يجب علينا أن نشكر أمريكا علي القرار الذي اتخذته بإدراج جماعة "أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس علي قائمة الإرهاب.. وان نشكرها علي الحيثيات التي استندت إليها في اتخاذ هذا القرار.. وان نشكرها علي غبائها ونحمد الله علي انه قيّض لنا اعداءنا ليعترفوا ضمنياً بأننا كنا علي صواب حين أعلنا ان الإخوان جماعة إرهابية رغم اننا لا نحتاج "صك براءة" من أحد. عندما اصدرنا - شعباً وحكومة - قرار "إرهاب الإخوان".. قامت أمريكا ولم تقعد وقام الاتحاد الأوروبي بالتبعية وسيظل قائماً حتي تأتيه اشارة من خنصر واشنطن بأن يقعد.. ورغم ان العالم كله رأي بعينيه إرهاب الإخوان والمتدثرين بعباءتهم علي كل الأراضي المصرية. ورغم اننا عرضنا بالصوت والصورة والأدلة الدامغة العمليات الإرهابية للإخوان.. فإن واشنطن ابت ان تقتنع وبروكسل تعنتت وساندت الموقف الأمريكي المعروفة أسبابه ودوافعه والتي ستكشفها محكمة الجنايات يوم 28 يناير أثناء نظر قضية "التخابر". ولأن أمريكا لا يعنيها الأمن القومي المصري ولا يهمها استقرار بلادنا فقد رفضت بإصرار قرار ادراج الإخوان جماعة إرهابية وأعلنت "قلقها" من القرار.. ولكن عندما مس الإرهاب أمنها القومي ادرجت أنصار الشريعة في ليبيا وتونس علي قائمة الإرهاب..!! انظروا إلي القرار الأمريكي وامعنوا فيه النظر وقارنوا بين حيثياته وما يحدث من الإخوان في مصر وسوف تتأكدون ان مع الأمريكان حقاً ومعنا أيضاً نفس الحق. قرار أمريكا استند إلي أمرين لا ثالث لهما: الأول.. اتهام أنصار الشريعة الليبية بشن الهجوم المسلح في 11 سبتمبر 2012 علي القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي أودي بحياة السفير و3 موظفين. والثاني.. اتهام أنصار الشريعة التونسية بأنها علي صلة بتنظيم القاعدة. من أجل حادث إرهابي واحد صنفت أمريكا مرتكبيه بأنهم إرهابيون ومن أجل صلة منظمتهم بالقاعدة ادرجتها في قائمة الإرهاب.. عظيم جداً.. والسؤال هنا: وماذا عن الإخوان الذين ارتكبوا منذ يونيه 2012 وحتي الآن وما يستجد مئات العمليات الإرهابية في شتي ربوع مصر من قتل واصابة الآلاف وتخريب وحرق المنشآت والكنائس والممتلكات بخلاف جميع الأحداث الدموية التي تعرضت لها البلاد منذ ثورة 25 يناير وعلي مدي عام ونصف؟؟.. هل هي تعبير "سلمي" عن الرأي أم إرهاب صريح وجلي..؟؟ وماذا أيضاً عن جماعة الإخوان "الأم الشرعية" لتنظيم القاعدة وما بينهما من علاقة عضوية مسجلة علي سيديهات ستعرضها محكمة قضية التخابر بعد أيام..؟؟ المفروض علي أمريكا ومن خلفها الاتحاد الأوروبي ان يتوقفا تماماً عن دعم الإخوان سراً وعلناً أو ابداء "القلق الزائف" علي استقرار بلادنا.. فنحن ادري بشئون دنيانا مثلما هم ادري بشئون دنياهم.. ونحن إذ نشكرهم من قلوبنا علي هذا القرار نقول لهم: عليكم الآن ان تصمتوا.. وبمعني أصح "تخرسوا"..!! * خبطة أخري.. في عز صدمتنا بفراق الإنسان الرائع سيد أحمد جاءتنا خبطة أخري في نفس اليوم برحيل رجل محترم آخر هو الناقد الرياضي الكبير محمد جاب الله. جاب الله كان له حضور طاغ بمهنيته العالية وأخلاقه الرفيعة وخفة ظله وتواضعه الجم وانسانيته المفرطة.. ومن ثم دخل القلوب من أوسع أبوابها.. وإذا كنت اعزي أسرته واحباءه وتلاميذه فانني اعزي نفسي فيه أيضاً.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.