استدعى روي هودجسون المدير الفني لمنتخب إنجلترا لوك شاو الظهير الأيسر لفريق ساوثامبتون للمرة الأولى لقائمة الأسود الثلاثة التي ستواجه منتخب الدنمارك ودياً على ملعب ويمبلي وذلك قبل شهور من إعلان القائمة التي ستسافر للبرازيل الصيف المقبل لخوض غمار كأس العالم. اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً لم يصدق نفسه عندما تلقى المكالمة الهاتفية من روي هودجسون وانهمرت دموعه بعد أن تحقق حلمه بالانضمام للمنتخب الأول للمرة الأولى. لم يصدق شاو إنه أصبح من ضمن صفوة اللاعبين في بلاد مهد كرة القدم والذين سينالو شرف غناء النشيد الوطني "فليحفظ الله الملكة" أمام ما يقارب 100 ألف مشجع على ملعب ويمبلي التاريخي. دموع شاو تعطي أمل للمدرب روي هودجسون بأن مستقبل الأسود الثلاثة قد يعيدهم لمنصات التتويج التي غابوا عنها منذ كأس العالم عام 1966 وهي البطولة الوحيدة اليتمية في تاريخ البلد التي وُلدت فيها لعبة كرة القدم. شاو وزملائه من الشبان الذين يحلمون بتمثيل منتخب بلادهم ويعتبرون ذلك شرف عظيم هم وجه أخر لعملة فاسدة أضرت بمنتخب إنجلترا طوال الأعوام الماضية. فالانتماء للمنتخب أصبح شئ نادر في ظل إهتمام النجوم بجني الأموال الباهظة من أنديتهم في البريميرليغ، فبول سكولز النجم الأسطوري لفريق مانشستر يونايتد فضل اعتزال اللعب دولياً بعد يورو 2004 رغم احتياج المنتخب لخدماته وهو كان لازال لم يتخطى الثلاثين من عمره وقتها. وجيمي كارغير، وزير الدفاع السابق لليفربول، أعلنها صراحة بإنه لا يكترث باللعب لمنتخب إنجلترا، وأن ليفربول له الأولوية عن تلبية نداء الوطن، وذلك بعد أن ودع منتخب إنجلترا كأس العالم 2006 من ربع النهائي. جون تيري أيضاً والذي حمل شارة قيادة الأسود الثلاثة من قبل اعتزل اللعب دولياً في شهر سبتمبر من عام 2012 بدون سبب مقنع، مع إنه مازال قادر على العطاء، والمنتخب بحاجة لخدمات مدافع بقوته وخبراته. بعد جون تيري تهرب مدافع مانشستر يونايتد ريو فيرديناند من تمثيل المنتخب في عدة مناسبات كان يدعي فيها الإصابة، حتى شنت الصحافة الإنجليزية هجوم على اللاعب مما أدى إلى اعتزاله دولياً. تفضيل اللاعبين لمصلحتهم الشخصية وإطاعة أوامر أنديتهم لا يجعلنا نتعجب لماذا لا يفوز المنتخب الإنجليزي بأي بطولة كبرى منذ عام 1966، وذلك لأن اللاعبين يحضرون بأسمائهم، بدون أرواح، وعقولهم مشغولة بأنديتهم، وأموالهم وأيضاً فضائحهم الأخلاقية التي اشتهر بها نجوم الأسود الثلاثة في الأعوام الأخيرة. نجوم شباب مثل لوك شاو الذي يبكي لإنه علم بنيله شرف تمثيل منتخب بلاده يعيد روح نجوم قدمت أفضل ما لديها من أجل تلبية نداء الوطن، ودفعت الغالي والرخيص من أجل نيل هذا الشرف، دموع شاو هي عملة نادرة ربما تذكرنا بقائد المنتخب السابق ديفيد بيكهام الذي كان يقطع مسافة نصف الكرة الأرضية 10 ساعات بالطائرة عندما كان محترفاً في لوس أنجلوس غلاكسي بالولايات المتحدة لكي يلعب فقط دقائق معدودة مع منتخب إنجلترا، بيكهام اللاعب الأشهر والأغنى في العالم بكى حزناً عندما لم يستدعيه ستيوارت بيرس لتمثيل منتخب بريطانيا العظمى في أوليمبياد لندن 2012