اتفقت مصادر التشريع الإسلامي على حرمة دم المسلم بصورة خاصة وحرمة دم الإنسان بصورة عامة ونزلت آيات القرآن الكريم لتؤكد هذه المعاني .. فالانسان فى الاسلام له قيمة كبيرة ومنزلة عالية وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا -الاسراء ولقد جاء الإسلام ليرفع من شان الانسان ويرفع من مكانته ويحفظ له كرامته وحقه بالحياة و يضمن له الحياة الحرة الكريمة ، فهو ينهاه من أن يسخر من غيره أو أن يغتابهم أو أن يؤذيهم ولو باللقول او باللقب كما جاء في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن ومهما كان الانتماء الديني للبشر فان الاسلام لم يفرق في رؤيته للإنسان ما بين مسلم ومسيحي أو يهودي فهو لم يسمح بسرقة أموال اليهود ولا سبي نسائهم ولا حتى الاعتداء عليهم ما لم يبدأوا هم بالاعتداء ، و الأمر ينطبق على الديانات الأخرى وما وقع من حرمات على المسلمين يقع ايضاً على الأقليات الدينية الأخرى التي تحظى بحماية المجتمع الإسلامي . بل ويتوجب على المجتمع الإسلامي ذو الأغلبية ان يدافع عن حقوق الأقليات الدينية الأخرى . فعن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالَا إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا..؟ وحق أهل الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم ، ولا تظلمهم ما وفوا لله عز وجل بعهده ,وروى انه قد مر شيخ كبير يسأل الناس مساعدته ، فقال أمير المؤمنين ( علي بن ابي طالب ) : من هذا ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين انه نصراني ، فقال علي : استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه انفقوا عليه من بيت المال.. وبذلك خصص الإمام علي راتباً تقاعدياً لهذه الشخص الذمي من بيت مال المسلمين اذ لم يكن هناك فرقاً بين المسلم والذمي . ولقد جاء الرسول الكريم محمد يحمل رسالة السماء السمحاء رحمة للعالمين كافة المسلمين وغير المسلمين فقد نهى النبي ان تحرق الكنائس فكان يوصي سراياه : انطلقوا بسم الله ، وبالله ، وفي سبيل الله ، تقاتلون من كفر بالله ، أبعثكم على أن لا تغلوا ، ولا تجبنوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا تحرقوا كنيسة ، ولا تعقروا نخلا .. وطالما اوصى الرسول الكريم بالقبط خيراً فعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم ، فإن لهم ذمة ، وإن لهم رحما. وهكذا ما جاء الاسلام الا لينشر الرحمة والحب بين البشر جميعا ، فيعيش الناس في سعادة وهناء