بمناسبة ما يحدث الآن في مصر من تفجيرات واستهداف للمجندين الغلابة الذين لايزيد دورهم عن تسيير المرور فى شوارع مصر المزدحمة... نتوجه به إلى كل الناشطين السياسيين والمجاهدين الأشاوس الذين يفجرون القنابل في شعب مصر بدون تمييز بحجة ضرب رجال الشرطة الذين هم جزء أيضا من شعب مصر .. وإلى كل النخبة السياسية التى صدعتنا ومازالت بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان .. وإلى الإعلاميين والحقوقيين الذين يرفضون حكم العسكر ويرفعون شعارات كاذبة وخائنة لمصر ولشعب مصر .. سؤالي إلى أشاوس حماس والقاعدة وأنصار بيت المقدس والمجاهدين ليل نهار بقنابل يتم زرعها وسط الأبرياء بحجة الجهاد في سبيل الله والله منهم برئ ورسوله والمؤمنون .. سؤالي إلى قادة جماعة الإخوان وشبابها وعناصرها التى تحولت إلى التطرف والعنف بشكل منفر جعل أكثر وأشد المتعاطفين معهم يتحول عنهم ويرفضهم رفضا باتا وقاطعا سؤال بسيط وساذج للغاية .. وهو .. هل تذكرون إسرائيل ؟؟ هل تذكرون أنه في يوم من الأيام كان هناك عدو تاريخي اسمه إسرائيل كنا ننام ونصحو على كراهيته والحلم بيوم سقوطه والقضاء عليه .. هل تذكرون إسرائيل التى كانت ومازالت تقتل الأطفال في فلسطين ( سابقا ) حتى أصبح مشهد الدم من المشاهد المعتادة يوميا في فلسطين .. هل تذكرون إسرائيل التى اغتصبت الأرض العربية واغتصبت الإرادة العربية .. وقتلت النساء والأطفال والشيوخ .. هل تذكرون المجازر الصهيوينة التى وقعت على أرض فلسطين طوال ستة عقود مضت لم تهنأ فيها الأمة العربية والإسلامية بوقت للراحة .. هل تذكرون حروبا دامية وقعت مع الكيان الصهيوني على مدار عقود طويلة حاربت فيها مصر وعاشت أجواء الهزيمة والانكسار والنكسة ثم النصر وعودة الكرامة في حرب اكتوبر إنها إسرائيل التى كانت تجد المقاومة المسلحة في فلسطين على أيدي الفدائيين الذين كنا نسمع عن بطولاتهم في قتل اليهود على أرض فلسطين والذين كنا نغنى لهم مع فيروز أغاني العودة والنصر والحلم أين هي إسرائيل الآن .. هل تسمعون لها صوتا فيما يحدث في دول الربيع العربي .. هل تظهر أسرائيل في الصورة من قريب أو من بعيد ؟ هل يخرج علينا أحد الخبراء الصهاينة ليتحدث عما يحدث في مصر أو في العراق او في ليبيا أو في سوريا ؟ هل تجدون لإسرائيل أي وجود على الساحة الآن .. بالطبع هي موجودة وتتحرك وتتآمر وتخطط لتدمير العرب ولكنها الآن مشغولة بأمر أهم وأخطر .. هل تعرفون ما هو الأمر الأهم في جدول أعمال إسرائيل الآن ؟ هو أن تشاهد مذابح يرتكبها العرب أنفسهم ضد أنفسهم .. يقتلون أنفسهم بأنفسهم .. يجاهدون ضد أنفسهم .. وبغباء شديد يفعلون كل ما كان على إسرائيل أن تفعله في العرب والمسلمين والمسيحيين في مصر والدول العربية لتحافظ على وجودها .. إنها الآن تمارس عملية المشاهدة بمتعة شديدة لأنها تحقق أهدافها بأيدي الأغبياء منا الذين يدمرون الدول العربية وعلى رأسها مصر بالطبع دون أن تحرك إسرائيل ساكنا أو تخسر جنديا احدا أو تدفع دولارا واحدا الغباء الآن هو ما يحكمنا ويحركنا .. فنحن الآن أصبحنا أداة إسرائيل لتنفيذ أهدافها وأغراضها الدنيئة للسيطرة على الوطن العربي وإعادة تقسيمه في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تكون فيه إسرائيل هي المسيطر والمتحكم والدولة الأقوى في المنطقة ويصبح الكل تابعا لها بما فيهم مصر الرائدة والقائدة التى يريد لها البعض أن تنكسر وتركع ويساعد على ذلك عملاء وخونة من الداخل أو أغبياء لايفقهون ولايعون ما يحاك لهم من مؤامرات سيكونون هم أول ضحاياها هل يعتقد شباب الإخوان أن قتل جندي يقف في الشارع لينظم المرور فقط ولا يفكر إلا في إنهاء فترة تجنيده ..هل قتل هذا الجندي هو الجهاد في سبيل الله ؟ هل قتله سيحرر القدس ؟ هل تعتقد جماعة أنصار بيت المقدس أن تحرير القدس سيكون بقتل المجندين في إشارات المرور .. أم سيكون بقتل المصريين في الشوارع بالتفجيرات العشوائية التى لاتميز بين كبير وصغير أو مدني وعسكري هل ترى أنصار بيت المقدس أن بيت المقدس تغير اتجاهه فأصبح ناحية القاهرة بدلا من إسرائيل ..وأن الجهاد في القاهرة هو الطريق إلى بيت المقدس .. وأن قتل المسلمين هو القربان الذي يجب علينا تقديمه لتحرير القدس انظروا إلى إسرائيل الآن ترونها في أسعد حالاتها ..فنحن نقتل أنفسنا الآن بالوكالة وبالنيابة عن اليهود .. وندمر كل الدول التي كان من الطبيعي أنها هي التي تشكل التهديد المباشر لإسرائيل .. ونسعى جاهدين لتفكيك وإضعاف الجيوش القوية التى تستطيع أن تقف أمام أطماع اليهود للسيطرة على الشرق الأوسط بالكامل .. إسرائيل تتابع وتشاهد وهي تضحك من غبائنا ونحن نقوم بدورها نيابة عنها فنقتل بعضنا البعض ونخرب بيوتنا بأيدينا ونوفر لهم كل دولار يمكن أن ينفقوه في حربهم ضدنا فهل بعد كل هذا مازلنا نذكر إسرائيل كعدو تاريخي أم أننا حولنا عداوتنا نحو أنفسنا ونسينا العدو الأكبر لمصر والعرب .. فيا عرب ويا مسلمون ... هل تذكرون إسرائيل الآن ؟ أم ان جهادكم ضد إخوانكم أنساكم عدوكم الأكبر.. يبدو اننا فعلا نسينا ولكن إسرائيل لم تنس .. وستجدونها يوما فوق رؤوسكم وساعتها لن ينفع الندم .. ولا الغباء