أعلن السفير البريطاني لدى أفغانستان وليم باتي أن لندن وواشنطن اعتقدتا خطأً بأنهما كسبتا الحرب ضد طالبان، وسمحتا للحركة بتجميع صفوفها بعد سقوط نظامها بسبب إضاعتهما فرصة تدريب وتجهيز قوات الأمن الوطنية الأفغانية لملء الفراغ في السلطة. وقال باتي (58 عاما)، والذي سيتقاعد عن العمل في السلك الدبلوماسي بعد أسبوعين، في مقابلة مع صحيفة "صندي تلغراف" اليوم، الأحد، "كان تركيزنا محصوراً بالعراق، واعتقدنا أننا كسبنا الحرب في أفغانستان وأن طالبان هربت وحوّلنا تركيزنا بشكل سريع إلى العراق". وأقرّ بأن وجود قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان "أصبح عائقاً أمام استقرار البلد لأن الأفغان لم يكونوا مرتاحين لوجود الأجانب في بلادهم وكان من الصعب إقناعهم بأن (إيساف) ليست قوة احتلال وموجودة في أفغانستان بتفويض من الأممالمتحدة". وأضاف السفير البريطاني في كابول أن أفغانستان "ستكون في حالة من الفوضى لسنوات عديدة مقبلة غير أنها ستكون فوضى من أجل التحسين لأنه لن تكون هناك نهاية للمطاف بعد انسحابنا المقرر من هناك (بنهاية العام 2014).. ومن المهم أن تستمر في انجاز التقدم المطلوب في مجال تعزيز المؤسسات الديمقراطية وإقامة انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الإنسان". وأعرب باتي عن اعتقاده بضرورة "أن تلعب حركة طالبان دوراً في مستقبل أفغانستان إذا كانت هناك نوايا لمنح السلام أي فرصة". وقال: "هدفنا هو إعادة دمج طالبان في المجتمع الأفغاني الجديد وعملية المصالحة، ولم تعترض أي جهة على تحويل الحركة إلى حزب سياسي أو مشاركتها في الحياة السياسية أو شغل مناصب حكومية أو على مستوى الأقاليم". وتنشر بريطانيا نحو 9500 جندي في أفغانستان معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 404 جنود منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.