نفى مصدر سيادي مسئول ما تردد في بعض وسائل الإعلام من وقوع حملة تمرد داخل معهد الدفاع الجوي بالإسكندرية في أكتوبر الماضي قتل فيه ضابط و22 جنديًا، وأوضح المصدر أن هذا الكلام عارٍ تماما من الصحة حيث لم تشهد تشكيلات ووحدات القوات المسلحة أي حالة تمرد نهائيا أو قتل في صفوف جنودها أو ضباطها لأن ذلك مخالفا للعقيدة العسكرية المصرية. فإذا حدث مثل هذا النوع من التمرد او عصيان الأوامر العسكرية يتم التحقيق في الواقعة وإحالة من يقوم بذلك للمحاكم العسكرية ولا تصل إلى مرحلة القتل لان استخدام العنف سيخلق مزيد من العنف والتمرد ولن يحل المشكلة. يذكر أن وكالة رويترز قد نشرت أمس تقرير قالت فيه أنه في صباح يوم دافئ من أكتوبر الماضي نظّم نحو 500 من ضباط الجيش المصري بمعهد الدفاع الجوي على مشارف الإسكندرية باحتجاج محدود. وقال ضابط برتبة مقدم - على علم مباشر بالاحتجاج - إن الضباط كانوا غاضبين بسبب عقوبة أنزلها قادة بأحد زملائهم، وبعد أن رفضوا التدريب طلب الضباط مقابلة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة والقائم بأعمال الرئيس أو رئيس أركان الجيش، وقالوا إنهم يريدون مقابلة القادة للمطالبة بمعاملة أفضل. وأضاف المُقدم أنّ "الأسباب التي جعلت ضباط بالقوات المسلحة يعصون أوامر كثيرة، (هي) مصر تمر بمرحلة ثورية وهم أيضا لديهم مطالب". واستمر الاحتجاج الذي لم ترد تقارير عنه من قبل وأكده ثلاثة ضباط آخرون بالوحدة لعدة أيام. وكانت الشرارة لانطلاق احتجاج الجنود في الإسكندرية أحداث عنف وقعت في التاسع من أكتوبر العام الماضي في القاهرة حين احتشدت مجموعة من الأقباط أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون للاحتجاج على إحراق كنيسة، ووقعت اشتباكات في منطقة ماسبيرو التي يوجد بها المبنى قتل فيها نحو 25 مدنيا، ويقول الجيش إن جنودا قتلوا أيضا في أعمال العنف. وقال الضابط المطلع على الاحتجاج بمعهد الدفاع الجوي ان ضابطا و22 جنديا قتلوا، وقال مصدر في القضاء العسكري ان من نجوا عانوا من جروح بالغة بينما اصيب البعض باعاقات، وكان لضباط معهد الدفاع الجوي عدد من المطالب منها تعويضات مالية لأسر القتلى، وكان المال منذ وقت طويل سببا للإحباط بين أصحاب الرتب الصغيرة في صفوف الجيش. وكان من مطالب الضباط المحتجين في الاسكندرية ايضا الغاء مركزية تسلسل القيادة حتى يتمكنوا من الاستجابة للازمات على الفور. ويقول ضباط من رتب منخفضة ان القيادة العليا سمحت بتفاقم كل هذه المشكلات. ويقول المقدم ان هناك قاعدة غير معلنة مفادها أن على أفراد الجيش الابتعاد عن السياسة او التنظيمات الدينية والا يفكروا في تحسين النظام.