«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات حرب غزة ..تجربة ذاتية للحياة تحت قصف إسرائيل (3)


مبادرة مطلوبة ، واجب وحق (20) 13/07/2014
غزة الآن ومنذ ثلاثة أيام ،كثير من مشتركي الهاتف والانترنت في قطاع غزة من شركتي الاتصالات وحضارة مقطوعة عنهم خدمات الهاتف والانترنت منذ مساء الخميس 10/07/2014 ، بسب حالة الحرب والعدوان على غزة،المواطنين معزولون عن العالم،فرق الإصلاح الفني متوقفة عن العمل بسبب هذه الظروف.
هل تبادر هذه الشركات ومالكها السيد منيب المصري بتقديم خدمات الانترنت لهؤلاء المشتركين عبر جوال مقابل اشتراكهم في شركتي الاتصالات وحضارة حتى يتمكنوا من التواصل مع العالم.
هل يفعلها السيد المصري ، نرجو ونتمنى ذلك،فهذا حق لنا وواجب عليك.
الرياضة وسمو الأمير (21)
غزة الليلة، 13/07/2014
تمنى سمو الشيخ تميم أمير قطر على جميع المتحاربين والمتخاصمين في العالم أن يوقفوا حروبهم وخصوماتهم حتى يتمكن سموه والعالم أجمع بالتمتع بمشاهدة المباراة النهائية لكأس العالم بين الأرجنتين وألمانيا.
تفاءلنا خيرا من هذا النداء الإنساني وتوقعنا من طائرات الجيش الإنساني أن يستجيب لنداء صديقهم وصديقنا سمو أمير قطر،حلمنا بمشاهدة المباراة وقد توقف نزيف دمنا ولو لسويعات قليلة أو لحظات محدودة إكراما لسموه .
ذهبت توقعاتنا أدراج الرياح وضاع حلمنا ونحن نشاهد قوافل المهجرين القدامى الجدد وهم ينزحون من شمال قطاع غزة تحت ضغط تهديدات الجيش الإنساني جدا بتشديد القصف لمدنهم وقراهم ومخيماتهم.
بدأ النازحون بالبحث عن مأوى يستر عوراتهم في مدارس وكالة الغوث،وبدلا من أن نستمتع بتعليقات رءوف خليف وعصام شوالي على المباراة الحاسمة، استمعنا لتصريح الناطق باسم وكالة الغوث الذي يشتكي من أنهم لا يستطيعون إيواء أكثر من 50 ألف من المهجرين الجدد، يا الله .. من للآلاف الكثيرة الأخرى؟ تخلت الوكالة عن واجبها وضاقت إمكانيات العالم من توفير ملجأ آمن وشربة ماء ووجبة إفطار للصائمين المهجرين.
ألا يحق لنا أن نعتب عليك سمو الأمير لأنك تركت صائمينا دون وجبة إفطار وجلست تستمتع بمشاهدة مباراة كأس العالم لكرة القدم رفقة سمو الأميرة موزة والأمراء والأميرات والوزراء والفنانين والأحباب من علية القوم،ألا يحق لنا أن نعتب على من رفعنا صورته كواحد من الرجال العظماء على مدخل سرايا غزة الذين تنتظرهم القدس؟!
عفوا سمو الأمير، نرجو الله الا نكون قد عكرنا عليك صفو التمتع بمشاهدة طيبة للمباراة الفاصلة،بالتأكيد سيحضر هذه المباراة سعادة المستشارة الألمانية ورئيسة الأرجنتين، وبالتأكيد سيطلق الحكم صفارته إيذانا بانتهاء المباراة،
وسيتم تسجيل الأهداف في مرمى أحد الفريقين أو كلاهما،وسيفرح العالم بفوز أحد الفريقين وتتويجه بطلا لكأس العالم،ومن المتوقع تتويج ميسي كأفضل هداف لهذا الكأس.
ولكن من المؤكد أن عدد شهدائنا من القصف سيرتفع،وأن قصف طائرات ال اف 16 الهمجية سيستهدف البيوت الآمنة ويسقط قتلى وجرحى بين السكان المدنيين.
وبالتأكيد أن كثيرا من سكان العالم وسمو الأمير لن يسمعوا عن هؤلاء القتلى والجرحى ولن يعرفوا أسماء أصحاب البيوت المهدمة.
مشاهدة طيبة للجميع.
لك الله يا شعبي،ولنا الصوم والصبر وما تبقى من وكالة الغوث.
