السؤال: لقد قرأت في الفتوى رقم: 2351 عن جواز الإنشاد ما لم يجعل منه عادة. أنا أنشد مع جماعة من أصدقائي، وشيخ جامعنا في العيدين، وفي المناسبات الأخرى الجائزة كأفراح أصدقائنا، وكل الأناشيد تحتوي على معاني جيدة، سنية، لا يوجد فيها حرام، ولا موسيقى والحمد لله. ما أود أن أسأله هو أن الأصل في الأناشيد ولو جماعة الجواز كما أوضحتم، وأن هذا من سنة الصحابة، فأحيانا ما يحدث في الأناشيد أن أحد المنشدين يأخذ راحة للتنفس، وبقية المنشدين يستمرون، فيقطع بتنفسه بعض الكلمات. أو أحيانا يغير المنشدون النشيد، وأحد المنشدين لا ينتبه لذلك، فتفوته أول كلمة أو كلمتين، ويستمر مع الجماعة بنية تكملة الجملة في النشيد. أود أن أسأل عن حكم التقطيع في الأناشيد من غير قصد للمعنى الذي ينتج عن ذلك. على سبيل المثال في نشيد "لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، لبيك" تفوت زيد أول أربع كلمات ويبدأ ب "شريك لك لبيك" وهو معنى قبيح جدا، ولكن قاله زيد بنية تكملة الجملة، وكذلك نشيد "لا إله إلا الله" - كثيرا ما يفوت بعض المنشدين أول كلمة "لا" فيقولون "إله إلا الله" وهذا معنى قبيح كذلك. فهل هذا كفر والعياذ بالله لقولهم هذا القول بالاختيار، أم هل هو حرام فقط بسبب التلاعب، أم هل هو جائز لأنه على الرغم أن المنشد قالها اختيارا إلا أن نيته هي تكملة بيت النشيد، فحكمه كمن يقرأ كلمات الكفار المذكورة في القرآن؟ مثل هذا التقطيع منتشر جدا عند المنشدين، فأشك أنهم يكفرون بذلك، ولكن قلت الأفضل هو توجيه السؤال إليكم. جزاكم الله خيرا. الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقد ظهر لنا من الأسئلة السابقة للأخ السائل أن عنده نوعا من التكلف، والتعمق في مسائل الكفر والردة! ومن هذه حاله ينبغي أن يتحفظ من مثل هذا الحكم الشديد، وأن لا يسترسل فيه مع أفكاره. وأما هذا السؤال، فجوابه أن ما ذكر في السؤال لا يستدعي الحكم بالكفر على هذا المنشد، بل لا يبعد أن ينتفي عنه الإثم؛ لأنه قال ما قال على قصد البناء على كلام أصحابه موافقةً لهم. فهو وإن أساء الابتداء في رفع صوته، إلا أنه قصد تمام المعنى الذي يفهم من صوت أصحابه مجتمعين. وهذا أولى بالعذر ممن جال في نفسه كلام، فبدر منه الجهر به، فبدأ الجهر بما يقبح به البدء، ولا يستقيم به المعنى إلا باعتبار ما أسره في نفسه قبل الجهر، فهو لم يقصد ابتداء المعنى بما جهر، وإنما كان يبني على ما في نفسه من كلام. وعلى أية حال فالخطأ في الكلام في مثل هذا الموطن يمنع من الحكم بمقتضاه لانتفاء القصد، كما في حديث التائب الذي أخطأ من شدة الفرح فقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك". وراجع الفتويين: 129105، 154823. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى