فى ظل إنتظار المرشد السابق لجماعة الإخوان الدكتور محمد بديع للنطق بالحكم عليه فى 26 يونيو المقبل فى قضية أعمال عنف بالمنيا, وذلك بعد قرار المحكمة بإحالة أوراقه إلى مفتى الجمهورية , وقد تم ذلك فى جلسة الأثنين 28 إبريل2014 , جاءت ذكرى وفاة المرشد الثالث للجماعة عمر التلمسانى . يذكر أن التلمسانى ولد فى 4 نوفمبر 1904 بحارة حوش قدم بالغورية وأسمه بالكامل " عمرعبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمسانى " , ويرجع لقب التلمسانى لكونه من أصول ولاية تلمسان الجزائيرية . نشأ عمر فى بيت واسع الثراء , كان جده لأبيه من أصول جزائيرية من ولاية تلمسان . تميز التلمسانى بالزهد للحياة وتفرغه للدعوة ومحاربة التطرف والغلاء , وبالغرم من أن أسرته كانت ثرية إلا أنه لجأ إلى العيش بما قسم الله له من رزق . كما كان التلمسانى لديه القدرة على إستيعاب جميع الأراء والتفاهم معها فأتسم بالوسطية والدليل على ذلك حواره بعض الأوقات مع رموز الحزب الحاكم فى مصر وقتها . عرف عن عمر التلمسانى قوة الذاكرة , وذكاءه الخارق, كما عرف عنه حبه للقراءة . حصل المرشد الثالث لجماعة الأخوان المسلمين على ليسانس الحقوق, وكان مكتبه فى شبين القناطر , وكان هدفه الأول هو الدفاع عن حقوق المظلومين . تزوج التلمسانى فى سن مبكرة , حيث تزوج فى الثامنة عشر من عمره , وظل وافيا لزوجته حتى أن فارقهما الموت , أثمرت هذه الزيجة عن وجود " عابد وعبد الفتاح , بنتين" . رفض عمر التلمسانى التعيين بالنيابة العامة لحبه الشديد فى مهنة المحاماة. جاءعام1933 ليكون فاصل فى حياة التلمسانى بل فى حياة جماعة الأخوان , حيث كان إنضمام عمر التلمسانى للجماعة , وذلك بعد مبايعته لمؤسس الجماعة حسن البنا , حيث قد دعاه أثنان من أعضاء الجماعة لحضور دروس البنا فتأثر به , فكان التلمسانى أول محام ينضم للجماعة. دخل التلمسانى السجن أكثر من مرة , حيث قبض عليه عام 1948 , ثم عام1954 وقد أفرج عنه عام 1971 بعد تولى الرئيس الراحل أنور السادات , كان التلمسانى وقتها نسى الكثير من ملامح البلاد نتيجة لطول الفترة التى قضاها فى المعتقل . أختير عمر التلمسانى مرشدا للجماعة بعد وفاة المستشار الهضيبى عام 1973 . أستطاع التلمسانى أن يفرض الوجود الفعلى لجماعة الأخوان المسلمين فى مصر وعلى الصعيد العربى أيضا , حيث أنه خرج عن فكر البنا وأخذ بسياسة الإنفتاح على المجتمع كله وأبتعد عن فكرة الإنفصال والرأى الواحد فبذلك أصبح للجماعة شأنها فى مصر نتيجة لعد تخاصمها مع الأخرين على أساس الإختلاف فى الرأى أو الرؤى السياسية . أشتهر موقف جمع بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات و المرشد عمر التلمسانى , حين قررالسادات إقامة لقاء فكرى بالإسماعيلية , فتم دعوة التلمسانى لحضوره , فى أثناء كلمة الرئيس وجه السادات إنتقادا للتلمسانى ولجماعة الأخوان ملصقا بهم بعض التهم . رد وقتها التلمسانى على ما قاله السادات قائلا عبارته المشهورة " لو كان أحد غيرك وجه إلى مثل هذه التهم لشكوته إليك, أما أنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها فإني أشكوك إلى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين... أشكوك إلى الله .. لقد آذيتني يا رجل وقد ألزم الفراش أسابيع من وقع ما سمعت منك". سارع السادات بقوله " اسحب شكواك" وكان عمر وقتها قارب الثمانين عاما . توفى التلمسانى 22 مايو 1986 عن عمر يناهز82 عام , وذلك بعد معاناة من المرض . وقد شيع جنازته مايقرب من نصف مليون مواطن , فضلا عن الوفود الأتية من الخارج , وقد شارك فى تشييع الجثمان رئيس الوزراء , شيخ الأزهر , و أيضا شاركت الكنيسة بإرسال وفدا للمشاركة فى تشييع الجثمان. ذهب التلمسانى تاركا الكثير من الكتابات التى تعكس رؤيته ومن أشهرها "شهيد المحراب, يا حكام المسلمين... ألا تخافون الله , الإسلام والحياة ". وبوفاة التلمسانى عاد للفكر الأخوانى فى مصر الذى يعتمد على عدم قبول الرأى الأخر , العناد , و النظرة التكفيرية .