نتائج التوجيهي والفرح (22)
فلسطين، غزة اليوم
15/07/2014
يوم من أيام الوطن الذي كان يجب أن يكون يوما للفرح،طائرات الزنانة لم تغادر سمائك يا غزة ، صوتها مرتفع جدا يصم الآذان ، تطير على ارتفاعات منخفضة محملة بالصواريخ الفتاكة.
منذ الصباح وهي تقصف في أماكن متفرقة من خانيونس ،هي متخصصة في قصف الأهداف المتحركة والراجلة وأيضا تقصف البيوت الآمنة .
أنباء أولية عن محاولات للتهدئة ووقف إطلاق النار بشروط قاسية ، وأنباء عن مبادرة مصرية دولية ،ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة ............. غير مهم ، خد ومتوعد على اللطم !!
المهم ، اليوم هو يوم إعلان نتائج شهادة التوجيهي ،حافظ نظام التعليم الفلسطيني على مستوى مميز لشهادة الثانوية العامة وفقا للمعايير العالمية ، لذلك فان كل جامعات العالم تعترف بشهادتنا للتوجيهي ، هذه أحد نجاحات سلطتنا الوطنية ، شكرا لنظامنا التعليمي.
في مثل هذا اليوم كان الفرح يملأ شوارع وطننا وغزتنا الحزينة،لن نفرح كثيرا هذا اليوم ، سنخبئ فرحنا في صدورنا ونكظم غيظ نفوسنا!
لن نوزع الحلوى ولن نبارك للناجحين والمتفوقين الا همسا!
كيف يفرح من قتل والده أو أخيه أو صديقه أو زميله على مقعد الدراسة أو ابن الجيران؟كيف يفرح من فقد أسرته وأحبابه؟كيف يفرح من هدم بيته وشرد هو وأسرته ؟كيف نفرح في هذه السماء الملبدة بالحزن والطائرات ورائحة الدم والموت والبارود؟
محلات الحلوى لن تبيع كثيرا من الحلويات هذا اليوم على غير العادة، خسارة اقتصادية أخرى تضاف إلى كل الخسارة المادية والبشرية،المهنئين لن يذهبوا لبيوت الناجحين والمتفوقين .
حصيلة الموت حتى هذا اليوم كانت 189 شهيدا و1400 جريحا و20,000 مشردا و1400 بيت مهدما أو متضررا جزئيا،
كم من الشهداء والجرحى من طلاب التوجيهي وذويهم كانوا بين الشهداء والجرحى ، من سيستقبل المهنئين؟؟كم من البيوت المهدمة كانت لطلاب التوجيهي وأهليهم ، أين سنستقبل المهنئين؟؟؟
الامتحانات كانت صعبة هذه السنة ،المؤتمر الصحفي لوزيرة التعليم لإعلان نتائج الثانوية العامة كان مقتضبا خيم عليه الحزن وروح التضامن مع غزة الجريحة ، شكرا لشقنا الثاني من الوطن!الفرح لم يدخل بيوتنا هذا اليوم الذي كنا ننتظره منذ زمن بعيد!الفرح لن يدخل بيوتا كثيرة هذا اليوم!!
لنا الله والصبر، والقبول بالواقع . مبروك للناجحين والمتفوقين.
حفيدتي جمانة وأطفال غزة (23)
غزة، 16/07/2014
انتقلت بنتي الوحيدة لمستشفى الولادة في مدينة غزة عصر اليوم الخامس من حرب الرصاص المسكوب على غزة التي بدأت من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009، فيما سمتها المقاومة "حجارة السجيل" واستمرت 18 يوما.
الكهرباء مقطوعة والعتمة شديدة والقصف من البر والبحر والجو متواصل على مختلف المناطق،تعسرت الولادة بسبب ضعف الطلق ثم انعدامه بسبب أوضاع الحرب ، كيف تطلق من تسمع صوت القذائف ترج بنيان المستشفى والمباني والساحات من حولها ؟ كيف تطلق وتلد والخوف والعتمة والقلق يسطر على المكان؟
قدر الله ولطف وشرفتنا حفيدتنا الأولى جمانة في صباح 3/01/2009، يوم الغزو البري للقوات الإسرائيلية ، حيث قطعت قوات الجيش الاسرائيلي أوصال قطاع غزة وفصلت جنوبه عن شماله، كانت المولودة زرقاء تعاني من الاختناق ونقص الأكسجين ،علقت زوجتي في مدينة غزة ولم تتمكن من العودة إلى البيت في خانيونس لمدة عشرين يوما.
