اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء بأحدث تطور في العراق وهواستيلاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مدينة الموصل العراقية أمس. وقالت الصحيفة- في تقرير بعنوان "من العراق إلى سوريا..الجماعات المنشقة تشكل قلقا أكبر من تنظيم القاعدة" نشرته ليوم وأوردته على موقعها الالكتروني - إن الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية أمس الثلاثاء يعكس واقعا مقلقا بالنسبة للولايات المتحدة، فتوسع أنشطة الجماعات المتطرفة المنشقة من تنظيم "القاعدة" من العراق إلى سوريا وماوراءهما، يمثل تهديدا مباشرا لمصالح الأمن القومي الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعات المنشقة تشكل مشكلة أكبر من "القاعدة" ذاتها، حيث أنه يصعب السيطرة عليها. ويرى خبراء أمريكيون أن استيلاء "داعش" على الموصل يبرز فعالية وتزايد قوة المتطرفين..منوهة الى استيلاء مقاتلي التنظيم على كميات كبيرة من أسلحة قوات الأمن عندما اجتاحت قواعدها، بما في ذلك المركبات والأسلحة والذخائر، والتي أغلبها مقدمة من قبل الولاياتالمتحدة. وتعهدت إدارة أوباما بمواصلة الدعم الأمريكي لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أعلن "التعبئة العامة" لقوات الأمن في البلاد وطلب من البرلمان إعلان حالة الطوارئ، لكن تتزايد المخاوف بشأن قدرة العراقيين على وقف مسيرة الإسلاميين، حتى في حالة توافر الدعم الأمريكي من نصائح وأسلحة وتدريبات تدعم بها العراق. وكان مسؤولون أمريكيون قد حذروا مرارا من أن تنظيم "داعش" يريد الاستيلاء على هذه المنطقة، فيما قال مسؤولون إن هناك دلائل على أن المجموعة كانت تدرس مسألة الموصل، على وجه الخصوص، وأن المدينة معرضة لأن يستولي عليها التنظيم. وصرح مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب بأن هذا التنظيم ينظر إلى سورياوالعراق باعتبارهما ساحات لتبادل الموارد والأفراد عبر الحدود، وقد عززت "داعش" تواجدها في البلدين بشكل ملموس. وقال مايكل فيكرز، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات، خلال ظهوره في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا الشهر، إن هذا التنظيم الذي يتكون من بقايا تنظيم "القاعدة" في العراق، حاول إعادة تجميع صفوفه، وبدلأ من أن يقضى عليه تماماً، توجه معظم قادته نحو سوريا بعد أن تدهورت أوضاعهم بشكل كبير في العراق"..مضيفاً أن هؤلاء القادة يرغبون الآن في شن هجمات على نطاق أوسع في المنطقة وخارجها. وأوضحت "واشنطن بوست" أن الخسارة المفاجئة التي وقعت في الموصل - التي تشير ببساطة إلى انهيار قوات الأمن - تثير تساؤلات حول الفائدة من استمرار إرسال الدعم العسكري الأمريكي للمالكي، على الرغم من أن رئيس الوزراء العراقي يحث الولاياتالمتحدة على تقديم المزيد من الأسلحة المتطورة للعراق. وقال تشارلز ليستر، متخصص في شؤون العراق في مركز بروكنجز الدوحة، أن مسلحي "داعش" قد شوهدوا وهو يحملون معدات أمريكية الصنع. وأشارت الصحيفة إلى أن الأميرال جون كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاجون، قد قال أمس، الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة تراقب الوضع في العراق عن كثب، وتبحث وقف مشاركة القوات الأمريكية، ومن ثم يتعين على قوات الأمن والحكومة العراقية التعامل مع هذا الموقف.