إنهم "أطفال الشوارع" ... أعدادهم تقدر بالملايين ... هم الذين أحسن أعداء الوطن إستغلال ظروفهم الحياتية فإستأجروهم بجنيهات قليلة كي يقوموا بمهمة "حرق مصر" .. و قد فعلوها لقاء رغيف عيش ياكلونه حتي لا يموتوا من الجوع ... بعد أن لفظهم المجتمع و ألقي بهم في عرض الطريق ... أطفال الشوارع يعيشون حياتهم في المقابر و تحت الكباري و في مقالب تجمع الزبالة و في مواسير الصرف الصحي ... كثيرون منهم بالغون فتياناً و فتيات ... ينامون و يأكلون و يتزاوجون و يتناسلون و بعد ذلك يلقون بمواليدهم في الترع و المصارف و بجوارهم علي تلال القمامة ... و قد أعلنت يوماً قريباً عن مشروع حصر أعداد أطفال الشوارع من كل أنحاء مصر ... و تجميعهم في معسكرات إستعداداً لتأهيلهم و إعدادهم علمياً و ثقافياً و بدنياً ليستفيد المجتمع منهم ... و كأنك كنت تخطو علي مسار محمد علي باشا باني نهضة مصر الحديثة الذي سبق و أن قام بعمل ذات المشروع القومي عندما جمع كل أطفال الشوارع في معسكرات أقامها خصيصاً لهم ... و أمر سليمان باشا الفرنساوي قائد الجيش المصري أن يستقدم لهم أعظم الخبراء في كل الحرف اليدوية ليتولوا تعليمهم و تدريبهم و تأهيلهم ... ليتخرجوا بعد ثلاثة سنوات عمال حرفيين مهرة في مختلف الصناعات اليدوية ... يشاركون في بناء نهضة مصر الحديثة ... فإن لم يكن المشروع مدرج في برنامجك الإنتخابي ... فأدرجه ... هو الأولي بالتنفيذ الفوري ... رحمة بالوطن ...