تدبرت شؤون البيت والأولاد في ظل انقطاع الكهرباء وغاز الطهي واضطرارنا للعودة لاستخدام موقد الكيروسين حيث يختلط رائحة الكاز مع الطعام،فرحنا بجمانة وملئت علينا الدنيا وراقبناها وهي تكبر يوما بيوم وساعة بساعة.
كانت على موعد مع دخول الروضة في سنة أولى بستان في روضة الهناء النموذجية في مدينة غزة،ترافق ذلك مع موعد جديد لحرب جديدة على قطاع غزة، سموها عمود السحاب في4/11/ 2012 وانتهت في 21/11/2012، وهي عبارة اصطلاحية من التوراة متعلقة بضياع اليهود في صحراء سيناء 40 عاما زمن سيدنا موسى، ومعناها المجازي "العقاب السماوي" في إشارة للضياع وعدم اليقين، فيما اختارت المقاومة عبارة "حجارة السجيل"، ذات الدلالات الدينية الواضحة لدى المقاومة الفلسطينية.
أنهت جمانة السنة الأولى والثانية في رياض الأطفال وشاركت مع أقرانها في احتفال انتهاء السنة الدراسية بتقديم مجموعة من الأناشيد والعروض الجميلة التي تعبر عن شوق الأطفال وشغفهم وحبهم للحياة والسلام والبراءة.
كانت جمانة تخطط لقضاء عطلة هذا الصيف بين بيت جدها في القرارة والفسحة على شاطئ بحر غزة رغم أن الحكومة أغلقته وأعلنت أن نسبة التلوث في مياه البحر وصلت إلى معدلات مرتفعة ، رغم ذلك لا يجد السكان في القطاع متنفسا لهم إلا بحر غزة وشواطئه الجميلة لقضاء إجازتهم الصيفية عليه.
وبالتأكيد كانت تنوي جمانة أن تزور الملاهي وحديقة الحيوان المتواضعة وتلعب في السندباد كما كانت تنوي أن تأكل سندوتشات فلافل من عند أبو طلال وبوظة من كاظم، وتزور مركز القطان للطفولة والثقافة ، كذلك فقد تم تسجيلها في مدرسة الوكالة الابتدائية، داهمت الحرب من جديد خطط جمانة وقطعت عليها وعلى أقرانها إمكانية قضاء إجازة ممتعة.
بدأت إسرائيل عدوانها المسمى الجرف الصامد في 7/7/2014 ، فيما سماه الفلسطينيون العصف المأكول أو البنيان المرصوص، ولا زالت هذه الحرب مستمرة دون مؤشرات لانتهائها رغم المبادرات الصعبة التي يتحدث عنها.
اليوم يا جمانة تم استهداف 3 أطفال بعمر الورود من عائلة بكر بصواريخ البوارج او الطائرات وهم يلعبون الكرة على شاطيء البحر حيث كنت تحبين أن تلعبي وتلهي كما استهدف 3 أطفال من عائلة الأسطل من خانيونس بصواريخ ال اف 16 وهم يلعبون بالقرب من منزلهم ليصبح عدد الاطفال الذين لقوا حتفهم 43 شهيدا من بين 235 شهيدا و1750 جريحا .
وبدلا من ذلك فان الأطفال وجمانة يقضون أيامهم ولياليهم تحت القصف البري والجوي والبحري وبين هدم البيوت وقتل الآمنين وصور التلفزيون المروعة عن حروق الجرحى ودفن الموتى تحت ركام بيوتهم المقصوفة والمهدمة.
يختبئ الأطفال من القصف تحت الأسرة وفي جنبات الحيطان أو في أحضان والديهم وأحيانا تأخذهم الشجاعة ويرافقوا والدهم وأقرانهم لمشاهدة صواريخ المقاومة من أعلى سطح البنايات رافعين أكفهم بالدعاء "اللهم سدد".
أليس من الغرابة أن يترافق كل حدث جديد في حياة أبنائنا مع حرب جديدة تشنها إسرائيل على غزة؟
طفلة عمرها أقل من ستة سنوات تضطر لمعايشة ثلاثة حروب ، هل كتب علينا أن نؤرخ لحياة أبنائنا وفقا لأجندة الحروب الإسرائيلية على شعبنا؟من سيعالج أبناءنا من خوفهم وقلقهم ومعاناتهم الجسمية والنفسية ، من سيعالج أطفالنا من سلس البول والتلعثم؟
كيف ستؤثر هذه الحروب المتتالية على شخصية أطفالنا وتكوينهم الجسماني والنفساني والاجتماعي؟كيف ستتحمل ذاكرتهم كل هذه الحروب وويلاتها ومآسيها؟
ستترك هذه الحرب حروقا وندبات في عقول وأجساد الأطفال، هل ستتمكن مؤسساتنا الاجتماعية والطبية من معالجة هذه النتائج وتخليص أطفالنا من كل هذا الألم أو تخفيفه عنهم على الأقل ؟
المؤسسات الوطنية والدولية مدعوة للتفكير في ذلك والعمل من أجل هؤلاء الأطفال،منظمة اليونسيف لرعاية الطفولة والأمومة مدعوة لمساعدة شعبنا.
