قتل 20 شخصا أمس الاثنين في اشتباكات بين ميليشيات مسلحة في مدينة سبها جنوبي ليبيا وقال أحمد عبد القادر العضو بمجلس سبها المحلي إن الاشتباكات بدأت الأحد بين مقاتلين متمردين سابقين من سبها - رابع أكبر المدن الليبية - ومسلحين من قبيلة التبو، بعد مقتل رجل من سبها في نزاع بشأن سيارة. وأضاف أن الميليشيات تبادلت إطلاق النار عند أطراف سبها. وقال طبيب محلي يدعى إبراهيم مصباح إن 20 مقاتلا لقوا حتفهم نتيجة إصابات ناجمة عن أعيرة نارية، وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح. وقال متحدثا بالهاتف: "هذه الأعداد في صفوف مقاتلي سبها فقط. جرحى التبو ينقلون إلى مشفى آخر". وتواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة في فرض سلطتها على ليبيا بعد أشهر من الإطاحة بمعمر القذافي، على رأسها انتشار السلاح بشكل كبير في البلاد. وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي إن القتال تركز حول طريق المطار، وإن مقاتلي التبو سيطروا في إحدى النقاط على مدخل المطار. وأضاف قائلا: "أصبح المطار الآن تحت سيطرتنا لكنه لا يعمل في الوقت الراهن". وقال شاهد إن القتال ألحق أضرارا بذيل إحدى الطائرات على مدرج المطار. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليقات من مقاتلي قبيلة التبو. وجاءت الاشتباكات في وقت يكافح فيه المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لبسط سلطته على أرجاء ليبيا، حيث تتصارع ميليشيات وجماعات قبلية متناحرة على السلطة والموارد في أعقاب سقوط القذافي. وقال عمر الخضراوي نائب وزير الداخلية للتلفزيون الليبي إن الوضع "حساس وبالغ الخطورة"، وإن الوزارة تتابع الوضع فيما يعمل قائد الجيش على إرسال فريق دفاعي إلى سبها. ويواجه المجلس الوطني عراقيل بسبب عدم وجود جيش وطني متماسك، ويجد صعوبة في إقناع الميلشيات التي حاربت القذافي بإلقاء أسلحتها والانضمام إلى القوات المسلحة أو الشرطة. وقتل عشرات الأشخاص الشهر الماضي في اشتباكات استمرت عدة أيام بين قبائل متنافسة في منطقة الكفرة جنوب شرقي ليبيا. واضطرت القوات المسلحة إلى التدخل في نهاية الأمر لوقف القتال، في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها. وتوجد جماعة التبو العرقية أساسا في تشاد لكنها تسكن أيضا أجزاء من جنوب ليبيا. وشارك أعضاء من القبيلة في القتال الذي دار في الكفرة أيضا.