خبراء: الإنفلات الأمنى والإخوان وراء "الغش الإلكترونى" الطلاب: الأمن إنعدم لا يستطيع حماية مجموعة أوراق أجواء جديدة تشهدها امتحانات الشهادة الثانوية سواء العامة أو الأزهرية وهى مسلسل تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد تطور أمر الغش فى داخل اللجنة إلى تسريب ورقة الامتحان إلى الخارج كاملة، لو يتجنب التسريب أى من المواد التى آداها الطلاب خلال الأيام المضاية، وهو ما يثير التساؤلات: من يقف وراء تسريب الامتحانات؟ هل وصل الانفلات الأمنى إلى داخل اللجان؟ أم أن النظام التعليمى يحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة؟. تم إنهاء امتحان مادة "الميكانيكا" للثانوية الأزهرية، بعد تسريبه، وعلى إثره تم إخلاء اللجان من الطلاب فور التأكد من تسريب الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن يتم تحديد موعد أخر للامتحان، كما تم تسريب أسئلة المادة اللغة الإنجليزية للثانوية العامة وبعده تم نشر إجاباتها أيضا على مواقع التواصل الإجتماعى. ويرى البعض أن السبب الحقيقى وراء انتشار الظاهرة هو غياب دور الدولة فى إحكام الرقابة على الامتحانات، نتيجة عدم الاستقرار الذى تعاني منه مصر فى الوقت الراهن، بينما رأى البعض الأخر أن السبب يكمن فى وجود جماعات منظمة ومخططة لإفشال الدولة المصرية بجميع قطاعتها، بما فيها الطلاب حيث وجد خلال الفترة السابقة كم كبير من الصراعات وأعمال الشغب فى كافة الجامعات المصرية، فأرادت هذه الجماعات أن تخلق جيلا جامعيا فوضويا جديد، فطلاب الثانوي العام أو الأزهرى هم طلاب الجامعات فى المستقبل. قال حسين إبراهيم، القائم بأعمال أمين عام نقابة المعلمين المستقلة، أن تسريب الامتحانات يتم عن طريق الطلاب، بعد تصوير ورقة الامتحان ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعى، مضيفا أنه لايستطيع القول أن هناك قوى منظمة استهدفت عمليات التسريب. وأضاف إبراهيم: "بالفعل تشهد اللجان حالة من الإنفلات الأمنى"، مرجعًا سبب ذلك إلى أن خروج المدرس خارج مدينته ليراقب فى مكان أخرى, وربما محافظة أخرى تجعله ضعيف أمام ضغط أولياء الأمور من جانب والطلاب من جانب أخر. وأشار إلى أن التعليمات لمراقبى اللجان بعدم الوقوف بجانب الطالب لفترة طويلة، بالإضافة لعدم الجلوس جوراهم، يعطى الفرصة للطالب بإخراج هاتفه وتصوير الأسئلة، ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعى، فى الوقت الذى ينتظر فيه أوليا الأمور أمام شاشات الكومبيوتر لوضع إجابة الأسئلة. من جانبها رأت الدكتورة فادية مغيث، الباحثة فى مجال الاجتماع السياسى، أن "الغش الإلكترونى" يدل على وجود تواطؤ، مشيرة إلى أن الإخوان استطاعوا السيطرة على المناصب القيادية والتنفيذية فى كافة القطاعات خلال فترة حكمهم، منوهة على أن التنظيم الذى فكر فى التحرش بهذه الإجرامية ليس ببعيد عنه أن يخطط لهذه العملية. وأضافت فادية مغيث أن الهدف وراء تسريب الإمتحانات هو تشويه صورة مصر أمام العالم الخارجى، لتوصيل رسالة أن المجتمع المصرى منهار أخلاقيا وجزء من هذا الإنهيار هو تسريب الإمتحانات، منادية بضرورة إعادة هيكلة المنظومة التعليمية برمتها بداية من الفراش إلى الوزارة. وعلى صعيد أخر قال مالك جابر، مسؤل تطبيقات وقواعد بيانات الإدارة العامة لأمدادات الشرطة، أنه أصبح من السهل السيطرة على ظاهرة "الغش الإلكترونى"، وذلك من خلال وسيلتين وهما: الأولى وضع شاشات عرض داخل اللجان، وتكون مرتبطة بشبكة داخلي، وتكون هناك غرفة كنترول لوضع الامتحان، ويتم وضع ورقة الاسئلة بعد بدء الوقت الفعلى للامتحان، والوسيلة الأخرى، وضع أجهزة تشويش داخل لجان الامتحانات، لعزل الطالب عن التواصل خارج اللجان. وترصد "المشهد" أراء طلاب الثانوية العامة حول تسريب الامتحانات عبر شبكة الإنترنت. قالت أية عبد الناصر، طالبة بالثانوية العامة، أن عمليات التسريب لم تضر سوى الطالب، حيث يتم إعادة الامتحان مرة أخرى، مشيرة إلى أن الأمن له دور كبير فى هذه الكارثة ، موضحة: أن "الأمن إنعدم من بلدنا فأصبحنا لا نستطيع حماية مجموعة أوراق". أكدت سمية أسامة، طالبة بالثانوية العامة على أن الدولة المصرية أصبحت تعانى من الهرج والمرج فى جميع النواحى بما فيها الثانوية العامة "البعبع" الذى أصبح من السهل القضاء عليه بتسريب الامتحانات عبر شبكة الإنترنت. أضافت مريان ممدوح، أن التعليم وصل إلى مرحلة الإنحدار القصوى، فوسط كل الإجراءات الأمنية التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم قبل بدء الامتحانات ونقل أوراق الأسئلة بالطائرات العسكرية إلا أن ذلك لم يحول دون وقوع جرائم الغش الإلكترونى. أكد خالد منصور طالب بالثانوية العامة أن التسريب إن دل على شىء فهو تفوق العقل المصرى الذى لا تعوقه إجراءات أمنية، أو طائرات عسكرية فقد تم تسريب الامتحانات قبل صعودها الطائرة.