عبد المطلب: نسير وفق سيناريوهات بمخطط زمني - الباب مفتوح لمن يرغب في التفاوض معنا - إثيوبيا رفضت اقتراح بناء سدين أكثر نفعًا وأقل تكلفة - توجيه رسالة للعالم بأن إثيوبيا تريد تدمير حضارة نهر النيل قوبلت مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا - والتي أجريت قبل أسبوع بين الجانبين بالعاصمة أديس أبابا- بالرفض بل بالتعنت الإثيوبي، بعد ان رفضت إثيويبا جميع المقترحات التي قدمتها الحكومة المصرية، والمتمثلة في تشكيل لجنة دولية تضم عدة دول؛ وإيقاف العمل بالسد حتى يكتمل تشكيل هذه اللجنة، وأعلنت وزراة الري - رسميًا - فشل المفاوضات. وبعد جولة المفاوضات الأخيرة، فرضت أزمة "سد النهضة" إلحاحًا على المشهد السياسي، للوقوف على تفاصيل الجولة الأخيرة للمفاوضات، وكذلك الخطوات التي ستقوم باتخاذها الوزارة في المرحلة المقبلة، خاصة بعد إصرار إثيبوبيا على تعنتها، لذا أجرت "المشهد" حوارًا مع الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري للتعرف عن كثب بخطوات الوزارة المقبلة بشأن القضية. - في البداية.. حدثنا عن جولة المفاوضات الأخيرة مع إثيوبيا؟ وإلى أين وصلت؟ نحن رحبنا بجولتين من المفاوضات وعندما طلب المفاوض الإثيوبي جولة ثالثة، استجبنا لها، وعرضنا مطالبنا ومقترحاتنا الرئيسية، والتي تتمثل في ضرورة وجود خبراء أجانب، ولكن إثيوبيت قالت أننا نريد تدويل القضية في الخارج وهذا غير حقيقي، ولجنة زيناوي الأولى وضعت خبراء أجانب، فلماذا الاعتراض الآن، نحن لا نريد التدويل لكن نريد الحياد لو ظهرت أي مشكلة أثناء المفاوضات. ونحن لسنا ضد التنمية في إثيوبيا وحصولها على الكهرباء اللازمة لها نهائيًا - كما هو معلن من الجانب الإثيوبي - لكن نحن فقط ضد الإدارة غير الكفء للمورد، فالمشكلة هنا ليست في توافر المورد لكن في كيفية الإدارة، فالسد من الممكن أن يكون أصغر وذو كفاءة عالية اقتصاديًا. - وما تعليقك على تصريحات إثيوبيا بأنها رفضت طلب مصر الداعي إلى وقف بناء السد بصورة "مؤقتة" بعد يومين من إعلان فشل المفاوضات؟ التصريحات التي خرجت بها إلى العالم بعد جولة المفاوضات مع الجانب الإثيوبي، والتي كشفت خلالها أنه بعد عقد اجتماع ثنائي مع الوزير الإثيوبي وبمشاركة وفد عالي المستوى من الجانبين، تبين استمرار الموقف الإثيوبي المتعنت تجاه المقترحات المصرية لإيجاد مخرج للمشكلة المتعلقة بآلية تنفيذ توصيات التقرير النهائي للجنة الخبراء الدولية، ورفض أي حلول وسط لتقريب وجهات النظر بما يحقق المنفعة المشتركة لشعوب إقليم النيل الشرقي، فكانت تلك التصريحات بمثابة صدمة لإثيوبيا أمام العالم. - وما هو سبب إصرار إثيوبيا على الاستمرار في بناء سد النهضة؟ إثيوبيا تبرر بناءها لسد النهضة باحتياجها إلى توليد الكهرباء، ولكن توليد الكهرباء ليس له علاقه بحجم سد النهضة وقد أوضحنا هذا للجانب الإثيوبي مرارًا وتكرارًا، ويمكن الاستغناء عن هذا السد بسدين آخرين أصغر حجمًا وأقل أضرارًا على مصر، فإذا كان لدى المسئولين الإثيوبين إرادة سياسية لكانوا وافقوا على بناء سدين وإنهاء الأزمة. - هل تعتقد أن رد الجانب الإثيوبي وتأكيدهم بأن الرفض "مؤقت".. جاء بعد زيارة "السيسي" إلى روسيا؟ كل الأمر أن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة للوصول إلى حل، وقد طرحنا الحل على الجانب الإثيوبي ولكنه رفض، والباب مفتوح لكل المفاوضات ولكل من يرغب في التفاوض معنا. - وما هي الخطوة التالية للوزارة بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا؟ الخطوة المقبلة ستعتمد على كشف الحقائق للمؤسسات الدولية بكاملها وكافة الجهات والدول المساهمة في التمويل، كما سنتجه إلى المانحين ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات البيئة، بحيث نوجه رسالة للجميع وللعالم بأن ما يسعى الإثيوبيين إلى فعله - من خلال استكمال بناء سد النهضة بمواصفاته الحالية - يدمر نهر النيل ويدمر حضارة مصر، فضلاً عن الحفاظ على الحقوق المائية المصرية. - هل مازال الوقت في صالحنا؟ المفاوضات حول سد النهضة مستمرة منذ ما يقرب من شهرين، والسيناريوهات تسير بشكل طبيعي، ووفق مخطط زمني، فكل سيناريو يتلو الآخر. وهناك فريق عمل كبير مختص بقضية سد النهضة من داخل الوزارة وعلى رأسه رئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، لمتابعة تطورات القضية بشكل خاص، ولكل سيناريو وقته المناسب لاتخاذه. وإذا طلبت إثيوبيا التفاوض مرة أخرى، سنرحب بذلك وسنتفاوض معها مرة أخرى، ولكنها إذا أصرت على موقفها سنوصل القضية لكل الجهات الدولية. ولكن إثيوبيا مستمرة في بناء السد دون مراعاة الأضرار الواقعة على مصر؟ بالعكس هناك تعثر في استكمال إنشاء السد نتيجة ضعف التمويل وقلة الدراسات الخاصة بالسد، بالإضافة إلى وجود مشاكل في البنية الأساسية للسد. - ماهي اهم الاقتراحات التي اقترحه الجانب المصري في المحادثات لوقف بناء السد؟ طرحنا خلال اجتماعنا مع وزير المياه والري والطاقة الإثيوبى أليمايهو تيجينو - اقتراحًا يدعو إثيوبيا إلى إيقاف بناء سد النهضة لحين الانتهاء من إجراء المزيد من الدراسات، لكن إثيوبيا سارعت برفض هذا الاقتراح. - كيف تأكدتم من سوء نية التوجه الاثيوبي المتعنت في التفاوض؟ أكدنا لهم في بداية المفاوضات أن هناك مخاطر للسد تحتاج إلى الدراسة وكان السؤال هل يتم ذلك من الجانبين أم بتطعيم اللجنة بعناصر دولية وطرحنا الأمر من باب رغبتنا في الحيادية، ولكنهم أصروا على تنفيذ الاقتراحات عن طريق عناصر محلية لم يكن هناك مبرر لها، وهذا أمر غير دقيق، فضلاً عن أنه مبعث على القلق والتوتر ولم نصل إلى بقية المشاكل وهو أمر يعكس أنهم لا يرغبون أن تكون هناك نقاط إلزامية". - هل هناك نية لتدويل قضية سد النهضة؟ لاتوجد لدينا نية لتدويل قضية سد النهضة، وأن ما حدث مع إثيوبيا كان عبارة عن جولة مفاوضات عادية ثالثة بناءً على طلب الجانب الإثيوبي عبر وزارتي الري في أديس ابابا والقاهرة،الا أنه كان هناك إصرار يصل إلى حد "التعنت" من الجانب الإثيوبي لكافة المقترحات التي قدمها الجانب المصري. الخارجية الإثيوبية تتراجع بعد زيارة روسيا بعد يومين من تصريحات وزارة الري، نقل مركز "والتا" الإعلامى الإثيوبي، عن المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتى، قوله بإن إثيوبيا رفضت طلب مصر الداعي إلى وقف بناء سد "النهضة" الإثيوبى بصورة مؤقتة. بينما قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، إن إثيوبيا تصر على إجراء محادثات ثلاثية تشارك فيها السودان بشأن هذه القضية. وأشار المركز الإعلامى الإثيوبى إلى أن إثيوبيا والسودان ومصر كانوا قد شاركوا فى سلسلة من المحادثات الثلاثية لبحث سبل تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين بشأن السد، ولكن المحادثات تعثرت عقب اقتراح مصر تشكيل فريق خبراء دوليين مواز لتقييم آثار بناء السد، وهذا الاقتراح رفضته إثيوبيا آنذاك، ومع ذلك فإن وزير الرى عبد المطلب أكد مجددًا خلال اجتماعه مع نظيره الإثيوبى مؤخرًا اهتمام مصر بتشكيل ذلك الفريق الموازى، ورغم إجراء ثلاث جولات من المحادثات الثلاثية إلا أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد عقد اجتماع رابع لحل القضايا العالقة. عقب زيارة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى روسيا، ترددت بعض التصريحات على لسان وزير الخارجية الروسي حول مناقشة قضية أزمة المياه ضمن القضايا التي أثيرت مع السيسي، وتشير إلى أن التصور حول دعم روسيا لمصر في أزمتها مع إثيوبيا في قضية سد النهضة "واردة"، فروسيا يمكنها مساعدة مصر علي وجهين الأول محلي داخل مصر من خلال التقنيات التي تملكها روسيا في مجالات ضغط المياه والتحلية واستخدام الطاقة النووية لتزويد مصادر المياه إلى جانب وضع النظم لتحسين إدارة الموارد المائية. فيما رفض الجانب الإثيوبي، ما أسماه بإقحام تركيا وإسرائيل في قضية سد النهضة، حيث جاء على لسان وزير خارجيتها: "هذه ليست جديدة لدى الإعلام المصري وهو ما دأب عليه؛ ولا أساس لها من الصحة"، معبرًا عن أسفه عما تردد عن الدعم التركي لسد النهضة، واصفا إياها ب"الإدعاءات"، معتبرًا أن هذا الأمر تمارسه مصر، للهروب من حل المشكلة والتفاوض مع إثيوبيا بغرض تدويل القضية. قالت الخارجية الإثيوبية: إن "تركيا دولة صديقة لإثيوبيا وعلاقاتنا بها متميزة ويوجد تعاون بيننا.. وما يتم بين إثيوبيا وتركيا هو رغبة الأخيرة في الدعم والمشاركة في التنمية الجارية بالبلاد، وإثيوبيا تتطلع إلى الإستفادة من خبرات تركيا في كافة المجالات، بما فيها مجال الري والسدود".