عزز إصدار مؤسسة الرئاسة اليوم السبت قانون الانتخابات الرئاسية من قرب إعلان المشير عبدالفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية ليحسم بذلك جدل ترشحه الذي تأخر كثيراً، وبرره خبراء عسكريون واستراتيجيون، إلى رغبته في دراسة الموقف الحالي ووضع البلاد والتحديات التي تواجهها سواء داخلية أو خارجية، فضلاً عن أهم الملفات التي سيبدأ بها، وأيضًا تحديد فريق العمل الذي سيعاونه في مهامه، وترتيب وضع المؤسسة العسكرية قبل خروجه، مشيرين إلى أنه في نهاية تقييمه من الممكن أن يرفض. من جانبه، قال اللواء محمد يسري قنديل الخبير العسكري والاستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تأخر المشير عبد الفتاح السيسي في إعلان ترشحه للرئاسة يأتي بسبب المتغيرات التي تطرأ على الساحتين الداخلية والدولية، والتي يجب دراستها جيدًا قبل إتخاذ أي موقف تترتب عليه نتائج سلبية، ولذلك الأمور تحتاج إلى مزيد من الدراسة المتأنية. أضاف الخبير العسكري والاستراتيجي أن التحديات التي تواجهها مصر ليست سهلة، خاصة وإنها على الساحتين الداخلية والتي تتمثل في تحقيق "العدالة الاجتماعية، وملف الاقتصاد الذي ظل يعاني طوال السنوات الماضية، نظرًا للإضرابات والمظاهرات والتوترات التي شهدتها البلاد، وملف الأمن القومي، وجميعها أخطر من بعض ويتطلبون جهدًا مضاعفًا هذا فضلًا عن الصراع الداخلي القائم بين جميع الاطراف والقوى السياسية، وكل منهم له ايدولوجية يريد تطبيقها. كما أن هناك تحديات خارجيًا كبيرة، تتمثل في المؤامرات التي تمولها دول كبرى وتقوم بتنفيذها على ايدي الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار البلاد، ومحاولاتهم في اشعال الحدود مثل ما نشهده في سيناء وفي حددنا مع ليبيا وأيضًا الضغوط على ملف هام جدًا هو ملف المياه "سد النهضة"، وكل هذه ملفات هامة وذات أولويات يجب أن يطمئن إليها أولًا قبل اتخاذ القرار. وعما إذا كانت هناك مواءمات تجرى قال الخبير العسكري والاستراتيجي إن إجراء المواءمات في هذا التوقيت ضرورية وذلك خوفًا من الفشل، أو القصور في الأداء لأن الشعب يعتقد أو ذو قناعة أن أي مرشح ذو خلفية عسكرية فهو يمثل القوات المسلحة، وبالتالي النتائج جميعها سواء كانت ايجابية أو سلبية سوف تعود على الجيش وسوف يكون لها التأثير البالغ على نفسية الجنود والضباط، وخاصة أن كانت سلبية، فهناك من يريدون تشويه صورة الجيش ويحاولون استغلالها لتحقيق مصالهم الخاص. أفاد المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، أن المواءمات المتوقع اجراؤها سوف تكون لصالح البلاد وتمثل "موائمات داخلية" أهمها شكل الحكومة التي ستعمل معه وقدرتها في مساعدته على ادراة شئون البلاد، لأن الرئيس الأسبق "حسني مبارك" جرّف البلد من الخبرات ولم يترك خلفه كوادر تستطيع المساهمة في ادارة شئون البلاد، كما أنه من المتوقع أن تكون هناك "مواءمات" لم "الشمل" الداخلي لأنه على الجميع التكاتف والعمل من اجل بناء مصر وانه ليس تيارا يعمل والأخر يحاربه هذا لا يبني دولة. وبالنسبة للضغوط التي يتعرض لها المشير عبد الفتاح السيسي نفي أشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن هناك ضغوط تمارس على مصر من خلال المؤامرات التي نشهدها والتي سبق الإشارة إليها، مؤكدأ أنه