أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس اليوم السبت، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاما. وأضاف في بيان رسمى: "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع". يذكر أن البابا شنودة من مواليد 3 أغسطس 1923. البابا شنودة من مواليد 1923 ، وهو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو من الكتّاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة. حصل على الليسانس في التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث وعمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الأحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. وكان خادماً في مدارس الأحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. رسامته: رسم راهباً باسم 1954 ، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. عاش لمدة ست سنوات حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميالعن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمّت سيامته كاهنا. وأمضى عشر سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959 . ورُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 1962. انتخب بابا عام 1971 للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ الباباوات في الكنيسة القبطية. في عهده تمّت سيامة أكثر من 100 أسقف ؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، وهو صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا موسى.وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرةوالإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
كان البابا يقيم في قلايته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون نصف الأسبوع والنصف الأخر يقضيه بالمقر البابوي. ويواظب على إلقاء 3 محاضرات أسبوعيا بالقاهرةوالإسكندرية بخلاف اجتماعاته الشهرية مع الخدام والكهنة والجمعيات. علاقته المسكونية: وقع اتفاقيات مشتركة مع الكاثوليك ومع الأرثوذكس ومع الكنيسة الإنجليكانية وغيرها من الكنائس. وصار أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي. هو أول بابا منذ 15 قرناً زار كرسي روما وكرسي القسطنطينية كما انه قام بزيارات إلى بلاد أفريقية لم يزورها أحد الباباوات من قبل مثل زائير والكونجو وغيرها. قام برحلات رعوية لزيارة الكنائس القبطية في أمريكا وأستراليا وأوروبا. أشتهر البابا شنودة الراحل بعلاقته الطيبة بالمسلمين و كان يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 وحتى رمضان الماضي بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الأبرشيات. كما يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة. كان البابا "شنودة"شديد الوطنية والقومية واشتهر برفضه زيارة الأقباط للقدس بعد تحريرها من الاحتلال وسجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وقرر عدم الذهاب مع الرئيس "السادات" في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قراراته بعد الحرب