نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إستعادة سيطرته على مدينة حمص بعد انسحاب مقاتلي المعارضة السورية، وفقا لاتفاق تم إبرامه يين الطرفين. ويعتبر الاتفاق بين القوات الحكومية والمعارضة السورية هو الأبرز منذ انطلاق الثورة السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات، نظرا لأنه يتعلق بواحدة من اكبر المدن السورية والتي تعتبر عاصمة الثورة السورية، كما أن الاتفاق تم برعاية الاممالمتحدة.بالاضافة الي الاهمية الاستراتيجية التي تمثلها مدينة حمص، فالسيطرة عليها تعني التحكم في الممر الذي يربط بين العاصمة دمشق والمدن الساحلية المطلة علي البحر الممتوسط، ومن ثم فإن الانسحاب من حمص بمثابة ضربة قاسية للثورة السورية. في السياق، قال المعارض السوري بشار عبود في تصريحات خاصة ل"المشهد" إنه على المستوى السياسي، الانسحاب من حمص يعني انتكاسة للثورة السورية وللمعارضة وإنتصار للنظام السوري، وعلي المستوى الانساني كان لابد من خروج المقاتلين من المدينة وإنهاء الحصار للتخفيف معاناة سكان المدينة المحاصرة منذ ما يقرب من عامين. أضاف عبود: "كل ما نخشاه هو تجميع المعارضة في الريف الشمالي لحمص والتخلص منهم، لأن هذا النظام لا عهد له ولا ميثاق". واعتبر عبود خسارة حمص لا تعني خسارة الثورة وإنما خسارة جولة، وأن المعارضة لن تتوقف عن هدفها الأساسي وهو إسقاط النظام. أردف عبود قائلا: "نعول على زيارة وفد الإتلاف الوطني السوري لواشنطن من أجل الحصول على الدعم والسلاح الفعال لتغيير موازين القوى على الارض والحد من قصف النظام علي المدنيين". قال عبود: "الحل ليس في أيدي السوريين لا النظام ولا المعارضة، لأن سوريا ملعب للصراعات الدولية، فالنظام يأتمر بأمر روسيا وايران، والمعارضة تعتمد على الدعم الذي تحصل عليه من الولاياتالمتحدة". طالب عبود بتسليح المعارضة الوطنية المعتدلة التي تنتمي الى سوريا وترفع العلم السوري، وحذر من الجماعات المنتطرفة مثل تنظيم داعش، وتنظيم القاعدة ، وجبهة النصرة، لأن هذه الجماعات تمثل عبئا على الثورة وعلى المعارضة، والسوريون لا يريدون استبدال نظام الأسد بهذه الجماعات المتطرفة. كان رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، أحمد الجربا طلب، من واشنطن تزويد مسلحي المعارضة ب”أسلحة فعالة” تمكنهم من تغيير ميزان القوى على الأرض، بحسب تعبيره. قال الجربا إن قوات المعارضة تحتاج إلى أسلحة فعالة لمواجهة هجمات الجيش السوري التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض، وشدد على أن هذا الأمر سيسهل إيجاد حل سياسي. على الجانب الاخر، أكد الرئيس السوري بشار الأسد حرص بلاده على دعم مسيرة المصالحة الوطنية في جميع المناطق السورية انطلاقا من حرصها على وقف نزيف الدماء. أضاف الأسد أن حل الأزمة الحالية لا يمكن أن يأتي عبر أطراف خارجية، وإنما هو نتاج جهود السوريين وحدهم، فهم الأقدر على إيجاد حلول لمشكلاتهم، معربا عن تقديره للمساعي البناءة التي يبذلها الوجهاء في ذلك الصدد، على الرغم ما يواجهونه من صعوبات. من جانبها، رحبت روسيا بالاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في مدينة حمص، بشأن مغادرة المسلحين في المدينة المحاصرة من قبل القوات النظامية. يذكر ان القتال بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة بدأمنذ إنطلاق الثورة السورية لإسقاط نظام بشار الاسد في مارس 2011.