" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " .. قالها الرسول صلي الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عاما ، واليوم يأتي العلم ليثبت الفوائد الجمة للقيلولة بعد أن كان يصفها " بفترة الكسالى" فقد أثبتت العديد من الأبحاث الأوروبية علي أن القيلولة تعزز الذاكرة والتركيز ، وتفسح المجال أمام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أكثر ارتياحا.. كما أصدرت الدكتورة "سارة مدينيك" من معهد الدراسات البيولوجية بكاليفورنيا كتابا كاملا بعنوان "أخذ قيلولة صغيرة يغير حياتك" ، وقد عرفت القيلولة عند العرب بأنها استراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم بدليل قول القرآن: " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا" والجنة لا نوم فيها، كما نص عليها الدستور الصيني كأحد حقوق العمال. يقول الدكتور جمال شعبان – رئيس قسم كهرباء القلب بمعهد القلب القومي: أجري فريق من الباحثين في كليتي الطب بجامعة أثينا و كلية الصحة العمومية بجامعة هارفارد،دراسة استمرت لمدة ست سنوات علي حوالي أكثر من 23 ألفا ما ببن متطوع ومتطوعة ، من الذين لا يعانون من أية أمراض قلبية أو سرطانية أو سكتات دماغية، وقد تم تصنيفهم إلي ثلاثة مجموعات: أصحاب الإغفاءة المنتظمة- إغفاءة بين فترة وأخري- لا يحصلون علي أي إغفاءة أثناء النهار،كما تم جمع معلومات أيضا عن عمر المشاركين، وتعليمهم، وممارستهم للتدخين، وأعمالهم، ومستوى ممارستهم التمارين الرياضية، وغذائهم، وكتلة الوزن لديهم، والنسبة بين مقاسي الخصر والحوض، وقد أظهرت النتائج أن فترات القيلولة مهما كانت مدة زمنها، ودرجة تكرارها، كانت ترتبط بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 34 %، حتى مع أخذ عوامل الخطر الأخرى بعين الاعتبار،كما أشارت النتائج إلي أن أصحاب الإغفاءة من فترة لأخرى قللوا من خطر الوفيات القلبية بنسبة 12 % وارتفعت هذه النسبة إلي 37 % بين أفراد أصحاب الإغفاءة المنتظمة وظهرت الحماية أقوى كما يبدو لدى الرجال مقارنة بالنساء، وفيما بين الرجال من العمال، فان أصحاب الإغفاءة من فترة لأخرى تعرضوا لخطر وفاة أقل بنسبة 64 % بسبب أمراض الشرايين التاجية، مقارنة بنظرائهم الذين لا يمارسون الإغفاءة في النهار، أما أصحاب الإغفاءة المنتظمون فان هذه النسبة وصلت إلى 50 %. كما أشارت الدراسة إلى أن الدول التي اعتاد أهلها أخذ القيلولة لديهم نسبة وفيات اقل بالنسبة لأمراض القلب عن الدول غير المعتادة كمناطق إقليم البحر المتوسط مثل مناطق جنوب إيطاليا وجنوب اليونان إضافة إلى بعض بلدان دول أميركا اللاتينية حيث تنخفض لدى هذه الدول معدلات الوفيات بالأمراض القلبية. دراسات أخري ويضيف الدكتور شعبان : بأن هناك دراسات عديدة أخري تناولت موضوع " القيلولة " منها التي قامت بها الدكتورة "سارة مدينيك" من معهد الدراسات البيولوجية بكاليفورنيا ومؤلفة كتاب "أخذ قيلولة صغيرة يغير حياتك" والتي أكدت فيها علي أن القيلولة لها أثر إيجابي على تدفق الدم إلى مناطق في الدماغ مسئولة عن وظائف الحفظ والتركيز، إذ يقل تدفق الدم طوال اليوم لدى الأشخاص ممن لا يأخذون القيلولة بينما يستمر تدفقه لدى الآخرين، وكلما يقل تدفق الدم يكون اليوم مضنيا خصوصا للعاملين بعد أن تنهك أدمغتهم جراء التعب المضني طوال اليوم فلا يقدمون أفضل جهدهم.وتشير في دراستها إلي أن إغفاءة قصيرة لمدة 20-50 دقيقة تكون كافية لتجديد فعالية ونشاط أنسجة الجسم، أما الإغفاءة الكاملة ( 90 دقيقة ) مفيدة لتحسين أداء وظائف البصر والسمع. كما وجدت دراسة قامت بها جامعة ستانفورد الطبية أوائل عام 2006أوضحت أن نتائج الإغفاءات القصيرة تعود بالنفع على تحسين المزاج وزيادة النشاط وتقلل من احتمالات زلات العمل بين الأطباء والممرضات.