احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية مساء الاثنين ب"عيد جلوس" البابا شنودة ،بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ،الأربعين على الكرسى الباباوى، فى حضور كبار بطاركة العائلة الأرثوذكسية؛ وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية ورؤساء الطوائف الإنجيلية والأسقفية والكاثوليكية فى مصر والشرق الأوسط, وسط غياب تام للمسئولين. حضر الاحتفال الذى أقيم بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة الأب باولوص الأول ،بطريرك إثيوبيا، والكاثوليكوس آرام الأول ،بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، ومارأغناطيوس زكا الأول عيواص ،بطريرك أنطاكيا للسريان الأرثوذوكس، كما حضره د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق, وتهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية. بينما مارس المسئولون عن تنظيم الاحتفال تطاولهم على الصحفيين، ومنعوهم من الدخول بحجة عدم الحصول على تصاريح، فى حين أن القمص سرجيوس سرجيوس ,وكيل البطريركية، المسئول عن الدعوات، أكدعدم حاجة الصحفيين إليها. شهد الاحتفال حضورًا كثيفًا من الأقباط، بينما غاب التواجد الأمنى المتعارف عليه إبّان احتفالات الكاتدرائية، وتأتى احتفالية عيد جلوس البابا كأول ظهور رسمى للأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس، عقب أزمة تصريحاته المسيئة للقرآن خلال مؤتمر تثبيت العقيدة قبل عامين. وقال الأنبا بيشوى إبان تقديمه الاحتفالية، أنَّ د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, بعث برقية تهنئة للبابا شنودة خلال لقائه الأب باولص بطريرك إثيوبيا بمجلس الوزراء، وقال سأحضر بنفسى لتهنئته بعيد جلوسه فى الوقت المناسب. فيما قابل الأقباط خبر تهنئة شرف باستهجان شديد، وقال بعضهم "يخلى التهنئة لنفسه مش عايزين تهنئة"، ردًا على موقفه من أحداث ماسبيرو. وأضاف بيشوى أنَّ بطاركة الكنائس الأرثوذكسية أصدروا بيانًا مشتركًا، وقع عليه البابا شنودة، أكدوا خلاله على وحدة الكنائس فى الإيمان والعقيدة، لافتين إلى أنَّ ذلك هو سلاحهم فى مواجهة الأزمات. وأضاف البيان، أنَّ العائلة الأرثوذكسية اتّفقت على تبنى مواقف مشتركة فى كافة القضايا، باعتبار ما لديهم من تاريخ طويل وجوانب مشتركة، واعتبر البطاركة اليوبيل الأربعين للبابا مصدر فرحة بابوية دافعة إلى التعاون المشترك فى الفترة المقبلة. ورحَّب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, الذى تولى مهام منصبه فى 14 نوفمبر عام 1971, ببطاركة الكنائس الأرثوذكسية، والوفود المصاحبة لهم، وقال: "أشكر الذين رددوا الترانيم، وأشكركم جميعًا، وأول ما نقوله فى صلاة الشكر، إننا نشكر الله على ستره وإعانته". وقال خلال كلمته فى الاحتفالية المقامة من أجله: "علينا أن نبنى بلدنا بالحب، ونحن بطبيعتنا نحب جميع الناس، ونعلمهم أن يحبوا بعضهم بعضًا، لأن القلب الذى به حب لا يمكن أن توجد فيه كراهية". وأضاف: "الحب المصرى له طابع خاص، ليس موجودًا فى أى بلد آخر, ومن الطباع الخاصة به: الزغاريد", وداعب البابا الأقباط قائلاً: "منين ما أسافر أى بلد، ويقابلونى بالزغاريد، أعرف على طول إنهم مصريون"، وأردف قائلاً: "الزغاريد لحن كنسى". وأكد البابا أن بعض الناس ينسبون بالخطأ أعمالهم إلى أنفسهم، لكن فى الحقيقة أن الله يفعل كل شىء، ولولا يده ما استطعنا أن نفعل شيئا, وقال: "حينما استلمت الكنيسة كمسئول، كان فى كندا كنيستان، وفى أمريكا أيضا، أما الآن فلدينا فى استراليا وحدها أكثر من 60كنيسة، ولدينا أساقفة فى فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وربنا فقط هو من بناهم"، واستطرد قائلاً: "أهم من أعمال البناء فى مصر والمهجر، نشكر ربنا على بناء المحبة". فيما تناوب بطاركة العائلة الأرثوذكسية، فى تقديم التهنئة للبابا شنودة، وقال البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك أنطاكيا وسائر بلاد المشرق، للسريان الأرثوذكس: "يطيب لى أن أقلد البابا شنودة وسام "الصليب الأكبر"، أرفع أوسمة الكنيسة السريانية، كعربون محبة ووفاء". وأضاف: "نشكر الله أن منحنا فرصة مشاركتكم فرحتكم العارمة بعيد جلوس البابا"، مؤكدًا على أن البابا شنودة هو: "عميد رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية". وقال د. يحيى الجمل ،نائب رئيس الوزراء السابق، فى كلمته :"سيدى وحبيبى ومعلمى، باسم كافة المؤمنين بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر، أقدم لك التهنئة بمناسبة عيد جلوسك". وقالت تهانى الجبالى ،نائب رئيس المحكمة الدستورية: "ل"البابا" أعاهدك على الحفاظ على قيمة العدل، والمواطنة، وحق كل مصرى أن يحيا بكرامة، ونتوسل إليك للصلاة من أجل مصر لكى يسودها العدل والحرية". وفى كلمتها قالت جورجيت قللينى ،عضو مجلس الشعب السابق، أخافتنى صرخة البابا عقب أحداث القديسين حينما قال: "غضب ربنا صعب"، واستطردت قائلة: "البابا أكبر الغزاة فى العالم, لكنه غزو بالحب وليس بالسلاح"، لافتة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية غزت العالم فى عصره. على الصعيد ذاته, غادر البابا شنودة القاهرة إلى أمريكا اليوم الأربعاء لإجراء فحوصات طبية بمركز "كليفلاند كلينك" الطبى, وقال البابا - فى تصريح قبل توجهه إلى نيويورك: "إننى أدعو الله أن يحفظ مصر فى هذه المرحلة الصعبة ويساعدها على تجاوزها وأن تمر الانتخابات البرلمانية بسلام, وأن تتمكن الشرطة من تحقيق الأمن فى كل مصر وأن تنتصر مصر على كل الصعوبات والمشاكل التى تواجهها خاصة البطالة وأن يسكن السلام والهدوء فيها", رافقه فى الرحلة التى لم يحدد مدتها وفد ضم الأساقفة أعضاء مكتبه الأنبا بطرس والأنبا يوأنس والأنبا آرميا وطبيبه الخاص ماهر أسعد. يُذكر أن الفحوصات التى ستجرى للبابا ستشمل القلب والكليتين، بسبب وجود قصور فى الوظائف منذ سنوات، إلى جانب الساق التى أجريت له جراحة فيها إثر حادث انزلاق عام 2008.