"التليجراف" تصف غزو"جوبا" ل"هجليج"ب"التصرف الطائش"

علقت صحيفة (التليجراف) البريطانية أمس الخميس على الأوضاع المتوترة بين دولتي السودان وجنوب السودان، لافتة إلى أن غزو جوبا لأراضي جارتها الشمالية يعد تصرفا طائشا.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - إنه على الرغم من أن الوضع السوداني يختلف عن الحرب الأهلية في سوريا التي أودت بحياة آلاف الأشخاص؛ وأن اندلاع القتال في السهول النائية بإفريقيا لا يحظى باهتمام دولي، إلا أن القرار المتهور الذي اتخذته جنوب السودان بغزو أراضي تابعة لجارتها الشمالية والاستحواذ على حقول النفط الحيوية ينذر ببدء حرب جديدة مع عواقب قد تنتشر إلى أبعد من حدود البلدين.
وأضافت "إن انفصال جنوب السودان العام الماضي عن السودان جاء بعد كفاح دام لمدة 56 عاما من أجل الاستقلال، وهو الكفاح الذي راح ضحيته ما لا يقل عن مليوني شخص"، لافتة إلى أن كل هذه التضحيات من أجل تحرر الجنوب من نظام الخرطوم لابد وأن يدفع قادة الجنوب للتفكير بشكل أكثر عمقا والتردد قبل خوض حرب جديدة .
وأشارت إلى أنه على خلاف ما سبق فقد قام رئيس جنوب السودان سيلفا كير باتخاذ خطوة خطيرة بإرسال قوات من جيش الجنوب إلى عمق 40 ميلا داخل الأراضي الشمالية وذلك للسيطرة على حقل "هجليج" النفطي الذي يضخ نحو 55 % من الانتاج اليومي للسودان من النفط الخام.
وأوضحت الصحيفة أن الخرطوم قد لا يكون لديها الآن خيارات عديدة للرد على تصرف جوبا سوى القيام بهجوم مضاد، وهو الإجراء الذي يتوقعه رئيس الجنوب ويمنح الفرصة للرئيس السوداني عمر البشير لمهاجمة الجنوب .
وأشارت إلى أن الحدود بين جنوب السودان وجارتها الشمالية لم يتم الاتفاق عليها وكذا حقول النفط لا يزال الاختلاف دائرا حولها بين الجانبين ، ويريد كير على الأرجح من شن الحرب على السودان استخدام حقل هجليج في مساومة الخرطوم لانتزاع تنازلات منها على طاولة المفاوضات بين البلدين .
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هذه اللعبة من قبل الجنوب غير مسئولة، حيث شرد القتال بين الخرطوم وجوبا ما يقرب من 100 ألف شخص ، وهو ما سيدفع السودانيين للانتقام بسبب المعاناة التي يشعرون بها الآن ، وبالتالي فإن كير إذا أخطأ في تقديره للموقف واندلع الصراع بين البلدين فسوف يستحق كير الإدانة من شعبه والعالم بأجمعه .