كثير من فصائل المقاومة نسيت مهمتها الأصلية، والوحيدة، وأخذت توجه نيرانها إلى الأصدقاء الذين وقفوا معها، ولسنوات طويلة.. فهل هذا هو جزاء سنمار؟! أقول ذلك بمناسبة أفعال واحد من هذه الفصائل هو «أنصار بيت المقدس» هذه المنظمة التى تتمسح بهذه المدينة الفاضلة بما فيها من أماكن مقدسة مثل المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، جعلتها فى مقدمة المدن الإسلامية المقدسة التى تعرضت للاعتداءات، ومنذ مئات السنين. ويكفى أن نقول ان هذه المدينة «بيت المقدس» لم يدافع عنها أى شعب كما دافع عنها شعب مصر.. ولم يضح وطن من أجلها كما ضحت مصر.. وعودوا إلى تاريخ كل الحروب الصليبية، مع كل تاريخ صلاح الدين الأيوبى وكل إخوته وأبنائه وأحفاده.. بل وأيضاً كل مصر المملوكية من السلطان بيبرس الى آخر ملوك وسلاطين المماليك البحرية، ثم المماليك البرجية.. الى أن نظفت مصر أرض فلسطين، ومدينة القدس «بيت المقدس» من الذين دنسوا أرضها.. فهل هذا هو رد الجميل، يقدمه اليوم أنصار بيت المقدس.. أم هو الغل والحقد. حقاًلماذا تقف هذه المنظمة ضدمصر وشعب مصر، وتتولى تدريب الخارجين على النظام والقانون المصرى.. بهدف تقويض الوطن المصرى.. ولماذا توجه هذه المنظمة أعمالها ضد مصر.. وتنسى الذين احتلوا كل فلسطين.. وجعلوا بيت المقدس عاصمة لهم. فهل نحن الذين نحتل فلسطين ونمتهن المقدسات فى بيت المقدس. هل نحن الذين نواصل بناء المستوطنات فوق أرضهم لتهويدها.. وهل نحن الذين نقتلع أشجار زيتونهم.. ونحرق بيارات موالحهم.. أو نقتل شبابهم، ونيتم أطفالهم، ونعتقل مناضليهم.. وهل نحن الذين نعزل قراهم بالأسوار الأسمنتية.. أم نحن الذين اغتصبنا «أقصاهم» وندنس قبة الصخرة.. أم نحن الذين نشتت عائلاتهم فى كل بقاع الأرض من أستراليا إلى أمريكا الجنوبية. أسئلة تبحث عن إجابات.. بعد أن رأينا كل هذا الحقد على مصر وعلى كل المصريين.. ولهذا يهاجمون جنودنا.. ونسوا أن هؤلاء الجنود هم الذين دافعوا عنهم، من عام 1948.. وكان دفاعنا عنهم من أسباب عدوانهم الثلاثى علينا عام 1956، وكذلك كانت حرب 1967.. لماذا يوجهون كل حقدهم ضد هذا الجيش وهذا الشعب، الذى قدم أكثر من 100 ألف شهيد دفاعاً عنهم وعن أرضهم.. فيكون جزاؤنا أن يقتلوا جنودنا.. ويستنزفوا ثروتنا على شكل مساعدات مرات عديدة... أو على شكل سرقة مثل تلك التى حدثت مرات تحت سمع وبصر سلطة الإخوان خلال حكمهم لنا ثم استمرت هذه السرقات من خلال الأنفاق والتهريب من سيناء، إلى داخل قطاع غزة.. من غاز الى كهرباء الى أدوية ووقود وطعام. هل نسيتم كل ما قدمته مصر لكم.. أم هو أسلوب التجار الذين يسعون الى المال، من تبرعات الذين يعطفون على الشعب الفلسطينى.. أو الذين يستغلون «القضية» لتكوين الثروات.. واسألوا عن الحسابات السرية لأباطرة «النضال» الفلسطينى.. أم يكفى أن نكشف لكم أن كثيراً من عمليات التصفية الجسدية للعديد من زملاء هذا النضال وهل نتحدث عن الاتصالات بينكم وبين إسرائيل، ومن كان سبباً فى اغتيال الكثير من رموز النضال الفلسطينى، وكله بالثمن!! أم أنكم تبيعون سلاحكم ورجالكم لتسرقوا أرضنا فى سيناء لتقيموا عليها إمارتكم.. بعد أن بعتم أو تنازلتم عن أرضكم وعن القدس الذى تنتسبون إليه اسماً ليس أكثر. لقد ضل كل هؤلاء الطريق نحو النضال الحقيقى.. نحو عدوكم الحقيقى إسرائيل.. فنسيتم قضيتكم الأصلية.. ووجهتم أسلحتكم نحو مصر التى قدمت.. وقدمت.. وقدمت. كم كنا نتمنى أن تحسنوا استخدام الأموال والخدمات التى قدمتها لكم مصر، وأشقاؤها العرب، لقضية فلسطين ودعم صمود أبناء المدينة المقدسة «القدس».. إذا كنتم قد نسيتم.. فنحن لن ننسى، وإذا كنتم قد بعتم قضيتكم فنحن لن نبيع، لا قضية مصر.. أو حتى قضية فلسطين، أو قضية بيت المقدس.. ونقول نفس الكلام لكل مناضلى حماس، أقصد تجار حماس. وياليتكم تحبون فلسطين، وبيت المقدس، كما أحب كل المصريين قضية فلسطين.. وكما دافعوا عن بيت المقدس.