وقائع المحو والصبر والتكوين (يقين) النولُ من يدِها الخيطُ من دمِها فلمَ الغِياب؟ انظر لثوبِكَ كُلَّما اقتربَ التَّمامُ، تقاتلوا فانسل من وسطٍ وذاب النولُ من يدها الخيطُ من دمها رتقَتْبلا كلَلٍ ثقوبَ عذابها الممتدِّ من قصْفٍ إلى نزفٍ إلى شباكها المخبوءِ في نصفِ المسافةِ بينَ أشلاءِ البيوتِ مقاومًا كالضوء أسراب الضباب القصفُ يعوي كالذئابِ على بقايا طفلةٍ سقطتْ بلا أبٍ وبلا أخٍ، مدَّ النخيلُ جناحهُ فانهدَّ من سيلِ القنابلِ، فانحنت زيتونة كي يحتمي طفلٌ يطيرُ من القذائفِ، والجدار في عطف تقوس كي يصير قبورًا"من هنا سيجيءُ" قالتها بلا دمعٍ ومدَّت نولها للبحر: "تعالَ" ومدت خيطَها للقصف: "تعالَ" ومدت ثوبها فلم الغياب؟ (مصير) شلوٌ يعفِّرُهُ الترابُ وفي غضونِ هُنيهةٍ سيجفُّ طينا فوق طينٍ فوقَ طينٍ، كم دمٍ يهريقُ كي تلد الشهادة نصرها! كم طفلة يئد الحصارُ مجلِّلا بالذل رايتنا الذليلةَ دون صلح أو قتال؟ (وهم) الموتُ يوهمُنا الموتُ يوهمُنا الصلابةْ يختارُ من بستانِنا؛ طفلا.. أبا... أمًّا.. رضيعا.. جدةً... جدًّا.. حفيدا.. سيدا.. حِبا... حبيبا.. كلنا ثمرٌ شهي الموت لا يختار الموت يوهمنا الموتُ يوهمُنا الصلابةْ ... الموتُ يوهمُنا الصلابة فأراه يركعُ ساهمًا يبكي رضيعًا جائعًا "قد مات يا موت اصطبر هات اللفافة ها هنا ضعها برفق من هنا ولتبتهل لا لشهيدنا بل للدماء القادمة" الموتُ يوهمُنا الصلابةْ ... الموتُ يوهمُنا الصلابة ورأيت حين رأيت اعتذارا وانكسارا وانتحابه ورأيت حين رأيت الموت يلتمس الصلابةْ (أوان التين والزيتون) "في الهدنة عاد الفلسطيني رياض عواد ليجمع أوراقه ففاجأته تينة مثمرة" زيتونة بالباب تأخذ دربنا: عرَّج على تينٍ زَها قال الغبارُ: تحرك الآنَ القنابل تستعرْ قال الجدارُ: بلا شوقٍ تودُّعنا.. فلا حضنٌ ولا أسماؤنا أسمعتنا وقفت كالأمِّ آمرة: أرياضُ، خذ من تينها مدت يديها والقصف ناظرنا شهدٌينوح بلا مدى مالت علينا.. ظلها حصن مد الجدار حنينه صمت الغبار هذا أوان التين والزيتون (سؤال) أو كلَّما جأر الحسين بحقنا، نادى الذئاب بإخوة؛ فتهللوا؛ وتحلقوا؟ أو كلما ظهر المسيحُ بساحة، باعته حفنة هالكين بفضة؟ (نزيف العافية) - داوي جراحك يا أخيةْ - قتلوا وليدي - أرأيت مسكا قد يقر مكانه - باعوا جراحي -أشياء لا النخاسُ يقدر محوها؛ وجع المخاض ودفقة الثدي الندى... - نصري بعيد -لا تأبهي بالليل إن شئت الخلاص - أبكي وحيدة - ذاك الخواء يحيط بكْ فلتأبهي بك ولتحملي نزف الولادة كي يكون وليدُنا - إني تعبت -وأنا أراك قريبة - هل أنت منقذنا؟ -لا منقذ الآن غير صمودكم زيتونة تحمي المدى لا تأبهي بالنزف وقفي كما يليقُ بغزة ... داوي جراحي يا أخية (حوارية) - وتسير وحدك يا أبي - لا يا بُنية -هذا علي هذا أخي هذا بُني - وتبيت وحدَك في العراء -لم يكتهلْ قلبُ الفتى والنجمُ إن شئتُ الغطاءَ أو السماء -ماذا سنفعل يا أبي؟ -للحق ميزانٌ - مصر الكنانة فارغة -وغدا سبملؤها الأعزة - الشام خائضة العدم -هذا عدم -كل الممالك تائهة -عهد الممالك أن تتوه -دمنا على الطرقات يبكيها -دمنا على الطرقات ينجيها = يا سيد الشهداء مهرُك يلعق اللجم -هذا أنا (قال الحسين) خرقا سألبسُ كي أكونَ مصونا أدري بموتي قبل يوم لقائنا ستجز رأسي سيهان أهلي وأنا الكريم ابن الكريم فأنا الشهيد ابن الشهيد يا أهل غزة والممات هو الممات ثوبي لكم وأنا الحسين بكل طفل يصرع وأنا الرضيع النازف ونساؤكم زينبات (غضب اليمامة) وبكلِّ أُنملةٍ دمٌ يرضى بما ترضى اليمامة ولها الرضا إلا بشسعِ ضبعكم فأنا جبير ابن الحكيم بلا خضوع وأنا المنيع أنا البداية فلترفعوا خرقي بنودا فأنا العلامة أم تصالح يا أبي والذل يختارالإماما (هنا وعد العاشقين) الموتُ يعرفنا جميعا.. والقصفُ أدرى بالصدور سأحبُّك الآن ابتداءْ لا انتهاء له فخذي يقيني بالبقاء مهورا وخذي حنيني وخذي يميني لا تنحني لا تنظري فرسا جموحا لا ترقبي سيفا ولا قنبلة ولتأمري دمنا يدُكٌّ المعضلة (وصية) قف صامدًا قاوم حصارك بالشهادةْ عمد بلادك بالجراح أرسل لربك بالدماء هذا جزائي يا أبي ذئب يجرعني النهاش وأخي صموت كالحذاء (ماذا يقول الموت؟) تروي أناملها بقايا بيتها: "لا شيء يا ولدي أراه سوى صداك لا شيء يندهني سواك" "أنا جائع يا أمُّ وحدي.. وحدي أنا والموت عاجز ماذا يقولُ الموتُ لي؟ لا تبك يا ولد الجبابرْ ماذا يقولُ الموتُ لي؟ ابك الجبابر ماذا يقول الموت لي؟ اصمت لأجلي الموت يا أماه عاجز وأنا وحيدٌ لا حليبك جنتي لا شيء يندهني سواك.. والموتُ يا أماه عاجز (دمنا مشاع) يا موتُ لا تجزع كثيرا خذ من تشاء بلا وجلْ طفلا تريد أم الأجنة؟ شيخًا تشاءُأم النساء؟ فحديقة الشهداء ملأى املأ يديك إلى الثمالة وابتسم فحديقة الأعراس ملأى انزل خفيفا أو ثقيلا دمنا مشاع اضرب بجوع أو قنابل دمنا مشاع (صمود) دمٌ على عينِ المحاصر. دمع على ثوبِ الشهيد يا قلبَ غزة لا تهن يا جرحنا الحرَّ العنيد إننا سنندب عارنا فقفي كسدٍ وامنحي دمك الخلود أحمد سراج ليلة الثامن والعشرين من رمضان 1435 | طريق الرياض : المدينةالمنورة السابعة صباح الثاني من شوال 1435| الرياض: حي العليا