وسط إدانات دولية وعربية، وأجواء أشبه ماتكون بالحرب الاهلية، نجح بشار الاسد في تجديد ولايته لسوريا لفترة ثالثة في انتخابات وصفتها المعارضة السورية بالمهزلة التى تتم على حساب الدم السوري. وفي نتيجة متوقعة مسبقا، نجح الاسد في الفوز بالانتخابات الرئاسية، حيث ابرزت المؤشرات الاولية فوز بشار بنسبة 88% من الاصوات. ويرى مراقبون أن فوز الاسد بفترة رئاسية جديدة من شأنه إطالة أمد الصراع في سوريا والقضاء على الحوار السياسي بين النظام والمعارضة. ويقدر مراقبون أهمية فوز الاسد في الانتخابات، كونها ستستخدم كورقة سياسية للاسد وحلفاؤه، فروسيا وايران وقفتا في الاعوام السابقة كالسد المنيع ضد محاولات اسقاطه والتشكيك في شرعيته، فبالتالي فان فوز حليفهما في الانتخابات ضروري لهما، حتسى تستمرا في تقديم الدعم السياسي والعسكري له. في هذا السياق، وصف المعارض السوري بشار عبود الإنتخابات الرئاسية السورية بالمهزلة التي تم ترويجها بناء على دماء السوريين. وأضاف عبود في تصريحات للمشهد "أن هذه ليست إنتخابات وإنما فضيحة إنسانية ليست في حق النظام السوري فحسب وإنما في جبين الانسانية وكل من يدعم هذا النظام المجرم، ومن ثم فإن المعارضة رفضت أن تدخل في هذه اللعبة لأنها لاتعترف بالانتخابات من الأساس، كما أن هناك دولا عربية وغربية رفضت إقتراع السوريين المقيمين على أراضيها في الانتخابات، واعتبرعبود الانتخابات بمثابة تجديد للبيعة وليست انتخابات تعددية كما يدعي النظام، لأن بشار يتعامل مع السوريين كقطيع وليسوا شعب على حد تعبيره. وتساءل عبود، كيف تجرى الإنتخابات ونصف الشعب السوري غير حاضر في هذه الإنتخابات، حيث هناك مايقرب من 6 مليون نازح سوري و4 مليون لاجئ، كما أن أكثر من50 % من البنية التحتية لسوريا مدمرة، أضف إلى ذلك أن أكثر من نصف مساحة سوريا الجغرافية خارج سيطرة النظام ولن تجرى فيها انتخابات. ويرى عبود أن هناك رسالتان يريدهما النظام السوري من هذه الانتخابات، رسالة للخارج بأن هناك إنتخابات تعددية وأنه مازال يمتلك شرعية في الشارع السوري، ورسالة للداخل بأنه مازال الطرف الاقوى الذي يتحكم في المشهد السياسي. وأردف عبود "كنا نتوقع أن النظام سيؤجل هذا الاستحقاق الى حين التوصل الى حل للازمة، ولكن النظام مضى في عنجهيته وتجاهل كل هذا الدم، ومن ثم هذه الانتخابات لن تكون لها أي اثار سياسية أو وطنية، بل بالعكس فالنظام السوري سيزداد استبدادا وديكتاتورية وقمعا، والمعارضة ستزداد اصرارا. وأكد عبود على أن المعارضة السورية كانت تعول على زيارة أحمد الجربا رئيس الاتلاف الوطني للولايات المتحدة لتزويدها بأسلحة تغير موازين القوى على الأرض، ولكن موقف الولاياتالمتحدة مازال غامضا. وشدد عبود أن الدعم يجب أن يكون للمعارضة المعتدلة لا الجماعات الارهابية المتشددة مثل داعش والنصرة والتي يعتبرهما ذراعي النظام السوري الأيمن والأيسر على حد تعبيره. من جانبه، انتقد جون كيري بعنف الانتخابات الرئاسية السورية وقال "هذه الانتخابات ليست انتخابات.هي عبارة عن صفر كبير ولا معنى لها،اذ لا يمكن ان تكون هناك انتخابات عندما يكون هناك ملايين من الشعب غير قادرين على التصويت، ولايملكون القدرة على الاعتراض،ولا يملكون الخيار". و دعا وزير الخارجية الامريكي، حلفاء النظام السوري روسيا وايران وحزب الله اللبناني الى وضع حد للحرب في سوريا. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن الرئيس السوري بشار الأسد يفتقد للشرعية حتى بعد الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات لا علاقة لها بالديموقراطية الحقيقية. وردا على إعلان النظام السوري إعادة انتخاب بشار الأسد رئيسا لسوريا، قال وزير الخارجية وليام هيج "الأسد افتقد الشرعية قبل هذه الانتخابات، ويفتقدها بعد ذلك. هذه الانتخابات لا علاقة لها بالديمقراطية الحقيقية. فقد عقدت في خضم حرب أهلية مع وجود ملايين محرومين من الحصول على المساعدات الإنسانية الأساسية، ومع كل هذه المعارضة التي يقمعها الأسد بوحشية". واضاف هيج: "اجراء انتخابات في مثل هذه الظروف هو مجرد وسيلة لإدامة نظامه الديكتاتوري، وإهانة للسوريين الذين كانوا يدعون للحرية والتغيير السياسي الحقيقي".