بات المشروع الأمريكي لتركيع الشعوب الإسلامية في مهب الريح، وذلك بعد نجاح المقاومة في العراق وأفغانستان في إعطاء قوات الاحتلال في البلدين درسا قاسيا وتحميله خسائر فادحة في الجنود والمعدات، الأمر الذي جعل كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية والبريطانية في الاعتراف ببسالة المقاومة، بل بلغ الأمر حد تجهيز واشنطنولندن نفسيهما لانسحاب متوقع قريبا. ففي أفغانستان، اعترف وزير الدفاع البريطاني ديس براون بأن المقاومة التي يبديها عناصر حركة طالبان في جنوبأفغانستان كانت "أقوى من المتوقع". وقال في خطاب ألقاه في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: إن "قدرة عناصر طالبان على الصمود أمام الخسائر الفادحة التي تكبدوها كانت مفاجأة حقيقية، مما يستدعي بذل جهود إضافية أكثر مما توقعنا".
تأتي هذه التصريحات بعد وقوع ثلاث هجمات وتفجيرات في أنحاء أفغانستان أمس أوقعت 22 قتيلا بينهم أربعة جنود كنديين من قوة الاحتلال الأجنبية في أفغانستان (إيساف). كما تأتي بعد يومين على عملية ميدوزا في الجنوب التي سمحت بحسب إيساف بطرد مقاتلي طالبان من أحد معاقلهم في منطقة بنجاوي باشمول في ولاية قندهار.
وفي هذا السياق واصلت القوات الأفغانية وإيساف عملياتها العسكرية ضد قوات طالبان. وزعمت القوات الأفغانية إنها قتلت 11 من مجاهدي طالبان في اشتباكين الليلة الماضية في ولاية هلمند الجنوبية حيث يتمركز آلاف الجنود البريطانيين.
من ناحية ثانية قالت الشرطة الأفغانية إنها اعتقلت أربعة أشخاص على صلة بالقاعدة وضبطت أكثر من عشر قنابل كانت ستستخدم ضد قوات حكومية وأجنبية في كابول.
وفي حادث منفصل أعلنت حركة طالبان إنها قتلت تركياً كان قد خطف الشهر الماضي بعدما تجاهلت شركة البناء التركية التي كان يعمل لصالحها مهلة لمغادرة أفغانستان، وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان إن الحركة أعدمت الرهينة بالرصاص.
وكانت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية قد أقرت بالصعوبات التي تواجهها قوات الاحتلال في حربها مع طالبان جنوبأفغانستان محذرة من التخلي عن "المهمة" في أفغانستان. وقالت رايس خلال مؤتمر صحفي عقدته مع وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي في إطار المساعي التي تبذلها الولاياتالمتحدة وحلف الناتو لإرسال تعزيزات إضافية الى أفغانستان أكدت على ضرورة الاستمرار في هذه الحرب ومساندة "القوات المسلحة الافغانية". وقالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في وقت سابق إن أفغانستان قد " تعود لتهديد أمننا" إذا ما تخلى عنها الغرب. وأضافت أن الموقع الاستراتيجي لهذا البلد يجعله معرضا لأن يصبح وجهة للجماعات المسلحة.