في مثل هذا اليوم 20 مايو من عام 1956، قامت الولاياتالمتحدة بإجراء أول اختبار للقنبلة الهيدروجينية المطورة وقامت بإسقاطها من على متن طائرة فوق جزيرة نامو الصغيرة في بكيني أتول بالمحيط الهادي. وقد أشار نجاح الاختبار إلى أن القنابل الهيدروجينية يمكن أن تكون سلاحًا محمولًا جوًا وأن سباق التسلح قد اتخذ خطوات متقدمة للأمام. قامت الولاياتالمتحدة بتفجير أول قنبلة هيدروجينية عام 1952 في جزر مارشال في الباسفيك أيضًا. ورُغم ذلك، فقد كانت هذه القنبلة والقنابل الأخرى التي تم اختبارها بعد ذلك كبيرة الحجم وغير عملية، وكان يتم تفجيرها من الأرض، أما التطبيق العملي لإسقاط قنبلة على العدو، فقد كان مجرد احتمال نظري حتى نجاح الاختبار في مايو1956 وكانت القنبلة الهيدروجينية التي أُسقطت على بكيني أتول محمولة على متن قاذفة بي 52 وتم إسقاطها من مسافة تزيد على 50000 قدم وانفجرت القنبلة من مسافة 15000 قدم. وتُعد هذه القنبلة أقوى من القنابل التي تم اختبارها من قبل حيث يُقدر وزنها بما يساوي 15 ميجا طن أو أكثر. وقال المراقبون أن كرة النار الى خلفها الانفجار وصل قطرها على الأقل إلى 4 أميال، كما أحدثت ضواءًا أقوى 500 مرة من ضوء الشمس، ونجاح الولاياتالمتحدة في هذه التجربة يعنى أن سباق التسلح النووى يتصاعد بصورة كبيرة، هذا وقد أجرى الروس اختيار القنبلة الهيدروجينية عام 1953 عقب اختيار الولاياتالمتحدة في 1952 بفترة وجيزة. وفي نوفمبر1955، قام الروس بإسقاط قنبلة هيدروجينية من على متن طائرة فوق جزيرة سيبيريا، ورغم أنها كانت أصغر وأقل قوة من القنبلة الهيدروجينية الأمريكية التي أُسقطت على ناموا، إلا أن نجاح السوفيت كان حافزًا لدى الأمريكان للمضي قدمًا في اختبار بكيني منطقة لها. وكان الانفجار الهائل في عام 1956 الذي سببته القنبلة قد أثار قلق العلماء وعلماء البيئة حول تأثير هذه التجارب على حياة البشر والكائنات الحية، وفي خلال الأعوام التالية، بدأت حركة متزايدة في الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى تدعو إلى حظر إجراء التجارب في العراء. ويذكر أن مخترع القنبلة الهيدروجينية هو "ادوارد تيلر" الذى ولد عام 1908 لعائلة يهودية في المجر ودخل كلية الفيزياء وتقدم بالأبحاث التي كانت محل إعجاب للعلماء، كان تيلر إنسانًا مثقفًا بشكل متميز وهذا ما ساعده ولعقود عديدة من المشاركة في القضايا العامة المهمة والمرتبطة بهذه المرحلة، وقد ترك بصمته على جزء كبير من تاريخ عصره وكان قد حصل على الجنسية الأمريكية بعد أن اضطر إلى مغادرة أوروبا مع صعود نجم النازيين وشارك في الجهود المبذولة لوضع تصميمًا اميريكيًا للقنبلة الذرية وبنائها خلال الحرب العالمية الثانية.