دلل إدراج جماعة "أنصار الشريعة" السلفية في ليبيا وتونس على قوائم الإرهاب، على الطبيعة الازدواجية للولايات المتحدةالأمريكية في التعامل مع الجماعات الإسلامية المسلحة، حيث رفضت الأخيرة إدراج "الإخوان" كجماعة إرهابية، رغم قرار الحكومة المصرية الصادر في أواخر ديسمبر الماضي بإدارج "الإخوان" كجماعة إرهابية، الأمر الذي برره مراقبون بأن قرارات أمريكا تخرج وفقا لمصالحها وفقط. خاصة مع تمسك الخارجية الأمريكية، بالتعامل مع التنظيم المحظور، وذلك بعدما أفصحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف أن هناك تنسيقات تتم بين السفارة الأمريكيةبالقاهرة وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن التواصل بين السفارة وجماعة الإخوان ما زال مستمرًا، ويتم فى إطار سعى الولاياتالمتحدة للحوار مع جميع أطراف العملية السياسية فى مصر، وأضافت: "لقد أكدنا من قبل بشكل واضح أننا مستمرون فى الحوار والعمل مع الجماعات والأحزاب فى مصر لدفع العملية السياسية إلى الأمام"، مؤكدة أن "الولاياتالمتحدة لا تصنف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية". من جانبه أكد الخبير في الحركات الإسلامية سمير غطاس، أن جماعة "الإخوان" وأمريكا يربطهما علاقات قوية منذ 2004، مشيراً إلى أنه ليس من المنطقي تصور إدراج أمريكا جماعة "الإخوان" كأرهابيين، قياساً على إدراج "أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس على قوائم الإرهاب. أوضح غطاس ل"المشهد" أن أمريكا استخدمت "الإخوان" حينما كانوا في السلطة، لتأمين خروجها الأمن من أفغانستان في 2014 الأمر الذي ظهر في تسجيلات الرئيس المعزول مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بعدما فشلت الوساطة القطرية بين أمريكا وطالبان، متوقعاً أن تكون لحركة "النهضة" الإخوانية في تونس علاقة بدفع أمريكا إدراج "أنصار الشريعة" على قوائم الإرهاب بعدما وقعت صدامات مسلحة بين الطرفين مؤخراً في تونس. تابع غطاس: "أنصار الشريعة" تنظيم أممي له فروع في ليبيا وتونس ومالي ومصر بقيادة رمزي موافي طبيب بن لادن الخاص الهارب من سجن وادي النطرون، والذي شارك "أكناف بيت المقدس" في عملياته ضد الجيبش". وأوضح القيادي المنشق في تنظيم الإخوان الدولي كمال الهلباوي أن أمريكا تدرج من تراه خطراً على أمنها القومي فقط، مشيراً إلى أن "الإخوان" لا تمثل خطر على الأمن القومي الأمريكي لكون "الإخوان" تؤمن المصالح الأمريكية في المنطقة، مشدداً على ضرورة أن تتخذ الحكومة ما تراه مناسباً للحفاظ على أمنها القومي، مشيراً إلى أن أنصار الشريعة بقيادة على بن حاج استخدمتها أمريكا في الإطاحة بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي ويعد إساقطه أدرجتها على قوام الإرهاب. ونفى القيادي السباق في تنظيم الجهاد رئيس جمعية "أنصار الشريعة" في مصر سيد أبوخضرة علاقة الجمعية بتنظيم أنصار الشرعية في ليبيا وتونس، موكداً ل"المشهد" أن الجمعية مشهرة قانونياً وليس لها أي علاقات خارجية.