قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن العقوبات الغربية التي فرضت على بلاده نتيجة تدخلها في أوكرانيا سببت بعض الارتباك لكنها لم تحدث أثرا بالغا. وأدلى لافروف بهذا التصريح قبل ساعات من محادثات يجريها يوم الأحد مع نظيره الأمريكي جون كيري لبحث سبل إنهاء المواجهة بين الشرق والغرب. ويجتمع كيري ولافروف في باريس في الساعة 1630 بتوقيت جرينتش لمحاولة وضع تفاصيل اتفاق إطار لخفض حدة التوتر بشأن ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية. وسيسعى الرجلان لتطوير مقترح تصوره كيري ولافروف في اجتماعات سابقة بينما يدرس زعماء غربيون فرض عقوبات أوسع على روسيا تستهدف قطاعات حيوية من اقتصادها مثل النفط والغاز. ومن الأفكار المطروحة نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا وسحب القوات الروسية من القرم والمنطقة الحدودية حول أوكرانيا وبدء محادثات مباشرة بين موسكو وحكومة كييف. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية "اليوم نتوقع أن يواصل وزير الخارجية كيري ووزير الخارجية لافروف المناقشة التي يجريانها من أجل التوصل الى سبل ملموسة لوقف تصعيد الصراع." وقالت متحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الاتحاد يؤيد بشدة "حوارا هادفا" بين أوكرانياوروسيا. وأضافت أن "المسؤولين الروس ذكروا مرارا أن موسكو ليست لديها نوايا خارج القرم. نتوقع أن تترجم الأقوال الى أفعال وأن يشمل هذا ما يتصل بحشد القوات العسكرية في المناطق المتاخمة لأوكرانيا." وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حزمتين من العقوبات على روسيا شملت حظر إصدار تأشيرات لبعض اعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتجميد أصولهم لمعاقبة موسكو على استيلائها على شبه جزيرة القرم التي تسكنها أغلبية من أصول روسية والمطلة على البحر الأسود وذلك بعد احتجاجات حاشدة أدت الى الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في فبراير شباط. وقال لافروف للقناة الأولى بالتلفزيون الروسي "لا أريد أن أقول إن العقوبات سخيفة وإننا لا نأبه فهذه ليست أمورا لطيفة." واضاف "لا نجد سعادة كبيرة في هذا لكن لا توجد مشاعر مؤلمة. تجاوزنا ظروفا أصعب." وقال لافروف إن القوى الغربية فرضت قيودا غير رسمية وحثت دبلوماسييها في موسكو على مقاطعة الاجتماعات التي يحضرها مسؤولون ونواب روس مدرجون على قائمة العقوبات. وأضاف أن طلبات الدبلوماسيين الروس في العواصم الأوروبية للقاء مسؤولين في وزارات الخارجية بدول الاتحاد الأوروبي قد رفضت. وقال لافروف "الدبلوماسية هي فن الحديث والتوصل لاتفاقات.. إذا دفع الدبلوماسيون ليكونوا أدوات في سياسة العقوبات فهذا أمر آخر." وصوت أبناء القرم لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا في استفتاء أجري في 16 مارس آذار رفضته الحكومات الغربية التي قالت إنه ينتهك دستور أوكرانيا ولم يجر الا بعد سيطرة القوات الروسية على شبه الجزيرة. وكان الغرب هدد بعقوبات أشد على اقتصاد روسيا اذا غزت موسكو شرق أوكرانيا. ورفض الغرب الاعتراف بضم القرم الى روسيا على الرغم من إقرار مسؤولين أمريكيين بأن من غير المرجح حل هذه القضية قريبا. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق الشديد لحشد ما يقرب من 40 الف جندي روسي على حدود أوكرانيا مما يذكي المخاوف في واشنطن وغيرها من أن موسكو تستعد لتوغل أوسع في أوكرانيا. وقال لافروف في تصريحات للتلفزيون الروسي يوم السبت إن موسكو "ليست لديها نية" لغزو شرق أوكرانيا وأكد رسالة من بوتين مفادها أن موسكو ستكتفي بالسيطرة على القرم في الوقت الراهن على الأقل. ويجتمع كيري مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل محادثاته مع لافروف في الساعة 6.30 مساء بتوقيت باريس.