اكتشف أحد القرويين قبل الميلاد أثناء مداواته لجرحه بسائل يخرج من لحاء شجرة الصفصاف، انه خفف الألم وعمل على سرعة التئام الجرح، من هنا بدأ العلماء في استخلاص هذه المادة الفعالة (حمض السلسليك) لمعرفة تركيبها حتى تمكنوا من تصنيعها معمليا في صورة قرص الأسبرين. يقول خالد إسماعيل حشيش -باحث مساعد بمعمل بحوث الأشجار الخشبية بالمركز القومي للبحوث- مادة السلسليك عبارة عن حمض كربو كسيلي أروماتي عديم اللون يستخلص طبيعيا من بعض النباتات منها "الصفصاف الأبيض" و" إكليله المروج "و يمكن صنعه في المختبر ويستخدم في مجال الصيدلة كدواء لصداع الرأس ومسكن للآلام ومضاد للالتهابات ومخفض لدرجة الحرارة ومفيد في محاربة حب الشباب وهو المركب الرئيسي لعدة أدوية معروفة خاصة الأسبرين، ويشير إلى أن الطبيب اليوناني أبوقراط كتب في القرن الخامس قبل الميلاد عن مسحوق مستخرج من لحاء الصفصاف يمكن أن يخفف من ألم الحمى، كما ذكر أيضا في مخطوطات سومرية وفرعونية وأشورية قديمة. فلقد كان الإغريق والهنود الحمر بالأمريكتين وقدماء المصريين يستخدمون اللحاء الداخلي اللين من قلف (قشر) وأوراق نبات الصفصاف كمنقوع في الماء ويشرب لعلاج ارتفاع حرارة الجسم في الحميات وعلاج الصداع والآلام الروماتيزمية ، وقد اكتشف العلماء أن سبب هذا التأثير العلاجي لمسحوق لحاء الصفصاف هو وجود مادة "السالسين" والتي أطلق عليها فيما بعد الصيدلي الإيطالي "بيريا" عام 1838 حامض السالسليك. * حب الشباب وحول الخصائص الطبية للصفصاف يضيف حشيش: العلاج بلحائه أو أوراقه معروف منذ العصور القديمة، وكان يستخدم كمضاد للالتهاب ويشتهر بقدرته على تخفيف الآلام وخفض الحمى, ويشار إلى أنالأسبرين تم تصنيعه بداية من قشور نبات الصفصاف بحسب الجرعة المسموح بها في الدستورالألماني من 60 إلى 120 ملجم من الساليسين لعلاج الصداع والذي يعادل ملعقة من قشورالصفصاف، كما يشكل حمض الصفصاف عنصرا أساسيا في العديد من منتجات العناية بالجلد كالمستخدمة في علاج حب الشباب، والصدفية، والثآليل ونحوها، كما يستخدم في العديد من الشامبوهات المستخدمة لمعالجة القشرة لما له من تأثير على خلايا الجلد، كما يضاف لبعض الأطعمة لحفظها, فإضافته للزبدة,مثلا, يحفظ لها مذاقها الأصلي لبضعة شهور وحتى في الأجواء الحارة, كما يمنع تعفن الفواكه، ويدخل في صناعة معاجين الأسنان كمادة معقمة, ويحذر المصابين بحساسية للسلسليك من أن الجرعات القليلة كافية بأن تضرر بهم. أما الدكتور الشربينى محمد رشاد -أستاذ باحث بقسم علوم النبات بالمركز القومى للبحوث فيؤكد على أن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن بعض المواد النباتية الطبيعية كحمض السلسليك التى تساعد على تخفيف آلام الإنسان فهى تقوم بنفس الدور فى النبات من تخفيف آلامه ومداواة جروحه، ويشير إلى أن كلمة سلسليك قد اشتقت من الكلمة اللاتينية Salixوالتى تعنى أشجار الصفصاف حيث اكتشف أو استخلص منها أولا، وهو واسع الانتشار فى المملكة النباتية , ويمثل قسما جديدا من أقسام منظمات النمو الحيوية التى تلعب دورا حيويا فى زيادة إنتاجية المحاصيل الاقتصادية بأنواعها المختلفة (خضر – محاصيل حبوب وبقوليات – فاكهه – نباتات الزينه وغيره) فإذا كان الأسبرين يعالج كثير من الأمراض وهو(المشابه المخلق لحمض السالسليك)فإنه مع حمض السلسليك الطبيعى لهما دور فسيولوجى هام فى تحسين نمو وإنتاجية النباتات وزيادة مقاومة الإجهاد.