أثارت كارثة انفجار منجم سوما بتركيا، والتي تعتبر أحد أسوا الكوارث الصناعية في تركيا، وراح ضحيتها ما يقرب من 282 قتيلا، موجات غضب في تركيا ضد رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان، حيث شهدت المدن التركية وميدان تقسيم باسطنبول والعاصمة أنقرة تظاهرات احتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وحملته المسؤؤلية عن الحادث ،مطالبة الحكومة بتقديم استقالتها. وأعلن اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا الذي يضم 240 ألف موظف على موقعه الالكتروني الاضراب العام، قائلاً إن"هؤلاء الذين يمضون بعمليات الخصخصة وسياسات تهدد أرواح العمال من أجل خفض الكلفة مسؤولون عن مجزرة سوما ويجب أن يحاسبوا". في نفس السياق، اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومة التركية بالتلاعب بحياة البشر وذلك بسبب رفضها الاستجوابات المقدمة حول حوادث العمل. ونقلت وكالة أنباء (جيهان) التركية عن المتخصص بالشئون التركية بالمنظمة آندرو جاردنر قوله إن مأساة منجم سوماالتي وقعت مساء الثلاثاء وأودت بحياة 282 عاملا كان من الممكن تلافيها وعدم وقوعها. وأضافت المنظمة أن رفض الحكومة التركية للاستجوابات المقدمة للتحقق من حوادث العمل في البلاد يعد أمرا صادما ، معتبرا الأمر بأنه تلاعب بحياة البشر ، وطالب الحكومة التركية بسرعة الكشف عن الأسباب التي أدت الي انفجار المنجم وأسفرت عن مقتل المئات من العمال وإطلاع الشعب عليها كامل. وكان ممثلو حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة بتركيا قد انتقدوا موقف حكومة حزب العدالة والتنمية بعد رفضها في الثالث والعشرين من مارس الماضي إدراج مذكرة الحزب المتعلقة بمنجم (سوما) تحديدا على جدول أعمال البرلمان ومناقشته من كافة الجوانب ، متهمين الحكومة بالتقصير وعدم تأسيس نظام للحفاظ على أمان وسلامة العاملين في المناجم. وفي الوقت ذاته، قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان نجا من أزمات عدة، إلا أن كارثة انفجار منجم بمدينة سوما، والتى أودت بحياة أكثر من 270 شخصا وأثارت احتجاجات واسعة، تحمل مخاطر محددة لصورته الشعبية. وأضافت الصحيفة قائلة إنه لو يكن أردوغان قلقا بما يكفى من فضيحة الفساد الكبرى والمعارك المشتعلة ضده على مواقع التواصل الاجتماعى والاحتجاجات العنيدة على سياسته الاستبدادية، فإن حادث المنجم سيسبب مزيدا من المشكلات لقيادته للحكومة. في المقابل، رفض رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان تحمل حكومته لأي مسؤولية في هذه المأساة، مؤكداً أن "حوادث العمل تقع في كل مكان في العالم"، لكنه دعا إلى تحقيق موسع في أسباب الحادث. ووصف صحفي موالي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كارثة انفجار منجم سوما بأنها محاولة انقلاب على الحكومة، مضيفا "أن هناك مجموعات تسعى إلى إحداث فوضى وحرب أهلية للإطاحة بالحكومة". في الوقت نفسه، ازدادت انتقادات اردوجان للمعارضة للدرجة التي وجه حديثه للمعارضة قائلا: من انتم؟ كان اردوجان قد واجه في الفترة الأخيرة موجة من الانتقادات بسبب الطريقة التي تتعامل بها حكومته مع المتظاهرين، بالاضافة الى اتهامه بقضايا فساد. في ظل هذه الاحتجاجات والانتقادات هل تستقيل حكومة اردوجان وتعلن مسؤوليتها السياسية عن الحادث على غرار رئيس الوزراء الكوري الجنوبي الذي استقال بعد حادثة العبارة التي راح ضحيتها اكثر من 300 شخص؟