أصغر ثانى شاب فى تاريخ تدريب الكرة المصرية بعد الوحش الفكرة بدأت فى بورسعيد وتم تنفيذها فى ميت عقبة العالمى يسير على خطى التوأم والجنرال الراحل المدرب الشاب يتعهد بإعادة شيكابالا وتخطى الأزمة المالية أثار قرار تعيين أحمد حسام ميدو مديرا فنيا لفريق الكرة الاول بنادى الزمالك الكثير من ردود الفعل المختلفة، منها ردود فعل غاضبة عند البعض، ومنها ردود تعكس التفاؤل عند البعض الاخر، على اعتبار انها التجربة الاولى من نوعها على الكرة المصرية، ان يقود لاعب شاب معتزل لتوه فريقا فى حجم ووزن وثقل نادى الزمالك، خصوصا مع مشاكله التاريخية وازماته المالية اللامحدودة، ليصبح ميدو امام رهان عظيم، اما ان يصنع منه هو شخصيا ومن ابناء جيله تجربة عالمية جديدة، او يقضى على نفسه مبكرا كمدرب . سبب اعتراض البعض على اسناد المهمة لميدو انه حديث العهد بعالم التدريب، ولم يسبق له تولى مسؤولية قيادة اى فريق من قبل، سواء فى الاندية الصغيرة او حتى فى قطاعات الناشئين كما اعتدنا من قبل، وهو سر غضب عدد غير قليل ممن سبقوه فى الاعتزال وخاضوا غمار التدريب من قبل، ليصبح التحدى ضخما امام ميدو، الذى قبل رغم الازمة المالية الطاحنة، ومشاكل بعض النجوم وعلى رأسهم شيكابالا . بتدريب الزمالك يكون ميدو قفز خطوات تاريخيه ومهمة فى عالم التدريب، ويحسب فى ذلك اولا لمسؤلي نادى المصرى البورسعيدى الذين فكروا اولا فى ميدو، وعرضوا عليه الفكرة، لكنه اعتذر لهم فور انتقال نفس الفكرة لناديه الاصلى الزمالك، وعلى الفور رحب ميدو بخلافة مدربه السابق حلمى طولان، معلنا تنازله عن مستحقاته 4 ملايين و700 الف جنيه لدى ادارة البيت الابيض . قضية ميدو سحبت البساط من ازمة الساعة الدائة رحاها بين حسن حمدى رئيس النادى الاهلى ووزير الرياضة طاهر ابوزيد بشان الصراع بينهما، ولم لا؟ والجميع حبس انفاسه مع تاكيد خبر تولى ميدو القيادة الفنية للزمالك، والذى وقفت ولاول مرة ادارته بقيادة كمال درويش موقف المصارح لحقيقة نفسه، بانه لا يوجد ما يخسره فى الرهان على ميدو، وقد توقفت البطولات منذ بداية الالفية الجديدة، وتحديدا مع رحيل التوأم حسام وابراهيم حسن، ومن بعدها استقدم الزمالك مدربين اشكالا وألوانا من الداخل والخارج على مدار 12 عاما متواصلة، دفع لهم الغالى والنفيس، دون تحقيق اى شئ يذكر سوى مزيد من الفشل والانكسارات وتعميق الجراح. رغم اسماء الاندية الرنانة التي دافع عن ألوانها ميدو في رحلته الأوربية، إلا أنه لم يمكث في الملاعب طويلا فاللاعب المولود في الثالث والعشرين من فبراير عام 1983 قرر الإعتزال في الحادي عشر من يونيو من عام 2013، بعد الإعتزال مباشرة قرر الإتجاه للتحليل الفني للمباريات، ليصبح في فترة وجيزة أحد أفراد فريق التحليل الفني لقناة الجزيرة الرياضية لتحليل مباريات الدوري الإنجليزي قبل ان يقرر مسؤلو الزمالك الرهان عليه . ليست المرة الاولى التي يتولى فيها لاعب فور إعتزاله تدريب فريق بالدوري الممتاز فقد سبق وأن تولى حسام حسن نجم الكرة المصرية تدريب نادي المصري وهو مازال مقيدا في صفوف الفريق كلاعب بقرار من السيد متولي رئيس النادي المصري الراحل. يعد ميدو من أصغر المدربين في تاريخ الدوري المصري منذ إنطلاقه عام 1948 بعد ان تولى بشكل رسمي تدريب الزمالك وهو في سن 31 عاما ليكون ميدو ثاني أصغر مدير فني في تاريخ الكرة المصرية بعد الخبير الفني الراحل محمد عبده صالح الوحش الذي تولى تدريب النادي الأهلي وهو في سن الثلاثين من عمره والذي يأتي في المقدمة . ميدو وإن كانت نهايته في الملاعب لم تكن بالشكل المطلوب، فتاريخه لن يمحى أبدا انه المصري الوحيد الذي لعب في اهم دوريات العالم ( فرنسا وإيطاليا وانجلترا واسبانيا) ، كما تدرب تحت أيدي مجموعة من أفضل مدربي مصر والعالم سواء حسن شحاتة او الراحل محمود الجوهري أو حسام حسن، وفي أوروبا رونالد كومان ومارتن يول و تشيزاري برانديلي ورودي فولر وغيرهم الكثيرون. دائما ما يكون ميدو النجم الأول أينما حل في مارسيليا على حساب دروجبا أو أياكس على حساب زلاتان أو توتنهام على حساب كانوتيه أو ويجان والزمالك على حساب عمرو زكي، ميدو سيشكل بنجوميته حالة مع الجماهير أشبه بتلك التي يخلقها حسام حسن مع جمهور