رأت صحيفة "الحياة اللندنية"، اليوم الأربعاء، إن مصر طوت أمس صفحة حكم جماعة الإخوان المسلمين، بعد الإقبال اللافت على المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور المعدّل، والذي يختتم اليوم، ما يعزز شعبية الجيش ويمنح مشروعية شعبية لعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وتحدى المصريون مخاوف العنف واقترعوا بكثافة في اليوم الأول للاستفتاء الذي شهد طوابير امتدت عشرات الأمتار أمام لجان الاقتراع، خصوصاً في المدن الكبرى. ووجه الجيش في بيان "تحية" إلى الناخبين، قائلاً ان "كثافة الحضور مبعث فخر للقوات المسلحة". ومن شأن تمرير مشروع الدستور تجريد "الإخوان" وحلفائها من أهم أوراقهم، وهي ورقة الشرعية الانتخابية. وكان الجيش أعلن "خريطة طريق" عقب عزل مرسي، تبدأ بالاستفتاء على تعديل الدستور ليتلوه الاستحقاق التشريعي ثم الرئاسي. لكن يُرجح تعديلها قبل نهاية الشهر لتنطلق الرئاسيات أولاً في (مارس) المقبل. وبحسب الصحيفة قُتل 11 شخصاً على الأقل وجُرح 28 آخرين في اشتباكات اندلعت بين أنصار «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والشرطة من جهة أخرى في محافظات عدة، إذ سعت الجماعة وأنصارها إلى إفساد عملية الاقتراع من خلال مسيرات انتهج بعضها العنف، لكن قوات الأمن تصدت لها بعيداً من مقار التصويت. وتوافد الناخبون منذ الصباح على اللجان، حتى أن وصولهم استبق فتح لجان في بعض المناطق. واصطفوا في طوابير طويلة، رغم أن أمس كان يوم عمل، قبل أن يزداد الحضور مساء. ولوحظ الحضور القوي للنساء اللائي رفعت بعضهن صوراً لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، ولوّحن بعلامات النصر وسط أجواء احتفالية. وسُمح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم، بعد التأكد من هوياتهم وتسجيلها في دفاتر الاقتراع. لكن لم يخلُ الاقتراع من شكاوى، كان معظمها يتعلق بتوجيه بعض القضاة الناخبين للتصويت بالتأييد وآخرين بالرفض، إضافة إلى تأخر فتح لجان. ويستمر الاستفتاء حتى التاسعة مساء اليوم حين تغلق اللجان لتبدأ عملية الفرز. وبسبب كثافة الإقبال على الاقتراع لم تستبعد اللجنة العليا للانتخابات والحكومة تمديد الاقتراع يوماً ثالثاً. ويُتوقع أن تعلن نتائج الاستفتاء السبت المقبل.