قال التقرير الأسبوعى ل"ساسكو بنك" إنّ احتمال فرض حظر على النفط الإيراني في وقت يتم فيه بناء الطاقة الإنتاجية الفائضة ببطء بعد استئناف تصدير النفط الليبي والتهديدات الموجهة للممر الآمن عبر مضيق هرمز، أدى إلى ظهور عمليات شراء قوية على مدى الشهر الماضي. ونوه التقرير إلى ظهور حالة من القلق بشأن العرض، يتمثل في تهديد اتحاد عمال النفط في نيجيريا " أكبر الدول الإفريقية المنتجة للنفط" بتنظيم إضرابات، ويشكل ذلك جزء من احتجاجات شهدتها الدولة على الصعيد الوطني وتسببت فى إحداث شلل في الدولة بعد إعلان الحكومة رفع الدعم عن الوقود، وتضاعفت أسعار الوقود المحلية بعد إلغاء الدعم الذي كلف الحكومة 8 مليارات دولار العام الماضي. وتابع التقرير "تم الحفاظ على مركز مضاربة طويل وكبير نسبياً للعقود الآجلة، إلا أن المستثمرين توجهوا بدلاً من ذلك إلى سوق الخيارات حيث أنهم يدفعون الآن المزيد لحماية أنفسهم ضد الانخفاض في الأسعار بدلاً من التركيز على الكسب". ويشكل ذلك أيضاً مؤشراً على عدم إيمانهم بأنه سوف يتم تحويل الخطابات السياسية الصادرة حالياً إلى إجراءات فعلية من جانب إيران من حيث حظر على مضيق هرمز ولكن لأنهم يستثمرون بطريقة آمنة ويحافظون على عقود النفط الطويلة. واشار البيان إلى "تمكن الذهب، أخيراً، من استعادة موطئ قدم له حيث فاق متوسط السعر عبر200 يوم من النشاط، ولا يزال المستثمرون مقتنعين بأن المعدن الأصفر سيقدم أداءً إيجابياً للسنة الثانية عشرة على التوالي، وتلقت هذه الخطوة الدعم من أنباء حول قيام الصين باستيراد أرقام قياسية بلغت 102.2 طن خلال شهر نوفمبر. وأوضح أن الصين تفوقت على الهند في الربع الثالث حيث أشار أكبر سوق للمصوغات الذهبية والارتفاع الحاد في الواردات إلى أن بنك الشعب الصيني يعمل على رفع احتياطياته. تشير عمليات شراء الصين بشكل رئيسي إلى صعوبة مغادرة المعدن للدولة بسبب عدم إمكانية تصدير الذهب". و توقع التقرير "مزيدًا من الدعم خاصةً بعد أن خفت أزمة الديون في أوروبا بعض الشيء خلال الأسبوع الماضي، ولكن يبدو أن المستثمرين قد استعادوا بعض الثقة التي فقدوها خلال الأشهر القليلة الماضية، من الناحية التقنية نحن نبحث عن نطاق محتمل للتداول على المدى القريب من 1605 إلى 1680 دولار". وقال "شهد البلاتين أيضاً أسبوعاً قوياً، حيث ارتفع على خلفية مجموعة من العوامل تمثلت في انخفاض نسبي للذهب، ومركز قصير بحجم كبير نسبياً والمخاوف حول مدى قدرة جنوب إفريقيا، وهي اكبر منتج للمعدن في العالم، على الحفاظ على الإنتاج عند المستويات الحالية". واستطرد "يمكن تفسير الأسس التي ساهمت بشكل خاص في تفوق البلاتين على الذهب بنسبة 5% على مدى الأسبوع الماضي من خلال النظر في تشكيل مراكز المضاربة الطويلة والقصيرة على عقد كومكس الآجل، واصل خلال الأسابيع القليلة الماضية من عام 2011 عدد المراكز القصيرة في الارتفاع تماشياً مع عدم حدوث تغيير في صافي المراكز الطويلة.
ومع بداية تحرك السعر نحو الأعلى، لا يمكن تجاهل إمكانية التغطية على المدى القصير نظراً للارتفاع الحالي في المراكز القصيرة". ولفت التقرير إلى أن المخاوف من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي شكل مصدر قلق كبير على مدى العامين الماضيين ستنحسر مرة أخرى، حيث انخفض مؤشر الغذاء التابع لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة في ديسمبر إلى أدني مستوى له منذ أكثر من عام، وذلك على خلفية انخفاض حاد في أسعار السكر والحبوب والزيوت النباتية، مما ساعد ذلك على خفض التضخم، وخاصة في الاقتصاديات الناشئة مثل الصين، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل عالٍ نسبيا عند احتساب أسعار المستهلك".
ونوه التقرير إلى نجاح وزارة الزراعة الأمريكية فى إحباط السوق بطريقة مثيرة، وكان الانخفاض في أسعار الذرة والقمح هو الأكبر في غضون ثلاثة أشهر بعد صدور توقعات بزيادة المخزونات في مقابل توقعات بحدوث انخفاض." ويرى كبير محللي السلع في ساسكو بنك، أُول س. هانسن، أن المستثمرين وقعوا في مطب طويل وخاطئ بعد أن ارتفعت وتيرة التوقعات حول تسبب الجفاف في أمريكا الجنوبية فى انخفاض مستويات المخزون المتوقعة التي من شأنها دعم الارتفاع القوي في الأسعار الذي ظهر مؤخراً، مبينًا أنه لا يزال النفط الخام ممزقاً بين المخاوف من حدوث تباطؤ في الطلب وخطر تعطل الإمدادات الناجم عن مخاوف بشأن حظر محتمل على النفط الإيراني والإضرابات الواسعة النطاق التي تشهدها نيجيريا، وساعدت الأنباء حول احتمال تأخر أوروبا فى تطبيق الحظر لمنح بعض الدول الوقت للعثور على إمدادات بديلة، في حدوث أكبر انخفاض أسبوعي في شهر واحد. وواصلت أوروبا والولايات المتحدة ممارسة الضغوط على إيران بشأن نواياها النووية. وفي حال تم تنفيذ إجراءات الحظر على إيران، ينبغي أن يشكل الرد المحتمل من الجانب الإيراني محور التركيز الرئيسي لأسواق النفط. و انخفضت أسعار الذرة على وجه التحديد بعد عدم حدوث أية تغييرات في الرصيد الختامي للمخزون عند 846 مليون بوشل مقابل توقعات بلغت 758 مليون بوشل، وانخفاض محصول الذرة في الأرجنتين بسبب الجفاف قابله إمدادات أكبر في الصين وأوكرانيا. وتراجعت العقود الآجلة للقمح على جانبي المحيط الأطلسي، مع توقعات بأن يبلغ إجمالي الإمدادات العالمية 210 ملايين طن، وهو الأكبر منذ عام 2000 حيث ضاعف المنتجون من أستراليا إلى روسيا إنتاجهم من المحصول. وأمضى المستثمرون أول أسبوع تداول في عام 2012 مع التركيز بشكل أساسي على قطاع المعادن، حيث حققت المعادن الصناعية والثمينة على حد سواء مكاسب جيدة، وقد فاجأت وزارة الزراعة الأمريكية السوق مرة أخرى من خلال توقعات فاقت الإنتاج المتوقع، وتلاشى الارتفاع الأخير في أسعار الطاقة بعدما ترددت أنباء حول تأجيل الحظر الأوروبي على النفط الإيراني.