استمرت الحرب الكلامية بين إيران والدول الغربية، وبدأ المستثمرون والمستهلكون يخشون نهاية تتسم بالفوضى لتلك المواجهات، وقد تمكن نفط مزيج برنت من الارتفاع إلى ما فوق 120 دولارا، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له على مدى تسعة أشهر. وبين "ساسكو بنك" في تقريره الأسبوعي بأنه وبعدما قوبلت المخاوف بشأن الإمدادات بمخاوف بحدوث تباطؤ لاحق في الاقتصاد العالمي قد يقلص من حدة الطلب، ارتفع سعر النفط الخام المثمن بكل من اليورو والجنيه الإسترليني إلى ما فاق الذروة التي حققها عام 2008، مشكلاً في الوقت الراهن مشكلة جديدة بالنسبة للاقتصاديات الأوروبية التي تكافح بالفعل مع أزمة الديون. وجاء في التقرير "لا يزال معظم التركيز والتوتر مرتكزا حول إيران ونواياها، إلا أن الضرر الفعلي في الوقت الحالي قادم من الانقطاع الحقيقي في الإمدادات من الدول الأصغر في أوبك مثل اليمن وجنوب السودان وسوريا. وعلى الرغم من الأنباء بشأن مخطط ليبيا لتصدير نحو 1.2 مليون برميل في فبراير، بالمقارنة مع حوالي 970 ألف برميل في يناير، فقد أدت هذه الأحداث مجتمعة إلى انخفاض كبير في الإنتاج". ويرى التقرير بأن هذه الأحداث الجيوسياسية ساهمت في تفاقم حدة المنافسة لتسليم العقود الآنية من خام برنت ونتيجة لذلك اندفع المنحنى الأمامي بشكل حاد نحو الميل إلى التراجع، ويوضح الرسم البياني أدناه كيفية تركز الضغط على المنحنى التصاعدي لسعر خام برنت في الجزء الأمامي من المنحنى مع التحرك لأعلى بقيمة 13.7 دولار في أبريل 2012 خلال الشهر السابق، في حين كان الارتفاع في الأسعار الآجلة أقل من ذلك بكثير. وشكلت التوترات في الشرق الأوسط وتراجع الدولار وسهولة الحصول على الأموال مقابل أسعار فائدة تصل إلى الصفر وأسواق الأوراق المالية الأكثر قوة جميعها عوامل ساعدت السلع على تحقيق مكاسب جيدة هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر داو جونز للسلع يو بي إس د بنسبة 2.4 بالمائة. وقد تمكنت جميع القطاعات من تحقيق المكاسب، فلم يكن من المستغرب أن تستمر الطاقة والمعادن الثمينة في النهوض بدور المساهم الرئيسي، في حين كان قطاعي الزراعة والمعادن الصناعية أكثر هدوءًا. أما الدولار، فقد ضَعُفَ أداؤه هذه الأسبوع؛ خصوصًا أمام اليورو بعد تلقي اليونان لخطة الإنقاذ. ولفت "ساسكو بنك" إلى أن الفضة ارتفعت بنسبة 6.3 بالمائة بعد خطوة فنية قوية عمومًا امتدت عبر المعادن الثمينة، وقد فاق أداء خام غرب تكساس الوسيط أداء خام برنت الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له في تسعة أشهر إلى ما يزيد عن 120 دولار، وسيزيد مزارعو الولاياتالمتحدة المساحات المزروعة بالذرة إلى أعلى معدل منذ عام 1944 من أجل الاستفادة من الارتفاع المستمر في الأسعار.
وذكر بان المستثمرين المحترفين مثل صناديق التحوط ماضون في البحث حاليًا عن فرص أفضل في قطاعات الأسهم وغيرها من المنتجات، ولا يزالون غير منخرطين بشكل كامل في حركة الانتعاش الحالية، وذلك حسبما أظهرته البيانات الأخيرة في الولاياتالمتحدة. وأضاف ساسكو بنك "لا تزال استثمارات المضاربة في العقود الآجلة في بورصة كومكس في نيويورك منخفضة بحوالي 10.5 مليون أوقية بالمقارنة مع ذروة شهر أغسطس وانخفضت بعض الشيء الأسبوع الماضي أيضًا بعد خمسة أسابيع متتالية من تزايد المراكز الطويلة". وقد عادت الصناديق المتداولة في البورصات والتي تستخدم في المقام الأول من قبل المستثمرين الأفراد والمستثمرين على المدى الطويل إلى المستيويات الأخيرة حيث يتم الاحتفاظ حاليًا بحوالي 2,392 طن متري لدى موردي أكبر صندوق متداول في البورصة، وسيتم توفير الدعم للذهب على المدى القريب من ضعف الدولار، والمخاوف بشأن التضخم ذي الصلة في قطاع النفط، مصحوبًا بالتوترات في الشرق الأوسط.