قال رئيس مفوضية الانتخابات في أفغانستان إن إعلان النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الذي كان مقررا يوم الأربعاء تأجل وسط اتهامات بالتزوير تهدد بتقسيم البلاد على أسس عرقية. وقال رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات أحمد يوسف نورستاني في مؤتمر صحفي إنه سيجري إعادة فرز ومراجعة بطاقات الاقتراع التي تم الإدلاء بها في نحو ألفي مركز خلال الجولة الثانية التي جرت يوم 14 يونيو. ووضع السباق الانتخابي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله في مواجهة الاقتصادي السابق بالبنك الدولي أشرف عبد الغني. وقال نورستاني "نتيجة لمراجعة الأصوات وإعادة فرزها من 1930 مركز اقتراع في 30 إقليما أجلت مفوضية الانتخابات إعلان النتائج الأولية حتى الاثنين القادم لضمان المزيد من الشفافية." وقال مسؤول رفيع في الأممالمتحدة إن التأجيل يهدف إلى دراسة مزاعم عبد الله بأن منافسه مارس تزويرا واسع النطاق. وقال مساعدو عبد الغني نقلا عن مراقبين في الانتخابات إنه متقدم في جولة الإعادة بمليون صوت. ولم تعلن الأرقام الرسمية بعد. وكان من المفترض أن تشكل الانتخابات أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان وهي خطوة أساسية نحو الاستقرار بينما يستعد حلف شمال الأطلسي لسحب معظم قواته بحلول نهاية العام. وأصدر مكتب الرئيس حامد كرزاي بيانا قال فيه إنه بحث ملف الانتخابات هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وأضاف "أكد الجانبان أهمية الاحترام المتبادل للعملية القانونية في أفغانستان وبحثا وقيما مخاوف المرشحين واستكمال عملية الانتخابات والطريقة الأفغانية للتفاهم بين المرشحين للرئاسة." وفسر البعض العبارة الأخيرة على أنها إشارة إلى اتفاق محتمل لاقتسام السلطة بين الطرفين. وتخشى الأممالمتحدة في الوقت الحالي نشوب مواجهة بين عبد الله المدعوم من الطاجيك وعبد الغني الذي ينتمي للأغلبية البشتونية قد تؤدي إلى إشعال التوترات العرقية المتراكمة منذ فترة طويلة. والبشتون هم الجماعة العرقية الأكبر في أفغانستان يليهم الطاجيك. واتهم عبد الله الرئيس المنتهية ولايته كرزاي -وهو من البشتون- بالتآمر في عملية التزوير المزعومة. وفي الأسبوع الماضي خرج الآلاف من أنصار عبد الله في مسيرة إلى القصر الرئاسي. واجتمع المرشحان يوم الثلاثاء مع مسؤولين في الأممالمتحدة ودبلوماسيين غربيين يحاولون المساعدة في حل الأزمة. وقال بيان للأمم المتحدة "وفرت الاجتماعات فرصة لنقاش أمور تتعلق بالانتخابات والطريقة المثلى للمضي قدما." ويأمل دبلوماسيون أن يساعد التأجيل الجانبين في الاتفاق على تعيين مسؤولين انتخابيين جدد بعد استقالة رئيس أمانة اللجنة بسبب مزاعم الفساد. وبعد الاجتماع ندد مساعدو عبد الغني بالتأجيل. وقالوا في بيان "يجب أن تعلن المفوضية المستقلة للانتخابات النتائج حتى تستطيع البلاد الانتقال إلى الفصل في الشكاوى." وأضاف البيان "تغيير قواعد اللعبة التي اتفق عليها جميع المشاركين مسبقا في منتصف العملية سيتسبب في إضعاف شرعية العملية. يجب أن يلتزم الناس بوعودهم." ويواجه الرئيس القادم مسألة ملحة تتمثل في توقيع اتفاقية مع واشنطن تسمح بالإبقاء على قوة صغيرة من الجنود الأمريكيين بعد 2014 من أجل التدريب وعمليات مكافحة الإرهاب. ورفض كرزاي توقيع مثل هذه الاتفاقية ولكن عبد الغني وعبد الله تعهدا بتوقيعها في حال انتخاب أي منهما.