لا توجد أي ضغوط على المشير السيسي بشخصه أو بصفته إنما الضغوط على مصر كدولة. من جانبه أكد اللواء عبد المعين حسن أحمد نائب وزير الدفاع الأسبق والخبير العسكري والاستراتيجي، أن أسباب تأخر اعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة طبيعية جدًا وذلك لأنه ينتظر أصدار قانون الإنتخابات الرئاسية، ودراسة الموقف من كافة الإتجاهات حتى لا يتخذ قرارًا لايكون في صالحة أو في صالح قواتنا المسلحة. أفاد نائب وزير الدفاع الأسبق في تصريحاته ل "المشهد"، أن المواءمات أكيد موجدة وهي ضرورية وتتمثل في مواءمات داخلية، أهمها دراسة موقف المعارضين والمنافسين وكيفية المواجهة، رغم أنه لايوجد مقارنة، كما أنه يدرس أهم الملفات الشائكة في مصر وكيفية التغلب عليها، خاصة في ظل ما تشهده البلد من توترات ومحاولة البعض لزعزعة أمنها واستقرارها، فضلًا عن اختلاف القوى السياسية مع بعضها وعدم توحيد الرؤية والهدف. عن المواءمات الخارجية قال الخبير العسكري والاستراتيجي، إنها ليست مواءمات، بالشكل الذي يمكن تخيله، لكنها دراسة للموقف الخارجي وايجاد رؤية استراتيجية صائبه على أرض الواقع اهمها زيارته إلى روسيا، لإحداث التوازن مع امريكا حتى لا تكون مصر دولة تابعة لقطب بعينه انما دولة تقف على مسافة واحدة من الجميع، وتاكد هذا بأرسال الولاياتالمتحدة أكثر من وفد لزيارة مصر وخلال زيارتهم كان المشير السيسي على قائمة زياراتهم وهذا خير دليل على اعتراف امريكا به كقائد وزعيم وأنه ايضًا هو الرئيس القادم ولذلك تسعى لتحسين علاقتها مع مصر. وأكد عبد المعين حسن، أن قواتنا المسلحة علمتنا دائمًا أن نكون اصحاب قرار مهما كانت الضغوط، ولا نرضخ لأحد سوى لأمن مصر وحمايتها ومطالب شعبها، ولم تكن هناك ضغوط أكثر من التي شهدناها في "25 يناير، و30 يونيو"، مضيفًا أن المشير السيسي مطمئن لنفسه ومستعد للتضحية، من أجل مصر.
في سياق آخر قال اللواء الدكتور سامح أبوهشيمة الخبير العسكري والاستراتيجي والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، الأن ليس الوقت المناسب لأعلان المشير السيسي ترشحه، لأنه يتوجب عليه تقدير الموقف جيدًا هذا بالإضافة إلى أنه لأعلانه ذلك سيتطلب الأمر تقديم استقالته، وبقاءه في منزله خلال الفترة ما قبل الانتخابات هذا صعب على أي قائد عسكري البقاء في المنزل، لأنه يشغل منصبا رسميًا، وعليه إنجاز كل مهامه قبل الاستقالة وإعلان الترشح. أضاف المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية في تصريحاته ل "المشهد" أن المشير السيسي لم يجر أي مواءمات لأنه ذكي ووطني ويعلم متى يحقق هدفه، ولا أتوقع وجود ضغوط عليه لأنه مهما كانت الضغوط لن يرضخ لها رجل الجيش لأنه بطبعه قوي وعنيد، مشيرًا إلى أن توجه العديد من القوى السياسية للترشح للرئاسة يدعم المسار الديمقراطي في الانتخابات، وهذا جيد لأنه لا يريدها بالتزكية. كما انه يقوم بترتيب إجراءات خروجه من وزارة الدفاع، وحرصه قبل إعلان ترشحه للرئاسة بشكل رسمي إلى إعادة صياغة العلاقات الخارجية، إضافة إلى العمل بشكل جدي على ضبط العلاقات مع باقي الدول وفقًا للمصلحة الوطنية، وأيضًا ترتيب العلاقة بين المؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات لمواكبة كافة التطورات على المستوى العسكري والاستراتيجي.