كشف استطلاعا للرأي قامت به شركة "ايدلمان" الأمريكية للعلاقات العامة، عن تراجع الثقة في عدد من الحكومات خلال العام 2012، حيث تضاءلت سمعة واشنطن في ظل ما يواجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أزمة في الميزانية وأزمة التجسس التي أثارها موظف وكالة الأمن القومي السابق "ادوارد سنودن"، بالإضافة الى الخلل في تطبيق نظام الرعاية الصحية الذي يعرف باسم "أوباما كير". واستهدف الاستطلاع آراء ستة آلاف شخص من الجامعيين الموسرين نسبيا الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما في 27 دولة خلال الفترة من 16 أكتوبر - 29 نوفمبر . حيث عبر 37% فقط من المستطلعة اراؤهم عن ثقتهم في الحكومة الأمريكية، بانخفاض 16 نقطة مقارنة بعام مضى وسبع نقاط عن المتوسط العالمي. وبلغت الثقة في حكومات بعض دول غرب أوروبا ومن بينها فرنسا واسبانيا وايطاليا مستويات أقل غير أن مدى التراجع الأمريكي كان كبيرا بصفة خاصة. وقال "ريتشارد ايدلمان" رئيس الشركة التي أجرت الدراسة إن حالة الإحباط تصاعدت لأنها أعقبت فترة قصيرة من التحمس لدور الدولة في الحيلولة دون الانهيار الاقتصادي. وأضاف أنه "في عامي 2008 و2009 كان هناك سببا يدعو الحكومات إلى التدخل وقال الجميع إن الحكومة أنقذت الموقف، وهو الأمر الذي رفع سقف الآمال، لكنها تحطمت بعد ذلك." وعلى مستوى الولاياتالمتحدة فهناك ثلاثة عوامل سلبية رئيسية، كان لها التأثير الأكبر خلال العام 2012، وهي الأزمة بين الديمقراطيين والجمهوريين بخصوص الميزانية، وأزمة برامج التجسس التي فضحها سنودن، والتخبط في تنفيذ برنامج "أوباما كير" بسبب مشاكل فنية بموقع إلكتروني اتحادي. وفي مقابل فقدان الثقة في الحكومات ارتفعت الثقة في الشركات لتصل إلى مستوى قياسي إذ تتقدم الشركات على الحكومات بفارق 14 نقطة، وتتسع هذه فجوة الثقة بين الحكومات والشركات بشكل خاص في كل من الهند التي تتجه إلى إجراء انتخابات وسط موجة من فضائح الفساد، وفي البرازيل حيث تأججت مشاعر الغضب بسبب مزاعم فساد وارتفاع أجرة الحافلات والإنفاق الحكومي الضخم على بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014، واستقرت الثقة في الشركات بوجه عام عند 58 %. وبينما يرتفع مستوى الثقة في بعض القطاعات الصناعية مثل التكنولوجيا والسيارات تظل هناك مطالبات واسعة النطاق بتنظيم أكبر لقطاعات الخدمات المالية والطاقة والغذاء، وتحظى الشركات المملوكة لعائلات والشركات الصغيرة بثقة أكبر من الشركات الكبرى في أنحاء العالم، مع تباينات إقليمية ملحوظة حيث تعاني الشركات في الأسواق الناشئة الرئيسية من افتقار كبير للثقة مقارنة بالشركات الغربية. ويذكر أن نتائج الاستطلاع السنوي للثقة سيتم تقديمه الى اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في الفترة من 22 - 25 يناير بمنتجع دافوس السويسري.