الاسترسال مع الوساوس مزلة أقدام

السؤال:
سألني أخي أن أحضر له البريد من الصندوق، وتأتيه مجلات كثيرة في مجاله - الحاسب الآلي والشبكات والتجارة -. وجدت إحدى هذه المجلات توجد فيها بعض الصور لنساء غير متحجبات، فأنكرت ذلك في نفسي، وقلت لن أعينه على هذا الشر، فأردت أن أرمي تلك المجلة دون علمه، وأنا أعلم أن تلك الصور حرام، ولا يجوز مشاهدتها، لكني قلت لعله إن كان يأمن الفتنة، وقصده - أي أخي - ليس مشاهدة الصور، بل للتعلم، فلعله لا بأس إن أعطيه تلك المجلة، وإن كان فيها بعض الصور؛ لأنه يغلب على ظني أن أخي لا يهتم بتلك الصور، لكن مع كل ذلك قررت ترك المجلة في الصندوق، وبعد مدة أعدت التفكير في الأمر، وقلت لنفسي كيف أستبيح ذلك الأمر؟ حتى وإن كان قصده سليما، فأشعر أني استحللت ذلك الأمر بمجرد مرور مثل تلك الأفكار، واطمئنان نفسي لها، ولو لمدة قصيرة، ومعلوم أن استحلال الحرام كفر، والعياذ بالله. ما رأيكم؟ بارك الله فيكم.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في ذلك استحلال للحرام، ولكنك تعاني من مرض الوسوسة، وكنا قد قلنا لك في فتوى سابقة برقم: 197229. (تبين لنا من مضمون هذا السؤال، ومن أسئلة غيره سابقة لك أيها السائل، أنك مصاب بالوسوسة خصوصا فيما يتعلق بهواجس الكفر، وكما نبهناك سابقا عليك أن تعرض عن جملة هذه الوساوس، فذلك العلاج الناجع، والخلاص التام).
وليس لنا من شيء نزيده في هذه الفتوى سوى الدعاء بأن الله يشفيك مما أنت فيه من العذاب والمشقة والضيق الذي جلبته لنفسك باسترسالك مع وساوس الشيطان، وسوى تكرار نصيحتنا لك بالإعراض عن هذه الوساوس، فهي خير دواء لهذه الوساوس بعد الاستعانة بالله والالتجاء إليه والتوكل عليه.
وأما ما سألت عنه من حكم اقتناء المجلات النافعة المشتملة على صور للنساء المتبرجات ففيه تفصيل راجعه في الفتوى رقم: 56867.
والله أعلم.
مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى