مع قرب محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك وتأكيدات وزير الصحة على أن حالته الصحية مستقرة وتسمح له بحضور المحاكمة، أثيرت التساؤلات عن الوضع النفسي له خصوصا أنه يعتبر أول رئيس عربي يحاكم، ويوضع فى قفص الاتهام أمام الملايين من المشاهدين المصريين والعرب وغيرهم. أكد خبراء علم النفس أن الرئيس السابق يعاني من حالة اكتئاب شديدة تمنعه من الشعور بما يدور حوله، ومع قرب موعد المحاكمة من الممكن أن تصاحب حالة الاكتئاب نوبة قلق وخوف شديد تؤثر على ثباته الانفعالي، بالإضافة إلى إمكانية انهياره جسديا لعدم تحمل وضعه فى قفص الاتهام وبث المحاكمة بشكل علني. قال الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن الرئيس السابق يعاني من حالة اكتئاب شديد، ومن المتوقع أن تسوء حالته النفسية مع قرب موعد المحاكمة لإحساسه أن جميع من حوله ضده وضياع تاريخه، بالإضافة إلى أنه أول رئيس عربي يحاكم، لذلك سيتجه بشكل تلقائي إلى إنكار كل شيء والاعتقاد أن من يتهمونه أقل من مستواه فى التفكير لفهم انجازاته وأسلوبه فى إدارة البلاد. وأضاف أن الرئيس السابق سيلجأ إلى آلية نفسية تخفف عليه ضغوط المحاكمة وتحميه من الانفعالات، وهي رؤية المشهد من الخارج وكأنه ليس موجودا به. وحول ردة فعله من وجوده بقاعة المحاكمة ووضعه فى قفص الاتهام أمام الملايين من المشاهدين من مصر والخارج أشار العقباوي إلى أن حالته الجسدية لن تتحمل هذا الضغط، ومن الممكن أن ينهار ويسقط مغشيا عليه أو أن تستمر حالة اللامبالاة ومشاهدة الوضع من الخارج وكأنه يشاهده عبر شاشات التلفزيون. فى نفس السياق أكدت الدكتورة حنان حسين أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الرئيس السابق يعاني من حالة اكتئاب شديد، ومن الممكن أن تتطور لتصبح حالة من اللامبالاة وفقدان الأمل فى كل شيء، بالإضافة إلى الانسياق لتنفيذ الأوامر الموجهة له. وأضافت أن شخصية الرئيس السابق ليست انتحارية فهو لن يلجأ إلى الانتحار بصورة مباشرة، وإنما حالة الاكتئاب الشديدة التى يعاني منها من الممكن أن تدفعه إلى الانتحار غير المباشر بالامتناع عن تناول الأدوية التي تبقيه على قيد الحياة، مشيرة إلى أن قرار محاكمته بشكل علني مع السماح للمواطنين بالحضور لن يؤثر على ثقته بالجيش التي ضاعت لحظة إجباره على التنحي عن الحكم وترك السلطة. يرى الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أنه مع اقتراب موعد المحاكمة تزداد حالة القلق والاضطراب لدى الرئيس السابق ومن الممكن ان تدفعه إلى الانهيار أو الدخول فى نوبة بكاء شديد مع هبوط في ضغط الدم. توقع عبد المحسن أن يدخل الرئيس السابق في حالة من التوهان وعدم القدرة على الإجابة على الأسئلة التي من الممكن أن يطرحها عليه القاضي، مشيرا إلى أن مسألة المحاكمة العلنية ستكون مؤلمة جدا له لإحساسه بالإهانة من وضعه فى قفص الاتهام أمام الملايين من المشاهدين المصريين والعرب. وحول إمكانية أن يدفعه هذا الموقف للانتحار أكد عبد المحسن أن الحالة الصحية والنفسية له لا تسمح بالإقدام على هذه الخطوة.