المجد لأطفال الوطن.
------------
الليل زمن الحرب(24)
غزة
خانيونس ، القرارة ليلة 17/07/2014
ليلة شديدة الظلمة ، الكهرباء مقطوعة ، الخوف يملأ جنبات المكان والزمان، منذ قبل صلاة العشاء في الساعة 9:20 دقيقة والدنيا يملأها الرعب ،السماء تقصف الأرض بكل أنواع صواريخها ،والأرض تقصف الأرض بكل قذائف الدبابات والمدفعية ،قصف شديد ومتواصل.
صوت الزنانة في السماء الدنيا يصم الأذنين، من يوقف هذا الصوت القاتل؟ من يخفض هذا الصوت على الأقل، قصف المدفعية متواصل ، سيمفونية قاتلة تهز الأرض بصوتها المرتفع وبصدى صوت انفجارها الأكثر ارتفاعا، نسمع أزيزها وهي تنطلق في السماء وننتظر ارتطامها بالأرض وانفجارها حتى نتأكد أنها انفجرت بعيدا عنا.
مع كل قذيفة وصاروخ يرقص البيت من أساساته وأعمدته وتهتز الشبابيك والأبواب وتنطلق تعليقات الأبناء ليحددوا نوع القذيفة أو الصاروخ وبعده ومكان انفجاره،
القصف متواصل على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ،القصف في كل مكان ، لم نعد نميز مصدره أو اتجاهه،تطلق المدفعية بين الحين والآخر خببا لتشق عتمة الليل و تضيء السماء.
ينطلق بعدها أصوات طلقات رصاص أتوماتيكية ، قد يكون هناك بعض القوات الخاصة الاسرائيلية في المكان، صوت سيارات الاسعاف يخترق صمت المكان المخيف ، تأتي مسرعة من اتجاهات مختلفة وتذهب الى اتجاهات أخرى،هل هناك تحضير لاجتياح بري لشرق القطاع؟؟
الجفون ذابلة والعيون متعبة ولكن النوم فارق العيون ،أعصابنا متوترة واحاسيسنا تتأثر بكل كلمة أو حركة، ننتظر الصاروخ بعد القذيفة ، هذه ليلة من الليالي الصعبة جدا ، هي من أصعب الليالي. هربنا من داخل البيت الى داخل البيت ، هربنا من شمال البيت الى جنوبه لنحتمي بحيطان الدرج لعله يكون أكثر أمانا، وصلت كهرباء بيت الجيران الساعة 11:48 ليلا،رغم النعاس لن ننام ، الخوف والقلق يحيط بنا والرعب يملأ المكان، القرارة قبل الفجر ،في خضم هذا القصف الشديد ، تم قصف المنطقة بصاروخ أثار غبار هائلا منع الرؤية وعبأ البيوت بغبار سام يحرق الصدر ، استمر الغبار داخل البيت ساعات، انتقلنا الى الطابق العلوي من البيت لعله يكون أقل غبارا ، شغلنا المراوح ونقعنا الفوط بالماء ووضعناها على الوجه حت نتمكن من التنفس.
هدأ الجو قليلا ، تسحرنا ، صلينا الفجر في البيت ، ذبلت عيوننا وأخذتنا غفوة من النوم الخفيف،استيقظنا بعد أقل من ساعة على صوت رحيل الناس من بيوتهم ، الكل يجري ، النساء تهرول، الخوف والرعب يلف المنطقة ، الأطفال يتصايحون ، تركنا بيوتنا ونحن في أشد الحزن والخوف على أنفسنا وبيوتنا.
هجرة جديدة أم نزوح مؤقت، رجعنا الى بيت الأهل في المخيم لنحمي أنفسنا وأهلينا من شبح الموت المحقق، نحن محظوظون ، لا يوجد لأغلب الناس بيوت في المعسكر ، لذلك التجأت الى مدارس وكالة غوث اللاجئين ، شكرا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا وكان الله في عونها وعوننا نحن الهجرين أو النازحين الجدد.
نتمنى السلامة لنا وللجميع ، رغم ذلك فنحن سلمنا أمرنا لله ولا نملك الا الدعاء والصبر والصمود.
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.