الزمالك. صحيح لم يعتمد مسؤلو الزمالك على الاسس العلمية فى اختيار ميدو كمدرب، كما يحدث فى اوروبا، حيث تحدد الاندية اهدافها حسب احتياجاتها، وهى مختلفة بالطبع من ناد الى اخر، وعلى اساس ذلك يتم وضع قائمة للمرشحين وفق هذة الشروط لاختيار الافضل تحقيقا للنتائج المرجوة بعد سلسلة اجتماعات معهم لسماع افكارهم، فهناك نوعيات من المدربين: من يجيد التعامل مع الشباب، ومن يفشل في ذلك لكنه يتعامل جيدا مع النجوم، ومن يجمع نقاطا في دوري، أو يفوز ببطولات كؤوس. عدم الاعتماد على هذة المعايير ربما يزرع بعضا من الشكوك حول سر اختيار ميدو فى هذا التوقيت الملبد بالمشاكل والخلافات والازمات خصوصا المالية، ليكون كبش فداء لادارة الزمالك التى مازالت تبحث عن الاستقرار الادارى، فى وقت مازال ميدو معجبا بالتجربة ومتحمسا لها بعد ان اتت له على طبق من ذهب، متخطيا بذلك اجيالا عظيمة وكثيرة من سابقيه. تناول ميدو الملفات الشائكة التي تواجهه في تحديه الجديد مع الزمالك، أبرزها أزمة شيكابالا، الذي رحل عن النادي الأبيض بسبب خلافه مع الإدارة حول مستحقاته المتأخرة وعقده الكبير الذي ترفضه الإدارة الحالية، ورغم ذلك تعهد ميدو بعودة شيكابالا لسابق عهده، مستغلا صداقتهما القوية . أما اهم القضايا على الاطلاق فهى خاصة بازمة المستحقات المالية، والتى دائما ما تقف عائقا امام استمرار تفوق نجوم الزمالك فى البطولات المختلفة . تبقى الاشارة فيما يخص النواحى الفنية ان ميدو من الجيل الذى لحق العمل مع الجنرال الراحل محمود الجوهرى، والذى رسم له شخصية اللاعب الدولى فى سن صغيرة، وهو ما يفسر فى الوقت نفسه سر اتجاه الاجيال التى تدربت على يد الجنرال الراحل للعمل التدريبى بعد إعتزال كرة القدم. من أبرز اللاعبين الذين يعتبرون محمود الجوهري مدرستهم التدريبية الأولى والملهم الأكبر لهم هما التوأم حسام وإبراهيم حسن، أحد أهم أسلحة الراحل محمود الجوهري في منتخب مصر عبر التسعينات وحتى مطلع القرن الحالي. حسام حسن كان المهاجم الأبرز والأوحد لمنتخب مصر في عصر الجوهري ونجح في تسطير تاريخ كبير يصعب لأحد تخطيه، نفس الأمر بالنسبة لإبراهيم حسن الذي كان لاعبا مهما جداً في أي خطط فنية يبنيها محمود الجوهري في الملعب. بعد إعتزالهما كرة القدم وجد التوأم أنفسهما في حاجة إلى الاستفادة من معايشة مدربهما العظيم بالعمل في التدريب وبالفعل بدأوا مشوارهم التدريبي مع المصري ثم الزمالك مروراً بعدة أندية مصرية قبل أن يستقر بهما الحال في قيادة منتخب الأردن، وهو المكان الذي دّرب فيه الجوهري بعد رحيله عن منتخب مصر ليصنع طفرة جديدة في الكرة الأردنية، ويحاول الآن التوأم أن يكملا مسيرة أستاذهما. المدافع الأبرز في تشكيلة محمود الجوهري الذي بدأ مشواره تحت قيادة الجنرال وهو لا يتعدي ال 18 عاماً وبما أنه يلعب في الخط الخلفي في الملعب فهو يتمتع بعدد كبير من الخبرات التي نقلها له الجوهري الذي كان يفضل الخطط الدفاعية في أحياناً كثيراً 4-5-1 والتي تعتمد على قلب الدفاع هاني رمزي أو حتى عندما كان يلعب كلاعب متأخر في وسط الملعب "ليبرو الوسط". رمزي أصبح الأن مدرباً وقام بالتدريب في أوروبا مع لييرس البلجيكي قبل أن يعود لمصر ويقود وادي دجلة لنهائي كأس مصر ضد الزمالك في 2013 قبل أن يخسر اللقب أمام المارد الأبيض. نجم مصر في أوروبا وأحد اكتشافات الجوهري في مطلع القرن الحالي، ضمه الجنرال لمنتخب مصر وهو شاب لا يتعدى ال 18 عاماً لمنحه فرصة اللعب الدولي. ميدو اعتبر الجنرال بمثابة الأب الروحي وكان يتلقن من خلاله كل فنون كرة القدم ويصغى لتعليماته جيداً في كيفية الهروب من تكتلات الدفاع التي يصنعها المدربون ضده والرقابة اللصيقة التي فرضت عليه بعد أن ذاع صيته وأصبح نجماً كبيراً يعرفه الخصوم. ميدو كان الفتى المدلل للجنرال الراحل على الرغم من أن حظه السيء لم يجعله يكمل المسيرة مع الجوهري بعد أن رحل الأخير عن تدريب منتخب مصر في 2002، لكن الأعوام القليلة التي قضاها ميدو مع الجوهري صقلت خبراته التي زادت في أوروبا وجعلته يرى في نفسه مدرباً يمكنه أن يسير على خطى أستاذه، وها هو الأن يخلف أستاذه الجوهري في قيادة نادي الزمالك إحدى قلاع كرة القدم في مصر والشرق الأوسط والقارة الأفريقية.