انتظره العالم أجمع، وليس المصريين وحدهم، توقع الكثيرون منهم أن يخرج وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسى، ليعلن رحيل الرئيس السابق محمد مرسى، عن سدة الحكم، "وقد يكون هناك من كان على علم ويقين أن الرئيس راحل"، بالرغم من ذلك فقرار عزل مرسى كان خطوة "فارقة" توقف أمامها التاريخ، مترقبًا ماذا سيسرد يوم "3 يوليو"، لينهى حقبة لم تكمل عامها الأول فى "قصة مصر"، ويبدأ فى كتابة فصل جديد. حضر خطاب عزل مرسى فى 3 يوليو، عدد من الرموز، منهم من فتحت له أبواب القصر على مصرعيها ليجلس على عرشها، وآخر رفض الاستمرار فيما بدأه وقرر أن يهاجر دون تحديد موعد للرجوع، كما أن منهم من يعافر من أجل البقاء وملئ الفراغ فى الخريطة السياسية "الإسلام السياسى"، وآخر لم يكن فى سجل أحلامه أن تسجل كتب التاريخ اسمه ضمن هذا اليوم، إلا أن هناك آخرين لم تكشف عنهم الصور المنتشرة فى ذلك اليوم، والتى تصدرها حضور الرموز الدينية، وامرأة للتعبير عن الانسجام المصرى، بين أطياف الشعب. ونصت "خارطة المستقبل"، التى وضعوها، على تعطيل العمل بالدستور، وتولي المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، إدارة شؤون البلاد لفترة مؤقتة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وكذلك لجنة للتعديلات الدستورية. وكان أبرز المشاركين في وضع "خارطة المستقبل"، هم: 1 - السيسي: الشعب لا يدعونا إلى سلطة أو حكم السيسى السيسى قال فى نص كلمته، إن "القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب، التي استدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسي، على أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي". واعتبر أن الشعب يدعو القوات المسلحة ل"نصرته"، مضيفًا: "لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته". أصبح رئيسًا للبلاد بعد تقدم استقالته من منصب وزير الدفاع، 26 مارس الماضي، معلنًا ترشحه في الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها أمام منافسه حمدين صباحي. 2 - محمد البرادعي: أفوض أمري إلى الله البرادعى البرادعى ربما ظن أن مشاركته فى "خارطة المستقبل"، هى بداية الانطلاقة الحقيقة، لثورة 25 يناير، بعد ما عانى من عام فى ظل حكم الإخوان. أعلن تأييده ل"خارطة المستقبل"، معتبرًا أنها تضمن انتخابات رئاسية مبكرة، وبدء مصالحة وطنية، معتبرًا إنها بداية لانطلاقة جديدة لثورة 25 يناير،. تم تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية المؤقت، للعلاقات الخارجية، وقدم استقالته، عقب فض اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة"، مبررًا ذلك "أصبح من الصعب على أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشي عواقبها، ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها". وأضاف: "للأسف فإن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفًا، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله". غادر إلى النمسا وابتعد عن المشهد السياسي في مصر، مكتفيًا بعد هجرته بظهور نادر على "تويتر"، كانت آخر تغريداته وقت احتفاله بميلاده الثاني والسبعين، قائلًا: "إلى الشباب: أكرمني الله بكم. دائمًا في القلب. أنتم الضمير النقي والمستقبل والأمل. حفظكم الله لمصر". 3 - محمود بدر: "كنت حاسس إني بحلم" محمود بدر محمود بدر مؤسس حملة "تمرد"، التي دعت إلى خروج المصريين ضد حكم مرسي، 30 يونيو 2013.. شارك في "خارطة المستقبل"، داعيًا المصريين ل"بدء صفحة جديدة"، مع اقتراب سباق الانتخابات الرئاسية، أعلن دعمه للسيسي رئيسًا للجمهورية، وكان عضوًا في لجنة الشباب الخاصة بحملته الانتخابية. كتب في الساعات الأولى في ذكرى "خارطة المستقبل"، "يوم عزل مرسي، كنت حاسس إني بحلم". 4 - أحمد الطيب: أمرين أحلاهما مر أحمد الطيب أحمد الطيب رأى شيخ الأزهر أن مصر أمام أمرين أحلاهما مر، مشددًا على أنه شارك في "خارطة المستقبل" للخروج من المأزق السياسي، مستندًا لقاعدة "ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي". اختارته اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن الكريم، ليحصل على جائزة شخصية العام الإسلامية "تقديرًا لجهوده الكبيرة في خدمة الإسلام". 5 - البابا تواضروس الثاني: لحظة فارقة تواضروس الثاني تواضروس الثاني وصف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مشاركته في "خارطة المستقبل" ب"اللحظة الفارقة"، معتبرًا أن المشاركين فيها أناس شرفاء يبتغون مصلحة الوطن دون إقصاء لأحد. عبر عن فخره بانتمائه لمصر، فى آخر تصريحاته في النمسا، يوليو الجاري. 6 - جلال مرة: "حقنًا للدماء" جلال مرة جلال مرة شارك أمين عام حزب النور في "خارطة المستقبل"، مؤكدًا أن حزبه وقف هنا "حقنًا للدماء وحبًا للوطن". يواجه حزب النور حملة يراها البعض إنها بداية النهاية، فى المرحلة الجديدة، بإزاحة الإسلام السياسى من المشهد المصرى. 7 - سكينة فؤاد: "الخير قادم" سكينة فؤاد سكينة فؤاد شاركت في "خارطة المستقبل" لتمثيل المرأة المصرية في هذا المشهد، ووجهت وقتها التحية للشعب المصري، لافتة إلى أن المشاركين فيها يسعون إلى "جمع الشمل"، مضيفة: "أرى الخير قادم وسينصرنا الله". كانت أحد مستشاري مرسي إلا أنها قدمت استقالتها احتجاجًا على الإعلان الدستوري المكمل، وبعد عزله أصبحت مستشارة للرئيس المؤقت، آنذاك.