشفى ناصر وعماله طواقمه الطبية والفنية.. أوقفوا المجزرة!!!!.. أوقفوا العدوان!!!!!

الكهرباء والمياه والانترنت فى زمن الحرب (6)
----------------------
3/08/2014
غزة ، خانيونس ، المخيم
ليلا:
فجأة وبعد انقطاع 72 ساعة متواصلة للكهرباء وبالتالى انقطاع المياه والانترنت شرفتنا الكهرباء الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، دبت الحياة فى بيت الوالد، فرح وبهجة، أصوات متداخلة ومناداة وزعيق من هنا وهناك، حركة سريعة فى اتجاهات مختلفة، البيت يأوى 4 عائلات نازحة بالإضافة إلى العائلات الأربعة المقيمة، أبناء أختى تركوا منزلهم أيضا والتجأوا إلى بيت الوالد، بيت الجيران مهدد بالقصف ، تم تحذيرهم بصاروخ من الزنانة ، والدهم لم يترك البيت ، انشغل بقدوم المياه وتعبئة الخزانات الارضية بالمياه ، فرصة تستحق المخاطرة بالحياة!!!
هناك من يسأل عن شواحن الكهرباء لشحن الجوالات .... أين الشاحن الخاص بى ؟ يصرخ آخر، أين سأشبك شاحنى ؟ لا يوجد مخارج كهربائية تكفى كل هذا العدد من الشواحن!!
نساء البيت اهتممن بالمياه ، شغلوا مواتير المياه ، ارفعوا المياه إلى سطح المنزل ، نريد أن ننظف المطبخ ، وضع المطبخ مزرى من قلة المياه، والدى لم يهتم الا بشواحن الكهرباء ، كيف سيرى طريقه إلى المرحاض مرات عديدة فى الليلة الواحدة ، سلس البول احدى مشاكل كبار السن!!!
الشباب مشتاقون للانترنت والتواصل مع الاصدقاء ومعرفة آخر الأخبار وما يخطه المتألمون أمثالهم ، المشكلة فى شحن الكمبيوترات وتشغيل شبكة الانترنت، للاسف شبكة الانترنت بحاجة إلى تحديث ، أهذا وقت التحديثات؟! تبا لك يا شركة الاتصالات ويا شركة حضارة للانترنت!
اتصل الشباب بالشركة ونجحوا فى تحديث الشبكة، الحركة فى البيت تتسارع .....هذا يذهب إلى هناك وهذا يأتى من اتجاه معاكس ، أصوات .... مناوشات وشجار على الشواحن وعلى مخارج الكهرباء ، الكل يريد أن يستغل هذا الصيد الثمين ، إنها الكهرباء!!!
انصب اهتمامى على نقل ما خربشت فى الايام السابقة من خراريف فلسطينية عن واقع غزة المكلوم، استطعت أن أنشر ثلاثة منها على صفحات الانترنت، فجأة والكل منهمك فى عمله وعالمه ، انقطع التيار الكهربائى ، هربت الكهرباء ، أظلمت الدنيا وهبطت العتمة والصدمة على رؤوسنا كالصاعقة وبدأنا ننتبه إلى صوت تحليق الزنانات وقصف الطائرات والمدفعية من بعيد، فقط ساعة وربع من الحياة منحتها لنا الظروف بعد 72 ساعة من الموت والسكون والسكوت!!!
سكتنا وسكننا وحزننا ، لم يستكمل أغلبنا شحن جواله ،شواحن الكهرباء لم تستكمل شحنها، لم نرفع كل المياه المخزنة إلى سطح المنزل، العديد من الشباب لم يصلهم الدور للجلوس ومتابعة صفحات الانترنت ، النساء لم يكملن عملهن، وهكذا لم نجد مناصا من التوجه لفراشنا عسى أن نقتنص سويعات من النوم بعيدا عن القلق والخوف والخشية من أن يرن جرس الهاتف وسماع تحذير لبيت من بيوت الجيران بضرورة اخلاء البيت والهرب فى الشوارع ليلا؟! قلوبلنا متوجسة وخائفة هذه الليلة وكل الليالى ، متى يبزغ نور الصباح ، مازال أمامنا 3 ساعات ، انه وقت طويل زمن الحرب!!!
أوقفوا المجزرة!!!
أوقفوا العدوان!!!
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.