قال ناشطون بالمعارضة السورية ان 150 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين عشية الموعد المحدد لانسحاب القوات من المدن وهو ما يقلص احتمالات تنفيذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الاممالمتحدة. كما ذكر ناشطون أن اشتباكات دارت بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة بالقرب من الحدود التركية. وقال مسؤولون أتراك ان اثنين من اللاجئين السوريين ومترجما تركيا أصيبوا بنيران أطلقت من داخل سوريا على مخيم للاجئين في الاراضي التركية مما أثار رد فعل غاضبا من حكومة أنقرة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إنه "يشجب" اطلاق النار عبر الحدود. ويشير استمرار أعمال العنف الى أن تنفيذ خطة السلام التي اقترحها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا وقبلها الجانبان في باديء الامر أصبح موضع شك. وكان من المقرر أن تبدأ سوريا سحب قواتها من المدن بحلول اليوم الثلاثاء لتمهد الطريق امام هدنة تبدأ بعد 48 ساعة. لكن الرئيس السوري بشار الاسد طالب يوم الاحد بضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة لوقف القتال والقاء السلاح وهو ما رفضه المقاتلون على الفور. ولم تظهر القوات الحكومية يوم الاثنين أي علامات على انها تبدأ في الانسحاب. وقال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو ان مهلة "العاشر من أبريل (نيسان) أصبحت الان بلا جدوى." وقالت واشنطن ان المطلب السوري الخاص بضمانات مكتوبة هو "تلكؤ بهدف كسب الوقت" وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي في بروكسل ان اضافة المزيد من الشروط أمر غير مقبول على الاطلاق. في السياق نفسه قال ناشطان في المعارضة السورية ان قصفا للجيش السوري أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 115 شخصا في محافظة ادلب بشمال البلاد على مدى اليومين الاخيرين وان قوات الجيش اعتقلت 35 رجلا وقتلتهم خلال العمليات العسكرية بالمنطقة. واضافا أن عمليات القتل وقعت في منطقة سهل الروج التي تضم قرى وأراضي زراعية جنوب غربي مدينة ادلب عاصمة المحافظة حيث تحاول القوات الموالية للرئيس بشار الاسد استعادة السيطرة على مساحات من الاراضي سقطت في أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض. وقال الناشط محمود علي متحدثا من المنطقة باستخدام هاتف محمول تركي بسبب انقطاع الخطوط السورية "نحن نجمع جثث القتلى ونحدد شخصياتهم منذ أمس." واضاف أن القتلى "الخمسة والثلاثين شبان بين 18 و26 سنة. اعتقلوا في مدرسة عندما اجتاح الجيش (قرية) البشيرية وقتلوا باطلاق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم." واوضح علي أنه شاهد جثث الرجال الخمسة والثلاثين الذين قال انهم قتلوا رميا بالرصاص بالاضافة الى جثث 32 شخصا اخرين في مسجدين بالمنطقة لاقوا حتفهم فيما قال انه قصف من جانب الجيش واطلاق صواريخ من طائرات الهليكوبتر. وقال ناشط اخر يدعى محمد عبد الله يقيم في منطقة الحدود السورية التركية ان مصادر أخرى أكدت وقوع أعمال القتل مضيفا أن الهجوم العسكري في ادلب تصاعد قبل انتهاء المهلة المحددة في 12 أبريل لوقف اطلاق النار.